مقالات

العارف بالله طلعت يكتب: الرحمة بالضعفاء

العارف بالله طلعت يكتب: الرحمة بالضعفاء

العارف بالله طلعت يكتب: الرحمة بالضعفاء
العارف بالله طلعت

إن الشريعة الإسلامية قد بنت  العلاقات الإنسانية بين البشر على أساس التواد والتراحم فأوصت ما أوصي به الإسلام من رعاية كبار السن واحترامهم وتوقيرهم اتباعا  لقوله صلى الله عليه وسلم:( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)  في علاقة الشباب مع غيرهم من كبار السن يجب أن تكون علاقة احترام وود . ويمكن اعتبارها نوعا من التكافل الاجتماعي بين الأجيال حيث تقوم الأجيال الشابة بمعاونة كبار السن تعبيرا عن العرفان الجميل لما قدموه في الحياة العامة . لقد أوجب الإسلام على الأولاد بر الوالدين والإحسان إليهم ورسوخه في نفوس الأمة والتركيز على ذلك يساعد في الوقاية من بعض المشاكل التي يعاني منها كبار السن قال تعالي : (وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) .

وأوجب الإسلام احترام وتوقير كبار السن وقال صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ) . وقضت سنة الله في الكون بتوالي مراحل القوة والضعف في حياة الإنسان حتى يتوفاه الله يقول الله تعالى :( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) مما أعطوا لمجتمعاتهم في شبابهم وقوتهم ما ينفع الناس ثم آل أمرهم إلي الضعف والعجز وهؤلاء ينبغي أن يظهر لهم بعد انتهاء فترة خدمتهم حياة كريمة تفيهم ذل الحاجة والسؤال حتى لا يجتمع عليهم الضعف والاحتياج معا في ختام حياتهم  ويوضح نهج السنة الشريفة أهمية إكرام كبار السن والرفق بهم للتخفيف عنهم وما يلاقونه من صعوبات الحياة ونجد الرسول صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الرحمة بالضعفاء لأنهم سبب النصرة من الله عز وجل بدعائهم وإخلاصهم فيستجيب الله لهم لضعفهم .

ومن الآداب التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا تكلم الشيخ ينصت الشباب وإذا بدأنا التحية نقدم التحية للمسن أولا ثم الصغير ويقدم العطاء والمنح للمسن قبل الصغير . كما جعل الإسلام حياة المسن مصدرا للرزق والبركة للأمة ويجب رعاية المسن والاهتمام به أولا بأول ولابد من عمل برنامج نشاط حركي جسمي وذهني عقلي له لمساعدته على روح التفاؤل ليعيش شيخوخته بأوسع وأكمل شئ ممكن ولابد من الاهتمام بالعمر العقلي ومراعاته . ويجب تشجيع المسن على البحث والاطلاع حتى تبقى ذاكرته متنبهة وتحثه على السعي لذلك قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم من طال عمره وحسن عمله ) .                                       ويحتاج المسن إلى ضمان مالي وصحي وهو من الوفاء للأفراد الذين قدموا لوطنهم الكثير ولحفظ كرامتهم وودهم قال صلى الله عليه وسلم :( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم )  .حيث أن المسن مكرم بين أهله وذويه ويكون ناقلا للقيم والثقافة بين الأجيال بحيث يعيش حياته متوافقا مع ظروفه الصحية ومتعايشا معها وآمنا من الناحية الاجتماعية و منتجا ومفيدا لعلاقات جديدة بناءة ومفيدا في حكمته وخبرته للمجتمع بجميع شرائحه . فلقد أشار القرآن الكريم إلي أنبياء تقدمت بهم السن كإبراهيم عليه السلام وزكريا ونوح عليهم السلام وأشار التاريخ لعدد من الصحابة الذين ظلوا في حالة عطاء حتى آخر لحظة أمثال أنس بن مالك وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم. 

ويبين الرسول صلي الله عليه وسلم أن البركة مع كبار السن رحمة من الله لهم وتقديرا لما لاقوه من أعباء السنين وشريعة الإسلام ترعى الشيخوخة بكل حدب وحنان .وإن من أبسط قواعد التحضر آن نحترم فئة المسنين ونفكر فيما يسعدهم .   

أن المسنين بالفعل هم ثروة حقيقية إذا تم الاهتمام بهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا واقتصاديا فهم يمثلون معينا هائلا لعملية التنمية الاجتماعية بما اكتسبوه من خبرات وريادة في كل المجالات وأن الاهتمام بهم هو اهتمام بمستقبل كل فرد وأسرة في المجتمع .

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى