العبور في الصميم والخط الحصين

كتب / شريف محمد
في ظهر السبت العاشر من رمضان للعام ١٣٩٣ للهجرة، الموافق السادس من أكتوبر للعام ١٩٧٣/م ، كان السقوط المُدوّي للخط الحصين ” خط بارليف” ، واقع لا ينكره أي كاتبٍ لتاريخ ذلك اليوم ؛ والأهم هو كيفَ سقط هذا الخط الذي كان يُسمى خطاً تعظيماً ثم صار ( خطاً) تقليلاً ، وهنا التوفيق من الله تعالى ، كيف أرانا إياهُ منخفضاً ، هيناً ،أمام العقول المصرية المُجندة الجادة.
وللمُتابع والمُشاهِد لكل المشاهد التي تم تصويرها في فترة لاحقة لمشهد العبور الفعلي تُبيّن قوة وإصرار المُقاتِل المصري لا حجمه ، قوته البدنية ، لا قوته العضلية ، كفاءة الحركة حاملاً أثقل الأسلحة ، لا كفاءة الجسد الرياضي وحده .
وما نراه الآن من اندفاع من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وراء عرض أهازيج التدريب للقوات المسلحة المصرية بمختلف أسلحتها ، وتدريباتهم العنيفة القوية ، المتخصصة ، كلها مشاهد محمودة ، وجميلة ، لكنها جزء بسيط من قوة و مقدرة رجال هذا الجيش الذي في رأي هو الأعظم عالمياً ، بالتاريخ والانتصارات ، اللذين يثبتان الدفاع حتى النصر ، بلا سابقة اعتداء على جارٍ أو دار .
يا سادة مقاتلونا أقوى من الظاهر منهم ، وأعظم من بعض التمارين، وأثبت في وجه النوائب وأكثر جلداً في المعارك ، بإذن الله، ثم بما يملكون من عقيدة ، جيشنا بنية جنوده وضباطه القوية في عقيدتهم القوية ، وإيمانهم أنهم أصحاب أرضٍ وحق ، سيفٍ ودرع، جيش دفاعٍ بعقول الأشاوس ، فأجسادهم .
ولكم أن تتخيلوا وليحسب الحاسبون ما يُمكن أن يجمع قائد المصريين إذا ما جد الجد عدد الشباب المصري الموجود على قوة الاحتياط ، والجاهز والمُدَرَّب على حمل السلاح بكآفة أنواعه، ناهيكَ عن الذين يتقدمون لأداء الخدمة العسكرية سنوياً ، وهذا للتنبيه وليس للإعلان .
وتذكروا نحن جيش العقيدة ، لا المرتزقة ، ولا الطائفية ، نحن العقول الواعية الدارسة المُدرَّبة ، نحن الشُعثَ الغُبر ، الغُرّ المحجلين ، الذين لو غزوا بإذن الله تعالى فإن نصرالله حليفهم.
وما النصر إلا من عند الله.