العارف بالله طلعت يكتب : فى ذكرى ميلاد صاحب جائزة نوبل للآداب
ولدالأديب العالمى نجيب محفوظ في حي الجمالية في العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 11 ديسمبر عام 1911 والده يدعى “عبد العزيز إبراهيم” وكان يعمل موظفا أما والدته فهي السيدة “فاطمة مصطفى قشيشة”نجلة الشيخ “مصطفى قشيشة” وهو من علماء الأزهر.
كان محفوظ أصغر أشقائه، وكان الفرق بينه وبين أقرب أشقائه سنا إليه، قرابة 10 سنوات فعومل كطفل وحيد وفي عمر السابعة عاش ثورة 1919 وتركت بداخله أثرا كبيرا ظهر في تناوله للثورة في ثلاثية القاهرة المكونة من روايات: بين القصرين وقصر الشوق والسكرية.
(محفوظ ) حاصل على ليسانس آداب من قسم الفلسفة في جامعة القاهرة وبدأ الأديب نجيب محفوظ الكتابة في أوائل الثلاثينات من خلال كتابة المقالات الفلسفية في عددٍ من الصحف والمجلات وقد امتدت هذه الكتابة من عام 1930 حتى عام 1939وخلال تلك الفترة كان يكتب بعض القصص القصيرة التي نشرت في مجلة الرسالة.وفي منتصف الثلاثينات بدأ محفوظ الكتابة الأدبية وفي عام 1939 نشر روايته الأولى “عبث الأقدار” وهي رواية تاريخية تدور أحداثها زمن الفراعنة ثم نشر رواية كفاح طيبة ثم رواية رادوبيس وبذلك أنهى ثلاثيته التاريخية.
وفي عام 1945 بدأ محفوظ كتابة الروايات الواقعية، وظل مستمرًا في هذه الكتابة حتى آخر أيام حياته ومن الأمثلة على هذه الروايات: القاهرة الجديدة وخان الخليلي وزقاق المدق.وفي عام 1948 بدأ محفوظ كتابة روايات الواقعية النفسية، مثل رواية السراب ثم عاد من جديد للواقعية الاجتماعية ونشرت له رواية بداية ونهاية عام 1949 وبعد ذلك انشغل في كتابة ثلاثية القاهرة، المكونة من روايات: بين القصرين وقصر الشوق والسكرية ونشرا في عامي 1956 و1957 ثم دخل بعدهم محفوظ في حالة صمت أدبي استمرت حتى عام 1959.ثم اتجه (محفوظ) بعد ذلك لكتابة الروايات الرمزية وأشهرها على الإطلاق رواية أولاد حارتنا والتي نشرت على أجزاء في جريدة الأهرام عام 1959وفي عام 1994 تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال.
كتب نجيب محفوظ عشرات الروايات أكثرهم شهرة: ثلاثية القاهرة وأولاد حارتنا والحرافيش زثرثرة فوق النيل واللص والكلاب وزقاق المدق وبداية ونهاية والشحاذ وأفراح القبة.وتحولت عدد كبير من روايات لأعمال فنية ما بين مسلسلات وأفلام منها: بداية ونهاية وزقاق المدق واللص والكلاب وثرثرة فوق النيل الثلاثية والسمان والخريف والقاهرة 30 والكرنك وقلب الليل
؛ومن المسلسلات التي أخذت عن روايات محفوظ: حديث الصباح والمساء وأفراح القبة والسيرة العاشورية وبين القصرين وقصر الشوق وقشتمر وحضرة المحترم. نجيب محفوظ هو الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للأدب بسبب إنجازه العظيم في مجال الرواية والقصة القصيرة فإنتاجه الأدبي شكل ازدهارا قويا للرواية كاختصاص أدبي كما أسهم في تطور اللغة الأدبية في مختلف الأوساط المهتمة بالثقافة والأدب على امتداد العالم.
نجيب محفوظ اهتم بالكتابة عن المجتمع المصري بطريقة بسيطة ولغة سهلة وسلسة قريبة من ة واهتم بالقضايا السّياسية والاجتماعية والقضايا المتعلقة بالمرأة ويتكون رصيده الأدبي من 45 رواية ومجموعة قصصية و30 سيناريو بالإضافة إلى العديد من المسرحيات.
حصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز العربية والعالمية خلال مسيرته المهنية والإبداعية نذكر منها جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية (رادوبيس) عام 1943م
وجائزة وزارة المعارف عن رواية (كفاح طيبة) عام 1944م.
وجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية (خان الخليلي) عام 1946م وجائزة الدولة في الأدب حصل عليها عام 1957م عن رواية (بين القصرين) ولم يسبقه لهذه الجائزة إلّا اثنين من الكتاب هما د.طه حسين وعباس محمود العقاد.
وحصل على وسام الاستحقاق على تميزه الأدبي عام 1962م. جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968م؛ ووسام الجمهورية في عام 1972م. جائزة نوبل للآداب عام 1988م، وتعتبر هذه الجائزة تتويجاً لمجهوده الأدبي الكبير كما كانت نقلة نوعية في مسيرته الأدبية والتي أثمرت عن انتشار وترجمة أدبه عالمياً. حصل على قلادة النّيل العظمى عام 1988م وهي تعتبر أعلى الجوائز في الدولة المصرية. وتم تكريم نجيب محفوظ بعد رحيله تكريما لإنجازات الأديب العظيمة وسيرته الأدبية العظيمة أصدر قسم النّشر في الجامعة الأمريكية جائزة باسم الأديب نجيب محفوظ.
وهي جائزة نجيب محفوظ للرواية المعاصرة، وتمنح هذه الجائزة تشجيعاللروائيين الشباب وتصدر هذه الجائزة في 11 ديسمبر من كل عام وهو تاريخ ميلاد الأديب نجيب محفوظ.وخصصت وزارة الثّقافة المصرية متحفاً له وذلك في تكية محمد أبو الدهب في جامع محمد أبو الدهب في الأزهر والمكتبة الشخصية لنجيب محفوظ والتي كانت موجودة في منزله. مقتنيات الأديب الراحل الشّخصية كملابسه الشّخصية وصوره الفوتوغرافية مع الزعماء والشّخصيات المهمة، والشّهادات، والجوائز وغيرها الكثير.
توفي الأديب نجيب محفوظ في 29 أغسطس عام 2006 عن عمر ناهز 95 عام.