العارف بالله طلعت يكتب : التعاون بين مصر والبحرين فى مختلف المجالات التى تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين
يعود التعاون بين مصر والبحرين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين – قبل استقلالها- في عام 1919.فلن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956.
ومواقف التأييد والمساندة المعنوية التي صاحبت بناء السد العالي.
وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967، ومشاعر القلق والدعم التي طالما أبدتها وتبديها القيادة والشعب البحريني كلما حدثت مشكلة في مصر.
كانت مصر سباقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين طوال تاريخها، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة عام 1973.
حتى أقرت مصر رسميا عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي.
بلغت العلاقات البحرينية المصرية أسمى مراتب التضامن ووحدة الصف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويتميز عهده بأنه أكثر الفترات التاريخية إزدهارا في علاقات مصر بالبحرين والخليج العربي.
العلاقات التاريخية الراسخة وسبل تطويرها وتنميتها في كافة المجالات لتعزيز مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وزيادة وتيرة التعاون الاقتصادي لآفاق أرحب لما من شأنه دعم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين
قام الرئيس السيسى بمنح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة “قلادة النيل” التي تعد أرفع وسام مصري، وذلك تقديرا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى المواقف النبيلة التي اتخذها جلالة الملك إزاء مصر.
تأكيد الاعتزاز بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، ودعم البحرين لجهود مصر والسيد الرئيس في مواجهة جميع التحديات داخليا وخارجيا ولاسيما على المستوى الإقليمي.
كذلك الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية للتهدئة، وتم التشديد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية
في مناطق شمال القطاع لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشقاء الفلسطينيين.
العلاقات البحرينية المصرية من شراكة متطورة ومثمرة، تمثل امتدادا لعلاقات دبلوماسية تعود لأكثر من نصف قرن بين القاهرة والمنامة.
وفتح آفاق أرحب من التعاون والشراكة بما يسهم في خلق المزيد من فرص الاستثمار الواعدة التي تعود بالنفع والنماء على البلدين والشعبين الشقيقين
العلاقات البحرينية المصرية تسجل فصلا جديدا في مسيرة التلاحم والتكامل بين الأشقاء، والشراكة الوطيدة في ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي، والحرص على دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتأكيد وحدة الصف والتضامن العربي،
العلاقات البحرينية المصرية بلغت أعلى مستوياتها من الشراكة والتنسيق المشترك على كافة المستويات، وتعد نموذجا يحتذى به للعلاقات العربية الأخوية.
ما تشهده العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين من تطور، فى ظل العلاقات الأخوية المتميزة التى تربط فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، مجددين العزم على بذل كل الجهود لتعزيز أواصر التعاون بين مصر والبحرين فى مختلف المجالات التى تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
أخذت العلاقات البحرينية المصرية شكلا أكثر رسوخا وعمقا خلال حكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة نظرا للعلاقات الأخوية العميقة بينه وبين أخيه الرئيس محمد حسني مبارك.
أقرت مصر رسميا عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، اضطلع الرئيس مبارك بدور بارز في تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط البلدين.
أرسى الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك دعائم قوية للعلاقات التي تربط بلاده بدول العالم العربي عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وعلى رأسها مملكة البحرين، وبمواقف عروبية نبيلة تحسب له إبان الأزمات التي مرت بدول المنطقة ناهيك عن دوره الرائد في دعم آليات التشاور والتنسيق الدائم مع مملكة البحرين.
اعتاد الرئيس مبارك على زيارة البحرين .وهذا يدل على مدى الدفء الذي تنعم به العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وبين مصر الشقيقة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية
استمر التضامن المصري البحريني في عهد السادات وعقب إعلان استقلال البحرين في الأمم المتحدة من قبل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين، كانت مصر من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلالها في عام 1971
وسارعت مصر بتهنئة حاكم البحرين، وقال الرئيس محمد أنور السادات فى هذه المناسبة: “تلقيت ببالغ السرور إعلان استقلال البحرين وإنه أمل عزيز علي وعلى كل مصرى، قد تحقق أن نشهد هذا اليوم المجيد في تاريخ أمتنا العربية”.
إن اعتراف جمهورية مصر العربية بدولة البحرين المستقلة لم يكن نابعًا من الإرادة الدولية وحدها بل من المشروع القومي العربي- فى 24 يناير 1973، استقبل الرئيس أنور السادات في مكتبه ولي عهد البحرين ووزير الدفاع والقائد العام لقوة دفاع البحرين وقتها حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين حاليا وأهداه قلادة الجمهورية وهي قلادة تُهدى لرؤساء الدول وأولياء العهود والمواطنين وغير المواطنين الذين يقومون بأعمال جليلة للجمهورية أوللإنسانية.
خلال حرب أكتوبر 1973 مارست البحرين دورها القومي كما ينبغي أن يكون ووقفت إلى جوار مصر بكل ما تملك. ولم يقتصر الأمر على الموقف الرسمي الداعم للأشقاء في مصر .
ولكن الموقف الشعبي كعادته دوما كان يفيض بالوطنية والعطاء، فانطلقت سيارات الإسعاف في شوارع البحرين وتزاحم أبناء البحرين للتبرع بالدم لمساعدة الجيش المصري البطل.
شهدت حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تضامنا بين شعبى البلدين وحكومتهما وأعلن شعب البحرين عن تجنيد نفسه في الدفاع عن مصر وأبدى تأييده المطلق لمصر في موقفها من تأميم قناة السويس.
واعتبر كل اعتداء على مصر اعتداء على شعب البحرين، وهدد الحراك الشعبي آنذاك بتدمير معامل البترول تدميرا كاملا في ظرف 48 ساعه إذا تعرضت مصر للعدوان، قاسم شعب البحرين مصر أفراحها بعيد الجلاء وعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية.
وشهدت البحرين احتفالات شعبية ورفعت إعلام التحرير فوق كل منزل ونادي، ورددت شعارات مؤيدة للرئيس جمال عبد الناصر وتبرع الشعب بربع مليون دولار كمساعدة من الشعب العربي بالبحرين لمصر للتخلص من آثار العدوان.
قام الرئيس جمال عبدالناصر بزيارة البحرين في 2 مايو 1955 عندما توقفت الطائرة التي تقله للتزود بالوقود في مطار البحرين عائدا من مؤتمر باندونغ، اُستقبل عبد الناصر استقبالا عظيما من الشعب البحرينى.