العدو الفاتك .. بقلم: محمد مرزوق
بدأ القلقل مؤخرًا يدب في أوصال العالم بأسره حتى أن المجتمع المصري في حيرة ٍ من أمره جراء إنتشار فيروس كورونا المستجد ” كوفيد -19 “. منذ 14 فبراير من عام م2020 على نطاق واسع حصد معه العديد من الأوراح. وصار الوضع الصحي كل يوم ينبأ بالكوارث.
فكل المؤشرات والدلائل تؤكد بشكل ٍ قطعي على إرتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا بين المصريين. بنسب ٍ قد تتجاوز في حد ذاتها الأرقام والإحصائيات التي يتم إعلانها يوميًا. وهذا مرجعه أن من يتلقون العلاج في المنازل والعيادات الخاصة لا يتم تسجيلهم مطلقًا في إحصائيات وزارة الصحة. كما أن اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس أعلنت منذ يناير الماضي أنها تتوقع إرتفاع الإصابات في شهري مارس وأبريل. لكن هذه التوقعات لم تتبلور معالمها في حملات اعلامية. ودعائية تشرح للمواطنين خطر التساهل في الإجراءات الإحترازية.
واللافت للنظر بأن المجتمع المصري يتعامل مع هذا الفيروس الغامض تعاملاً غريبًا فهو مجتمع منقسم على نفسه. فهناك فريق يرتدي الكمامات والجونتيات. ويستخدم المطهرات والمعقمات ويتبع كافة الإجراءات الإحترازية التي تعلن عنها بإستمرار الدولة ومنظمة الصحة العالمية.
الأجراءات الاحترازية
وعلى النقيض هناك فريق لسان حاله يقول ” سيبها على الله .. إللي مكتوب ليه حاجة هيشوفه ولو كان في بطن الحوت أو عمل إيه . المكتوب مكتوب ولا مفر منه ..”. وهذا الفريق لا يلقي بالاً لخطورة هذا المرض ولا يقدر حجمه ولا يتبع الإجراءات الإحترازية وابسطها إرتداء الكمامة. وإن كان يعلم ذلك فهو مستهتر بكل السبل . وهذا ما يتطلب من كافة الأجهزة المعنية في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ورجال الأعمال ورجال الأعمال والمثقفين والإعلاميين أن يكون يد واحد وعلى قلب رجل واحد من أجل مواجهة هذا العدو الفاتك الذي يفني الأرواح بلا هوادة.
لكن الآن الموجة الثالثة من هذا العدو الفاتك تتزايد معدلات الإصابة به من ناحية وإرتفاع نسب الوفيات من جراءه، وخاصة ً مع وجود محافظات في الصعيد والوجه البحري تعاني من إشغال كامل في الأماكن في المستشفيات، وهناك مؤشرات أخرى من حجم الوفيات على مواقع التواصل الإجتماعي وفي دوائر علمية وطبية ومعارف، كما تؤكد أننا فعلاً في فترة الذروة من موجة الإصابات، واننا لا نود الدخول مطلقًا في مراحل نفقد فيها السيطرة على الأوضاع.
حظر التجول
وأصبح في مصر أنقسام متكرر في الآراء، فهناك فريق عاد ليطالب بتطبيق إجراءات حظر تجول من جديد لمنع تفشي الفيروس، أو على الأقل عزل بعض المحافظات والمدن ذات الإصابات المرتفعة ، مع وجود تحذيرات ومخاوف من إنهيار النظام الطبي، مثلما حدث في بعض الدول المتقدمة أو العربية ، مما أدى لإجراءات عزل وحظر. هناك في المقابل فريق آخر بؤكد بأن الحظر والعزل للقرى والمدن قد يسبب فزعًا وهلعًا أكبر، وأن تخطي الموجتين الاولى والثانية لهذا العدو الفاتك أعطت ربما نوعًا ما من الاطمئنان لقدرة المجتمع على مواجهة هذا العدو الفاتك.