عاجلمقالات

العارف بالله طلعت يكتب: الزوجة الثانية

العارف بالله طلعت يكتب: الزوجة الثانية

العارف بالله طلعت يكتب: الزوجة الثانية
العارف بالله طلعت

 

يعد تعدد الزوجات حقا مشروعا كفله الدين الاسلامي للرجال إلا أن هذا الحق ليس مطلقا ولكنه مقيد ومشروط لحماية حقوق الطرف الأخر في العلاقة الزوجية. وان تراجع نسبة التعدد في السنوات الأخيرة أدى إلى إرتفاع نسبة العنوسة بين النساء فمع تأخر سن الزواج للشباب لظروف اقتصادية أو مجتمعية أو نفسية وانخفاض نسبة الرجال للنساء في العديد من المجتمعات أدت لتفاقم نسبة العنوسة بل ومطالبة العديد من المجتمعات بتحفيز فكرة التعددية. 

وأن بناء البيت الثانى لا يعنى التفريط فى الأول لأنهم أسرته ولا يحل له التهاون فى تربيتهم والتفريط فى رعايتهم وليحسن لزوجته وليسترضيها لأن ذلك من حسن العشرة ومن أجل الحفاظ على بيته وأبنائه. إن المرأة تظلم من زوجها الذى يتزوج عليها مرة ثانية بدون سبب معتبراً ذلك عدم تقدير لدور المرأة وما فعلته معه طوال رحلة زواجهما.وأن الإسلام وضع حدودا للزواج بأخرى منها أن يكون مقتدرا وعادلا فى معاملته مع الاثنتين فإذا خاف من عدم العدل بين زوجاته كان محظورا عليه الزواج بأكثر من واحدة.

العدل هو المساواة بين زوجاته

وأن المقصود بالعدل هو المساواة بين زوجاته فى النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون فى مقدوره واستطاعته. وقد ذكرت السنة المطهرة عقاب من لا يعدل بين أزواجه وذلك فيما رواه أبو داود بسنده من حديث أبى هريرةَ عن النبى– صلي الله عليه وسلم قال ” من كانت له امرأَتَان فمال إلى إِحداهما جاء يوم الْقِيَامَةِ وَشِقه مَائِلٌ ” يقول الإمام العيني:(الجزاء من جنس العمل ولما لم يعدل أو حاد عن الحق والجور الميل كان عذابه بأن يجيء يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وأحد شقيه مائل) وروي الإمام الترمذي في سننه من حديث ثَوبَانَ أَن رسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال :” أَيّمَا امرَأَة سَأَلَتْ زوجها طَلَاقًا من غَيرِ بأْس فحرام عليها رائحة الْجنّة “قال أبو عِيسَى هذا حدِيث حسن .فما دام لم يتحقق ضرر بهذا الزواج فلا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق.

الأسباب الحقيقية للزواج الثاني

وحول الأسباب الحقيقية للزواج الثاني التقيت ببعض الرجال اللاتي يعشن تجربة الزواج الثاني وقال:لابد أن يناقش الشخصان المقبلان على الزواج مع بعضهما البعض جميع التفاصيل الجوهرية المتعلقة بالجوانب المالية لحياتهما المشتركة. بالعلم أنى أخفيت زواجى الثانى عن زوجتى الأولى حوالى خمس سنوات وعندما علمت خيرتنى بينها وبين الثانية فقررت أن أطلق الثانية خوفا على مصلحة أبنائى. وشخص آخر يقول تزوجت مرة ثانية عندما أردت أن أطلق زوجتى الأولى التي كانت تتحكم بكل حياتى كبيرها وصغيرها ما جعلنى أنفر من عالمها وأتزوج امرأة بسيطة تحترم مشاعرى وتسمع كلامى.وزوج آخر قال :تزوجت أول مرة حين كنت في السابعة والعشرين من عمرى حسب اختيار والدتى وأن زواجى من الأولى كان دون حب ولم أعد قادرا على التحمل بسبب الخلافات الدائمة في حين أن علاقتى مع زوجتى الثانية هي حب ومشاركة في كل شيء. 

ومن جانب آخر تحدثت معى بعض النسوة اللاتي يعشن تجربة الزواج الثاني فتقول إحدى صاحبات هذه التجربة (الزواج الثاني) بالنسبة لي أكثر استقرارا وهدوءا من الزواج الأول بفضل اهتمامي بالحفاظ على حياتي في منزلي الثاني واستفدت من التجربة السابقة التي انتهت بالانفصال وأحاول بقدر الامكان تلافي أسباب الانفصال الأول.ومن جانب قالت سيدة :المرأة حينما تتزوج للمرة الثانية وتفاجأ بأن الزوج الثاني يحمل نفس صفات الزوج الأول في التعامل أو حتى التي تجده أكثر سوءا لا تتصرف كما كانت في المرة الأولى بل تتحمل وتصبر ولا تحاول أن تسمح للأهل بالتدخل في المشكلة وترى أن تدخل الأهل يؤثر بشكل سلبي جدا وأن المرأة ستكون وضعها في غاية الحساسية لو طلقت للمرة الثانية.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى