العارف بالله طلعت يكتب : العاشر من رمضان
عندما نحتفل بذكرى أنتصار العاشر من رمضان المجيد الذى هو أعظم أنتصاراتنا فى العصر الحديث .ونستعيد ذكريات هذه الانتصارات المجيدة . وقد اختير التوقيت المناسب لبدء المعركة وكان رمضان هو الوقت الملائم نفسيا .وروحيا لما يمد به الجنود من نفحات وما يعطيهم من شحنة روحية. وكان الشهر مناسبا من حيث المناخ وليس فيه حرارة الصيف ولا برد الشتاء.
ونقول لقد كانت حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر نقلة كبيرة ورائعة فى حياة الشعب العربى كله. إذ تذوق المصريون بخاصة طعم النصر وحلاوة الرد على المعتدى وكانت المشاعر أنذاك. كان المشاعرخاصة وأن معظم الأحداث آنذاك. كان الناس فى الشوارع مبتهجين ويرددون مع الجنود على الجبهة( الله أكبر الله أكبر). وأهم من هذا كله الروح المعنوية التي كان يحملها المقاتل المصري. إنها روح الإيمان الإيمان بالله تعالى وأنه ينصر من نصره والإيمان بأننا أصحاب الحق والحق لا بد أن ينتصر.
وان صيحة (الله أكبر) أيقظت كل الطاقات الوطنية المصرية وجمعت المصريين فى قلب وعقل وروح واحدة. أرهبت عدوهم وأحيت لدى الجنود المصريين الكبرياء والثقة فى الله ليتحقق النصر.
عبور قناة السويس
وكانت مصر بخاصة مبتهجة بعبور قناة السويس واقتحام حصون الأعداء تلك هى الروح التى لم تكن مصطنعة. أو مدعاة وإنما كانت قوية ومتميزة ولكن أسترجاع أحداث النصر العظيم فى أكتوبر المجيد. يجعلنا نتوحد ولا نتمزق ولا نتقهقر نحب ولا نكره نرضى ولا نطمع .
إن الجيش المصري العظيم ضرب أروع الأمثلة فى جهاد النفس والدفاع عن الوطن والتضحية بالأرواح. فإذا أردنا أن نستعيد روح العاشر من رمضان. فعلينا أن نتوحد يا خير أجناد الأرض الطيبة على روح الانتماء والتكاتف والايثار. ليعم الخير الجميع وأستعادة مكانة مصر.
فيجب أن تكون بتكاتف كل القوى وكل الرجال والنساء وكل الشباب بنشاط وهمة إلى الإمام فسوف نصل بإذن الله تعالى إلى ما نصبو إليه ونحلم به وعلينا أن نقوى فى شبابنا روح الانتماء من أجل مصلحة مصرنا لتسود كل مظاهر حياتنا لكى نحقق الانطلاقة الاقتصادية والاجتماعية التى ننشدها ..وعلينا جميعا كمصريين أن نستعيد هذه الروح حتى نواجه التحديات الصعبة التى تهدد حاضرنا ومستقبلنا وأن مصر بحاجة شديدة للانتصارعلى النفس والعمل على رفعة الوطن الذى يستحق وينتظر من أبنائه الكثير من الجهد والعمل.
ملحمة مصرية
أننا الآن فى حاجة ماسة اليوم لاستلهام روح النصرالمجيدة ونتكاتف جميعا كأفراد شعب مع مؤسسات الدولة والقوى السياسية من أجل ملحمة مصرية توحد الشعب من جديد على روح الانتماء والايثار والحب والفداء من أجل وطنه وعلى كل القيم النبيلة والجميلة التى يتصف بها الشعب المصرى دائما ويجب إلا ننسى شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية فى سبيل الله فى رفعة هذا الوطن والحفاظ على أرضه وشرفه وعزته وكرامته .
وتحية للرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار الحرب والذى حقق أفتتاحية النصر الخالدة وتحية لأبطال نصر العاشر من رمضان وشهدائنا الأبرار الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم فداء لمصر الحبيبة وأن مصر بحاجة شديدة للانتصارعلى النفس والعمل على رفعة الوطن الذى يستحق وينتظر من أبنائه الكثير من الجهد والعمل.ومن أهم دروس ذلك النصر الذى أثبت كفاءة الجندى المصرى وشجاعته وقدرة قواتنا المسلحة الباسلة على تحقيق النصر هو توحيد كل أطياف المصريين يدا واحدة لتتجاوز مصر المرحلة الحالية وتستعيد مكانتها بقوة اقتصادها وبجدية وعمل واجتهاد أبنائها المخلصين وعلينا أن نستعيد روح أكتوبر من خلال الإعلام وخاصة التليفزيون وعمل أفلام سينمائية تتواجد فيها كل المثل العليا التى فقدها المجتمع الآن .