العارف بالله طلعت يكتب: تحرير سيناء محفور في جبين ووجدان كل مصري
عيد تحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد. وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982 م
واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في15 مارس عام 1989
ذكرى تحرير سيناء واحدة من أعظم وأشرف الملاحم العسكرية والدبلوماسية في تاريخ الدولة المصرية، حيث جسدت قيمة وعظمة شامخة وباقية إلى الآن، ورسخت قدسية رسالة قواتنا المسلحة في الذود عن الوطن والحفاظ على كرامة ومقدرات شعبه،
أن مصر ضحت في سبيل استرداد سيناء هذه البقعة المقدسة بأرواح أطهر الرجال، وخاضت أجل المعارك في تاريخ العالم الحديث، لترسخ للعالم عبر وقائع التاريخ أن مصر وأرضها وكرامة شعبها خط أحمر لم ولن تقبل المساس به،
ذكرى تحرير سيناء ستظل محفورة في جبين ووجدان كل مصري، وتظل قواتنا المسلحة مدرسة في هزيمة اليأس وقهر المستحيل، ومصدر فخرنا واعتزازنا وأساس نهضتنا وأمننا.
في اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى أقوى المعارك والانتصارات العسكرية والدبلوماسية؛ تخوض مصر معركة بناء ونهضة وتنمية وسلام لتثبت للعالم أن سلام مصر وجهودها الرامية لتعزيز السلم والسلام الدولي هو خيارها الأول ودستورها الراسخ نحو فض وإنهاء أي أزمات مهما تكن التحديات والمعوقات.
سيناء على مر التاريخ هى الدرع الذى حما مصر من الغزاة والطامعين، فهى الارض التى حباها ١الله عزل وجل بالكثير من نعمائه من الثروات والخيرات ، وبوركت بالرسل والانبياء على مر التاريخ ولسيناء مكانة وقيمة غالية جدا عن المصريين
المصريين حموا مصر من خلال سيناء ، لان معظم الغزوات كانت من ناحية الشرق حيث سيناء، فان سيناء هى التى ابرزت المواقف على مر التاريخ ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الهكسوس والمغول والحيثيين والتتار والانجليز والفرنسيين واليونانيين والصليبيين .
إن إطلاق القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية السيد عبدالفتاح السيسى لأول مشروع قومى بافتتاح قناة السويس الجديدة.
كان بمثابة فاتحة الخير لسيناء ، لتعود عجلة التنمية بسيناء وتصبح سيناء مستقبل الخير والعبور لمصر ، بعدما تم وضع الهدف بكيفية تنمية سيناء من خلال نظرة ثاقبة للقيادة السياسية ، ما جعل سيناء نموذج لخير مصر فى كل شىء” صناعيا وزراعيا وتعدينيا وعمرانيا وسياحيا
ان تحرير سيناء اعاد السلام للارض التى لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات ؛حتى تم تحرير سيناء ، بعدما تم رفع شعار ” ما اخذ بالقوة ، لا بد ان يسترد بالقوة “
عودة الارض كانت نقطة فارقة تماما، وهى الأساس لعملية السلام ، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الامنه خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية ، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة ، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة ، تحرك على اثره عمل دبلوماسى وسياسى ناجح
ان الرئيس الراحل انور السادات ابدى نيته للسلام من منطلق القوة ، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبارادة مصرية ” الحرب والسلام ” معا .
القوة الصلبة المتمثلة فى القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسى والسياسى ، وهو يمثل النموذج المحترف المعروف باسم ” القوة الذكية ” ، وصولا الى تحقيق الاهداف الاستراتيجية للدول
الرئيس السادات هو اول من استخدم القوة الذكية ، حتى تحقق النصر وتحررت اخر ذرة رمال من ارض سيناء الغالية .
وما تشهده سيناء حاليا من تنمية وتعمير مصدر فخر كبير لمصر ، قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية .
ما تشهده مدن وقرى سيناء من تحركات نحو التنمية من كافة أجهزة الدولة حتى عادت الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة.
ما يؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العامه للقوات المسلحة لتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء والاهتمام بأبناء سيناء وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم .
شمال سيناء شهدت وما تزال عملية احلال وتجديد لكافة المرافق التى تعرضت للتدمير ، وبما يحقق طموحات المواطن السيناوى بكافة المجالات ، وخاصة ما يتعلق بالصحة والتعليم والكهرباء وشبكات المياه الامنه والصحية .
الدولة بجميع أجهزتها ومؤسساتها تعمل على تنمية وتعمير سيناء ، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية الكبيرة في مختلف القطاعات على أرض الفيروز والاهتمام بمحور التنمية المجتمعية اهتماما كبيرا بمختلف المجالات سواء في الإسكان والصحة والتعليم والخدمات الخاصة بالمرافق من كهرباء ومياه ” شرب ورى ” ، وصولا لحياة كريمة لابناء سيناء .
وأهمية تطوير ميناء العريش البحرى والذى يقع بموقع متوسط بين أوروبا وآسيا وموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير ورفع كفاءته جعله يضاهى الموانئ البحرية الأخرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، والذى يصب فى مصلحة المحافظه ومصلحة مواطنيها .
وتتزامن احتفالات مصر بالذكرى 42 لعيد تحرير سيناء وعودة الأمن لأرض السلام سيناء الحبيبة، فإننا نجدد العهد على الوقوف خلف القيادة السياسية صفا واحدا في طريق البناء والنهضة الشاملة، حفظ الله مصر وشعبها.