مقالات

العدو العزيز يحسم أحداث أوكرانيا وتداعيات المشهد الدولي والمحلي بين الدعم والرفض

العدو العزيز يحسم أحداث أوكرانيا وتداعيات المشهد الدولي والمحلي بين الدعم والرفض

العدو العزيز يحسم أحداث أوكرانيا وتداعيات المشهد الدولي والمحلي بين الدعم والرفض
أرشيفية

بقلم الدكتور: أحمد مقلد

جاور “قط ” أحد الفئران لحين سقط في قيد أحد الصيادين فوجد الفأر أن الفرصة سانحة لنيل الحرية، لكن مع ظهور عدوان جديدان للفأر هما (البومة وابن عرس)، فكان هناك ضرورة لعودة “القط” ومساعدته في فك الأسر بما يضمن عدم الغدر به، وبما يحقق الحماية من الأعداء الجدد، وفي هذا دلالة لحقيقة “العدو العزيز” فهو المعني الحقيقي للتعايش مع العدو القريب والمرهون بالحذر.

وإذا كانت القصة موجزة فالمعنى أبلغ وذلك لكون الأزمة بين روسيا وأوكرانيا مصدرها هو طلب تعهد مكتوب لروسيا يوثق عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وعدم تواجد أي أسلحة أو معدات عسكرية داخل الأراضي الأوكرانية مع طلب اعتراف أوكرانيا بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا وربما كان هناك كيان أقوى يدير شئون الكون فهل يعقل أن يكون فن الهندسة والتنظير قد وصل لتوازنات البشر وبقاء الإنسان فقد كان من نتاج هذا الخلاف ما يلي:

أولاً: – على الصعيد الدولي كانت التداعيات والمتغيرات كما يلي: 

• إدراك روسيا حقيقة سيطرتها وحسن تقديرها لمتغيرات الأحداث.

• تدخل أمريكا هدفه إحراج روسيا دولياً وإظهارها بمظهر المعتدي لا المدافع عن أمن حدودها، وحماية مصالحها بعد اعترافها بوجود “منشآت أبحاث بيولوجية” في أوكرانيا، وتعمل الولايات المتحدة على منع وقوعها تحت سيطرة القوات الروسية.

• كوريا الشمالية اختبرت قنبلة هيدروجينية وتهدد العالم بالفناء عبر استخدام قنابل مغناطيسية لإنهاء وجود البشرية، وتأتي تجاربها للأسلحة الجديدة في وقت حساس، إذ تستعد كوريا الجنوبية لانتخاب رئيس لها.

• وربما تحققت نبؤه توفيق عكاشة في عام ٢٠١٥ فقد قال في أحد تصريحاته وأضاف أنه ربما تنضم «كوريا الشمالية والصين إلى روسيا بعد تدخل أمريكا»، واصفًا الحرب العالمية بأنها «حرب نهاية الزمان». خاصة أمريكا وحلفائها في حلف الناتو، وبين روسيا وحلفائها الصين وغيرها. 

• ستظل الصين هي ميزان القوة في حسم الأزمة ولكن موقفها قد يترتب عليه توازنات عالمية أقوى فلو أيدت روسيا فإنها بذلك تثبت صدق نيتها في ضم تايوان لها، وان لم تدعم ذلك بغرض الحصول على صدارة المشهد فإن هذا يبعد أحلام وخطط الصين، ولكن ربما يعدل ذلك مسار الأحداث في أوكرانيا وقد يتسبب في وقف الهجوم من روسيا.

ثانياً: – طبيعة التأثيرات المحتملة للأزمة الأوكرانية الروسية محلياً؟

1. تأثرت الرحلات السياحة القادمة من أوكرانيا لمصر، رغم أنهم نسبة ضئيلة من السياحة الوافدة في المواسم السياحية الأخيرة خاصة بعد زيادة الوفود السياحية القادمة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

2. أزمة استيراد القمح بعد أحداث روسيا وأوكرانيا حيث أن هناك شحنة من القمح قادمة من روسيا سوف تصل مصر خلال الشهر الجاري وقد تم التعاقد عليها قبل الأزمة، مع العلم أن “مصر” من الدول أولي الدول التي تنبهت لتداعيات الأحداث الدولية منذ فترة طويلة وربما لم يتأثر اقتصادها بقدر الكثير من دول العالم، كما أن لديها خطة لاستيراد القمح من 14 سوق بديلة لروسيا وأوكرانيا.

3. التصدي لإرتفاع أسعار بعض السلع من خلال عرض المزيد من السلع الغذائية بأسعار مناسبة مع العلم أن الأزمة الموجودة حالياً مؤقتة والأسعار ستعود كما كانت من قبل، وقد تقرر إقامة معرض أهلاً رمضان يوم 15 مارس بدلاً من 24 مارس، بكميات كبيرة وبسعرها قبل الزيادة، مع العلم أن الدولة المصرية لديها مخزون من السلع الاستراتيجية يقترب من 6 أشهر في مختلف السلع.

4. إرتفاع أسعار النفط عالمياً سيؤثر سلبًا على الموازنة العامة للدول مع توقع تسوية الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والسماح بدخول النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية مما يزيد من المعروض.

5. ويتوقع أن يرتفع الإقبال على الغاز المصري لتعويض نقص إمداد الغاز الروسي لأوروبا حال تزايد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وقد تصل أسعار الغاز إلى أرقام قياسية. وبلغت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال 3.9 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة نمو 550%، وذلك من إجمالي 12.9 مليار دولار صادرات بترولية العام الماضي.

6. ارتفاع أسعار الذهب والمعادن خلال شهر فبرير، وقد يلجأ كثيرون إلى شراء الذهب باعتباره ملاذا آمناً، إلا أن خبراء الاقتصاد توقعوا أن تشهد أسعار الذهب تقلبات كبيرة خلال الفترة الحالية، ولذلك ينصحون بالاعتماد على شهادات الاستثمار كوعاء ادخاري آمن.

7. العقوبات الاقتصادية على روسيا قد تضمنت إبعادها عن نظام “سويفت”، والذي يسمح بتحويل الأموال بشكل يسير بين الدول المختلفة، مما سيعيق إجراء المعاملات المالية مع روسيا.

وفي ختام توقعات الأثار المترتبة نتيجة الصراع الدائر دولياً وصداه محلياً، فإن ملامح الأثار الاقتصادية ومدي التأثير والتأثر بالأزمة سوف يظل مقترناً بالتطورات التي قد تحدث خلال الفترة القادمة، وربما تشكلت من خلال الأحداث بشكل يغير خريطة النشاط الاقتصادي عالمياً كرد فعل لمتغيرات الأحداث والعلاقات وموازين القوى.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى