العُمْرُ لَحْظَةٌ يَا أَهْلَ الشُّهَدَاءِ.. بقلم: د. أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمُ مَرْعُوه
مِنْ قَـبْرِي يَا أُمِـّي أَرْجُــوكِ الدُّعَـــــــاءْ
وَاتَّقِ اللهَ كَـيْ لَا يَضِيِــــعُ الرَّجَــــــــاءْ
فَلَا تَبْـكِ عَلَيَّ فَـمَا عَـادَ يَنْفَـعُنِي الْبُكَــــاءْ
عِشْـتُ أُبَكِّيـهَا وَتَبْكِيـنِي دُونَـمَا جَفَــــاءْ
وَالعُــمْرُ اخْتَـفَى مِنِّـي فِي دُنْيَــا الْخَفَـــاءْ
كَمَا الْوَقْـتُ تُوُلِّـدَ فِيـهِ وَتُفْتـَقُدُ الأَشْيـــَاءْ
كُنْـتُ أُدْرِكُ دَوْمًــا لَـوْعَـةَ الابْتِـــــــلَاءْ
كَوْنِي لِلنَّاسِ شَـمْعَـةً تَكُـونِينَ اقْتِــــــدَاءْ
لَا تُقُـولِي الْمَـوْتُ يَتَرَبَّصُ بِنَا بِأَيْدِي الْجُبَنـَاءْ
فَـهَلْ يُمِيـتُ الْمَـوْتُ غَـيْرَ الْأَحْـيَـــــــاءْ
كَمَا الْحَـظُّ مَـاتَ وَمَـا لِعَـوْدَتِهِ رَجَــــــاءْ
وَمَا المَـوْتُ رَاحَةٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا لِلْأَتْقِيـــَاءْ
عَسَى اللهُ يَجْـعَلُنِي وَأَنْـتِ مِنَ السُّـعَـــدَاءْ
هَلْ مَنْ يَظْـلِمُ قَـادِرٌ عَلَى دَرْءِ الْبَـــــــلَاءْ
مَا أَظُنّـُهُ يَصْنَعُ لَـوْ أَصَـابَهُ الابْتِـــــــلَاءْ
كُلُّ مَا أَدْرِيهِ انْحِـنَاءُ أَنْفِـهِ إِلَى الْحِــــــذَاءْ
يَوْمُهَا يَضِـيعُ وَيُضَـيِّعُ مَعَهُ أَسَى الْبُكَـــاءْ
وَابْنُ آَدَمَ يُهْـلِكُ الْحَـرْثَ وَيُبَـدِّدُ المَــــــاءْ
وَيَقْـتُلُ الْنَّفْــسَ دُونَـمَا أَدْنَـى حَيَـــــــاءْ
يَوْمَ أَنْ قَتـَلَ قَابِيـلُ هَابِيـلَ أَخَاهُ بْنَ حَـوَّاءْ
وَكَانَـتِ الدُّنْيَـا مَا زَالَـتْ لِعَـهْـدٍ خُـــوَاءْ
سَــلَامٌ يَا أُمِّـي كَـيْ لَا يَضِــيعَ الْوَفَــــاءْ
أَمْثـَالُكِ قَـادِرَةٌ عَلَى الْبِنــَاءِ وَالْعَطَــــــاءْ