العارف بالله طلعت يكتب : مصر تستعد للمؤتمر الدولي للسياحة الصحية تحت رعاية الرئيس السيسي
يعود تاريخ بداية السياحة العلاجية في مصر إلى عصر الفراعنة؛ حيث توافد إليهم المرضى من مختلف المناطق لتلقي العلاج على أيدي أطبائهم، وقد استفادوا من عيون المياه المعدنية لهذه الأغراض، وقد تبع ذلك العصر الروماني؛ التي أصبحت فيه الحمامات منتشرة في جميع انحاء مصر.
حيث تعمق الرومانيون في هذا المجال، وبقيت الحمامات محل الاهتمام طوال فترة العصور المتوسطة إذ إن العرب أيضاً أنشأوا حمامات جديدة وبدأوا بالاهتمام بمدينة حلوان من الناحية العلاجية، وأصبحت السياحة في مصر تتخذ منحنى علمي واقتصادي، وبذلت الحكومة جهودها لتنشيط السياحة العلاجية منذ ذلك الحين وما زالت حتى الوقت الحاضر.
السياحة العلاجية هو السياحة القائمة على الرعاية الطبية والصحية؛ التي يقوم بها الأشخاص بهدف التخلص من الآلام والمشاكل الصحية المختلفة؛حيث يتوجهون إلى المناطق التي تتوفر فيها المصادر الطبيعية.
تعتبر مصر إحدى أفضل الوجهات السياحية حول العالم؛ حيث إنها تستقطب السياح إليها من كلّ مكان على اعتبارها وجهة للسياحة العلاجية المتميزة ضمن دول العالم؛ فهي مبتغى السياح في الاستمتاع بالمناخ الصحي وتلقي العلاج الطبي؛ إذ إن السياحة العلاجية في مصر تعد من أنواع السياحة المعروفة دوليا.
ومصر تستعد للمؤتمر الدولي للسياحة الصحية
تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي يومي ٢ و ٣ مارس القادم بالعاصمة الإدارية وتم الإعداد له منذ عام من أجل إخراج مؤتمر عالمي يليق بمصر، حيث تم عقد خمس مؤتمرات من قبل، وتم بذل جهودا مضنية لإنجاحه ؛ومصر تعمل على تطوير القطاع الصحي عبر العديد من المبادرات الرئاسية.
والرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على دعم السياحة بتعزيز جهود تنشيط القطاع واستثمار ما تذخر به مصر من مقومات سياحية عالمية من خلال إرث ثقافي وحضاري فريد ؛وذلك بتحقيق معدلات تنفيذ ملموسة وواقعية فى المشروعات الخاصة بالمجال السياحي على مستوى الدولة.
هذا المؤتمر الهام سيشكل نقلة نوعية لمستقبل السياحة العلاجية في مصر، لتحقيق التنمية والتطور الذي تستحقه بلدنا الحبيب والتي حباها الله بمقومات سياحية وطبيعة خلابة؛أسهم في تميزها عن كافة المقاصد السياحية بالعالم، خاصة فيما يتعلق بالاستشفاء والسياحة الصحية والعلاجية.
يعد الموقع الجغرافي لمصر دورا مهما في جذب السياح إليها؛ حيث يمكن للسائحيين استخدام أكثر من وسيلة للسفر إليها؛ مما يساعد في تقليل التكاليف الخاصة بالسفر .
حيث يَحد مصر من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الشرقي البحر الأحمر، وتقع في وسط الوطن العربي، وهي إحدى أهم الوجهات السياحية العلاجية للعرب من الدول المجاورة لها، بالإضافة إلى مختلف السياح القادمين من أوروبا.
فهي مكان مناسب للتمتع بمعايير الإقامة والخدمات العالية، وتحتوي مصر على العديد من المميزات الطبيعية التي تجعلها المكان المناسب للاستشفاء وتلقي العلاج من الطبيعة.
كما تنتشر في مصر الآبار الطبيعية ذات المياه العذبة والصالحة للشرب، وقد قامت الدولة باستثمارها واستخدامها لأغراض اقتصادية بوجود رقابة محكمة على المواصفات والمقاييس؛ لضمان جودة ونقاء المياه من الشوائب والجراثيم.
تحتوي مصر على كثبان رملية توازي أهميتها العلاجية أهمية المياه المعدنية؛ حيث تحتوي الرمال فيها على مجموعة من العناصر المشعة ذات الفائدة العلاجية للأمراض الروماتيزمية والأمراض الناتجة عن أمراض العمود الفقري وغيرها من الأمراض ذات الآلام الحادة.
حيث يتم الاستفادة من هذه الكثبان عبر طمر الجسم فيها أو طمر الجزء المصاب بالألم الحاد وذلك لفترات زمنية محددة ومدروسة.
تحتوي مصر على عدد كبير من المواقع السياحية التي تساعد المرضى على التخلص من الاجهاد قبل وبعد العلاج، ومن هذه المواقع هرم الجيزة الأكبر؛ الذي يعد من أكثر الوجهات السياحية شعبية في مصر .
كما تحظى مدينة القاهرة بالأفضلية لدى المرضى؛ وذلك لوقوع أغلب المستشفيات الخاصة التي يقصدها الزائرين بهدف العلاج فيها، وأيضا لقربها واتصالها بكثير من المواقع السياحية الأخرى، إلى جانب ذلك تحتوي مصر على وجهات شعبية أخرى ذات أهمية دينية وتاريخية مثل شرم الشيخ، والغردقة، والأقصر، ودهب، ومرسى مطروح.
طورت مصر العديد من تقنيات العلاج البديل؛ التي أصبحت منتشرة في جميع أنحاء البلاد؛ حيث يوجد فيها العديد من المراكز الشفائية والمنتجعات الصحية التي يتوجه إليها السياح
من أجل التقليل من التوتر من خلال استخدام تقنيات العلاج البديل مثل العلاج بالرمل الأسود، والينابيع الكبريتية، والعديد من تقنيات العلاج البديل الأخرى ؛وقد أدت هذه الميزة إلى ترسيخ سمعة مصر في الوقت الحالي كوجهة سياحية علاجية رئيسية للمرضى.
تحتل السياحة العلاجية مركزا مهما في اقتصاد مصر؛ فهي ذات تأثير مباشرٍ على القطاع الصحي، والاقتصادي، والاجتماعي، كما أن لها دور واضح في زيادة الاستهلاك وأيضاً المساهمة في الدخل القومي؛ وذلك من خلال زيادة نسبة النقد الأجنبي الوارد للدولة، بالإضافة لدورها في التقليل من مشكلة البطالة عن طريق توفير فرص العمل المختلفة في هذا المجال
والمؤتمر يسهم في دفع عملية التنمية والاقتصاد المصري، بما يخدم أيضا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بحضور كوكبة من الأطباء والخبراء المصريين المقيمين بالخارج في هذا المؤتمر.
ويلقى الضوء على فرص الاستثمار السياحي المتوفرة في مصر خلال تلك الفترة، ودعوة المستثمرين المصريين المهتمين بهذا الشأن للتعرف على استراتيجية الدولة المصرية في تنمية القطاع السياحي، وتقديم معلومات متكاملة للمصريين بالخارج تمكنهم من الترويج سياحيا للمقاصد السياحية المتنوعة.
وكذلك البحث مع كبار المستثمرين من المصريين بالخارج وشركاؤهم الأجانب تعزيز سبل التعاون المشترك بين كافة الأطراف للترويج للسياحة المصرية بين كافة فئات المصريين بالخارج.
بالإضافة الى إحياء سياحة الجذور لربط الجيلين الثاني والثالث من الجاليات الأجنبية التي عاشت علي أرض مصر بوطنهم الثاني مصر
وتشجيعهم على زيارة الأماكن السياحية والأثرية بها، وتعريفهم بروابط الحضارات المشتركة وتنمية روح الانتماء لديهم وجعلهم يشعرون بالفخر تجاه بلدهم وحضارتها العريقة.
.