الدين معاملةمقالات

العارف بالله طلعت يكتب : الدروس المستفادة من الحج

العارف بالله طلعت يكتب : الدروس المستفادة من الحج

العارف بالله طلعت يكتب : الدروس المستفادة من الحج
العارف بالله

الحج يعتبر تدريبا للإنسان المسلم على تطبيع سلوكياته وأفعاله مع أوامر الله والحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات وهو أحد أركان الإسلام .                                                     

الحج أمنية كل مسلم تتوق نفسه إليها مهما تباعدت به الديار وتظل أطياف هذه الزيارة تداعب خياله ويملأ الحنين إلى بيت الله الحرام قلبه والحج فرصة للمسلم كي يتدرب على عفة اللسان والبعد عن الجارح من الكلام المسئ للمشاعر والأحاسيس ذلك النهج من الحديث الذي يدعو الإسلام المسلم أن يترفع عنه بعد عودته من الأراضي المقدسة فالحج فرصة للتدريب العملي على صيانة اللسان والتحلي بمكارم الأخلاق وأخذ النفس بالسلوك السوي حتى يعتاد المسلم ذلك في كل أمور حياته . والحج يهيئ المسلم لأن يكون نموذجا فذا للإنسانية الراقية والأخلاق الطيبة والهادية إلى الصراط القويم .

وكان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العظيم بعرفة أثناء الحجة القدوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم :اللهم اجعل في بصري نورا وفى سمعي نورا وفى قلبي نورا اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري اللهم أعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر وشر فتنة القبر وشر ما يلج فى الليل وشر ما يلج في النهار وشر ما تهب به الرياح وشر بوائق الدهر .

اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سرى وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الذليل أدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عبرته وذل لك جسده ورغم لك أنفه اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا وكن ربى رءوفا رحيما يا خير المسئولين ويا خير المعطين . ولقد دعا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لأمته بالرحمة والمغفرة فأكثر الدعاء فأوحى له الله : أنى قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها .

 وتنزل على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو في هذا الموقف قول الله تعالى في الآية الثالثة من سورة المائدة 🙁 اليوم بئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ).

إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا حجة واحدة ليقول للناس لا تشقوا على أنفسكم .. لا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها والفرض هو مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا ولذلك يجب أن نقدم الأهم فالمهم وله أيضا ثواب الحج .وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا) .. فقال رجل : أكل عام يا رسول الله : فسكت ثم سأله فأجاب الرسول :لو قلت : نعم ( لوجبت ولما استطعتم ) ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشئ فأتوا عنه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه). 

الحج سلوك ومسؤولية وخلق قويم ..وزينة الحج وجوهره هو الخلق والسلوكيات وبحلول موسم الحج من كل عام تمتلئ القلوب شوقا للذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من متعة روحية . . الحج يعتبر تدريبا للإنسان المسلم على تطبيع سلوكياته وأفعاله مع أوامر الله ونواهيه بعد العودة من أداء شعائر الحج بحيث تكون أعمال الإنسان كلها خالصة لوجه الله تعالى 

وعلى الحاج أن ينتهج أخلاق الحاج بعد عودته بأن يأكل الحلال ويتجنب الحرام والمشي بين الناس متجردا من الشهوات وقول الزور وكل ما يفسد حياته من المحرمات والمحظورات فغاية أن تكون الصلة بين الإنسان وربه صلة ممتدة متصلة لا تنقطع أبدا لأنه وصل نفسه بربه سبحانه وتعالى بالطواف والسعي حول رموز جعلها الله تعالى للطاعة والعبادة .

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى