العدّول .. وحامد .. وكمال .. للكاتب: أكرم السعدني
أرسل لي أحد الزملاء الأفاضل فيديو جمع بين مذيع هادئ الأداء رخيم الصوت أكتسب إحترام المشاهدين لأنه لم يرتكب حماقات الغير في بعض الفضائيات وهو أسامة كمال أما الطرف الأخر فكان الفنان رضا حامد وهو الطبعة الأحدث ليونس شلبي رحمة الله عليه، فكلاهما مابيجمعش وإن كان يونس كلامه مفهوم وان لم تكتمل على لسانه جملة مفيدة واحدة على رأي خالد الأثر الجميل سعيد صالح.
أما رضا حامد فهو يصدر نغمات وتمتمات وأصوات وليس كلمات وهو أمر تكرر كثيرا وفقد معناه وضل هدفه لإنك إذا قلت نكتة وأحدثت أثرا طيبًا وأثارت الضحكات فإنك لو أعدتها عدة مرات في كل مرة سوف تفقد مستمعيك وأيضا تفقد الأثر ويحل السخط محل الضحك. وبدلًا من ان يضحك لك الناس سوف يضحكون عليك.
ومع الأسف رضا حامد لم يطور نفسه وأكتفى بالتكرار وقد أسند له الفنان الكبير عادل إمام دورًا في “بودي جارد” وأشهد أن رضا حامد أستطاع خلال الدقائق التي ظهر بها على خشبة المسرح أن يشغل الصالة ضحكا..
والمسرح غير بقية الفنون لان المردود يظهر في الحال من خلال تفاعل الجمهور والنتيجة تكون دائما أثناء التحية… فقد
كان رضا حامد يستولى على سوكسية رائع أثناء أداء تحية الجمهور.
وقد أثار أسامة كمال غضبي على شخصه كونه منح رضا حامد مساحة ضخمة لا لمناقشة قضية فنية أو عرض اي شئ مفيد حتى ولو على مستوى الضحك وهو أمر عز هذه الأيام ولكن أسامة منح رضا مساحة لتوجيه سهام النقد والإتهامات لعادل أمام وهو صاحب توكيل السعادة والابتسامة الأوحد من أكثر من خمسة عقود من عمر الزمن.. ولم يكن الأمر موفقا من رضا حامد على وجه الخصوص لان عادل إمام منحه فرصة عمره أيضًا في فيلم أمير الظلام فقد قال الفنان الجميل رضا حامد ما معناه أن عادل إمام يخشى من النجاح الساحق الذي تحقق وان رد فعل الجمهور سوف يثير غضب عادل إمام لأنه لا يري مضحكا سواه، وان الغيرة دفعت عادل إلى إستبعاد رضا حامد خوفا منه على مستقبل عادل إمام في عالم الضحك وبالطبع هذا كلام أهبل وعبيط لا يصدقه عيل في ثانية أبتدائي لأن رضا حامد قماشته من النوع الشديد المحدودية. فهو حتى لا ينتمي إلى مدرسة الفلاشا وهي التي تضم عباقرة في الأداء ولكن لفترة قصيرة جدًا من عمر الزمن من أمثال المرحوم إبراهيم سعفان أو محمد أبو الحسن أو نبيل الهجرس أو مظهر أبو النجا هؤلاء إذا ظهروا على خشبة المسرح يشعلون المسرح ضحكا وينزعون الضحكات من الأعماق ولكن لفترة لا تتجاوز الدقائق العشر كما أن فلاش الكاميرا يضئ ضوءا مبهرا ولكن للحظة لا يمكن أن تستمر طويلًا وعمرها الذي لا يتجاوز ثانية واحدة من عمر الزمن ولكن رضا حامد حتى لم يقترب من قامة هؤلاء ذلك لانه وقع في دائرة التكرار وهو ما يجلب الملل. فأنت إذا شاهدته في مسرحية ستجده يلعب نفس الدور في الفيلم ويعيده ويزيده في المسلسل إذن أنت تعلم ما سوف يقوله رضا حامد فبالتالي فهو كارت محروق والكوميديا هي فن متجدد عكس المتوقع والتقليدي وهذا أمر لا يجيده رضا حامد ” الكوميديا” وعندما يستسلم أي فنان لعملية التكرار فإنه يصدر حكمًا على نفسه بالموت الفني.. وهذا ما حدث ليونس شلبي وكانت موهبته أعرض آلاف المرات من رضا حامد ونفس المصير أصاب الفنان محمد سعد بعد أن غرق في شخصية اللمبي التي حققت نجاحًا مبهرا في فيلم ” الناصر صلاح الدين “ولكنه الإستسهال أحيانا، أو الإستهبال لتحقيق رصيد في البنك وتدمير رصيد في الفن .. وقد أحزنني ان أسامة كمال الذي كان عليه أن يلعب دور المدافع عن وجهة النظر الغائبة لم يدافع عن عادل إمام .
وترك الحبل على الغارب لرضا حامد لكي يكيل له الاتهامات .. والسؤال الآن.. إذا كان عادل أقصى رضا حامد خوفا من قدراته الكوميدية الخارقة للطبيعة.. فلماذا لم يجد رضا حامد مجالا يمارس فيه إستعراض هذه المواهب والقدرات بعيدا عن عادل إمام. هل أستخدم عادل إمام الجن مثلا لكي يخسف بهذه الموهبة الأرض فلا يدع لها طريقا إلا ودمره. هل أوصى عادل إمام الجيوش الجرارة من المنتجين والمخرجين لكي يوقفوا هذا الوحش الكوميدي القادم ليلتهم نجوم الكوميديا ويعلن نفسه زعيمًا أوحدا لدولة الضحك في عموم مصر وما جاورها من عالم يتحدث العربية.
الحق أقول.. أن عادل إمام داخل كواليس المسرح يخضع لطقوس وأعراف.. يعلمها حتى زواره وأصدقاء ومحبيه وبالطبع العاملين معه.. ذات يوم وأثناء عرض مسرحية ” الواد سيد الشغال” وجدت أحد عباقرة ” الفلاشا” عثمان عبد المنعم وكان يلعب دور المأذون وحقق في الدور نجاحًا منقطع النظير جعل من الصعب على غيره ان يحل محله، أقول وجدت فنانًا أخر يلعب دوره وأن الأداء والإجتهاد بلغ منتهاه ولكن أثر هذا كله لم يرتق إلى ما كان عليه عثمان عبد المنعم.. صارحت عادل إمام بالأمر لأني سمعت نفس النغمة الخايبة بأن عادل إمام خاف من طغيان وتألق عثمان عبد المنعم وان الغيرة لعبت لعبتها.
وأكتشفت أن العدول لايزال يتبع الأعراف التي سار عليها الأولون عباقرة المسرح وعلى رأسهم نجيب الريحاني وانه مهما بلغ الفنان من عبقرية في الأداء وايا كان حجم دوره في الرواية فإن الأصول ينبغي ان تحكم الكل.. واتذكر بالخير ما جرى بين عبقري زمانه نجيب الريحاني وشرفنطح فقد داعب شرفنطح شيطان الإبداع والقى ايفيه إنتزع القلوب وتسبب في نوبة الضحك التي أصابت النظارة في الصالة وسرى فيروسها أيضا لمن هم على خشبة المسرح.. ووجد في نهاية اليوم أن أجره ناقص خمسون قرشا وكان مبلغا خرافيا فأعترض وعلم ان الريحاني هو صاحب القرار فذهب إليه وأشتكى فقال له الريحاني ده عقاب الخروج عن النص وأنت تعلم الأمر تماما فقال شرفنطح بس الناس ضحكت وأنت ضحكت وعاد الريحاني ليضحك من جديد وقال.. الإيفيه ده في النص.. فقال شرفنطح لا.. فقال الريحاني.. يبقى مين اللي غلطان فقال شرفنطح أنا.
ولكن مع شديد الأسف فإن الأسباب دائما تبقي أسيرة الكواليس لا يلقي عليها الضوء ولذلك ستجد البعض يشطح بخياله فيخترع ما يحلو له ومع ذلك ورغم كل ما قيل فأن عادل إمام لن يكون في موقف المتهم أو الظالم.. علي الاطلاق ذلك لان كل من عمل بالمسرح وعشق المسرح يعلم أن الإلتزام هو سر النجاح.. وهكذا كان مسرح عادل أمام ومسرح محمد صبحي.
وأما العزيز رضا حامد.. فأنا أنصحه بالإبتعاد عن إتهام عادل إمام بأنه يحاربه ويشن عليه هجومًا حادا ويقف عقبة أمام إنتشاره ونجاحه واعلم ياسيدي إنك عندما توجه إصبع الإتهام
وهو السبابة.. فأنظر إلى أين تتجه بقية الأصابع.
وبالمناسبة هذا مثل صيني يدعو الإنسان إلى التفكر والبحث عن الخطأ الذي ربما يكون له النصيب الأكبر منه.
وأما الأستاذ أسامة كمال
أقول .. لاني احترمك وأقدرك.. واعلم مدى حيادك، كنت اتمنى ان تتبني وجهة النظر الغائبة.
ويا عم عادل أو العدول الأجمل..
ماذا يضير للهرم الأكبر إذا قذفه بالاحجار أحدهم.. وهل يشعر الحجر بالتضخم إذا ماجاور الهرم يوما ما.
أدام الله إشعاع السعادة الذي بدأ معك منذ بدايه الستينيات وحتي يومنا هذا.