عاجلمقالات

الفشل بريء من الخوف … بقلم : أحمد الدخاخني

الفشل بريء من الخوف … بقلم: أحمد الدخاخني

الفشل بريء من الخوف … بقلم : أحمد الدخاخني
أحمد الدخاخني

ما أكثر الطموحين حين يحلمون!, وما أقلهم حين يملكون الجرأة!, هذه الجرأة التي تجعلهم يسعون حق السعي نحو أحلامهم, ولا يملكون نوماً هادئاً رغم هدوء غرفتهم, أما الأشخاص الذين يريدون بداخلهم, ربما يحلمون ويريدون تغيير أحوالهم للأفضل لكن ليس بوسعهم سوى الأحلام اليقظة حيث يحكمهم الحماس والطاقة عند الفراغ لكن يترددون إذا وجدوا فرصة أمامهم, يفكرون في ماضيهم الذي آذاهم, وهنا يُولد شعور الخوف من الفشل, لكن حين نفكر عن أسباب هذا الخوف ونتساءل.. هل الفشل هو السبب الحقيقي وراء زرع الخوف داخلهم أم شيء آخر؟
ربما الإجابة الصحيحة هي أن الخوف ليس من الفشل, ولكنهم يخشون الناس والبيئة من حولهم, ربما كلماتهم ستكون كالرصاص يطلقونها على قلوبهم, أو فرصة لن تعود خوفاً من فقدان ثقة الآخرين بهم, أو الوحدة وتخلي الناس عنهم لأنهم لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم, كل هذه الأمثلة من المواقف تؤكد على أن الفشل بريء من الخوف والتردد, حقا هو لا يستحق الخوف, لأنه من الأساس ليس عدواً لنا, بل بمثابة المعلم الذي يوجه نحو الطريق الصحيح لأخيه, فنحن فقط نخاف من البيئة المحيطة بنا ونخشى ردود أفعال الآخرين.
أيها اَلطَّمُوح.. تذكر أن إرضاء الناس غاية لا تُدرك فالغاية التي تدركها هي نفسك, وإن لم تستطع إدراكها لِمَا ستحاسب عليها أمام الله يوم الحساب, وتذكر أنك تسعى وفقاً إمكانياتك, وليس المطلوب أن تؤذي جوارحك وطاقتك, ولا تخضع لمخاوفك بأنك ستفشل أو حتى من البيئة المحيطة بك, ففي كل الأحوال عند خوفك من عدمه فإن أسباب مخاوفك من البيئة ستحدث لك لا محالة..فَلَمَّا الخوف؟ ؟
أضرب مثلاً بجزء من مقالة قد كتبها العراب “أحمد خالد توفيق” بعنوان “شجاعة الجهل” من رواية “فقاقيع”, كان يحكي عن رؤيته في رحلة ريفية لمجموعة من أصدقائه, وكانوا يلعبون لعبة وصفها الكاتب “بالسخيفة” وهي تعليق زجاجة مياه غازية فارغة من غصن شجرة وجعلوها تتأرجح كبندول الساعة, ثم راحوا يصوبون عليها بالبندقية من مسافة بعيدة نسبياً حيث كانوا يحاولون منذ ساعة في ضرب الزجاجة لكنهم فشلوا, هؤلاء كانوا يحصلون على جوائز في الرماية, فكيف فشلوا؟!, بينما راوي القصة قد قرر خوض هذه التجربة وضغط الزناد بلا تفكير لتتناثر شظايا الزجاجة في كل اتجاه وأصاب أصدقائه بالذهول, فعرف فيما بعد أنهم توقعوا الفشل, ولو كان الراوي توقع الفشل لحدث له أيضاً.
فصدق الكاتب حينما قال لولا شجاعة الجهل لِمَا فعلنا أي شيء لأننا نتوقع الفشل من البداية, ربما لم أتأثر بقول الشاعر “أحمد شوقي” في قصيدته قائلاً: “وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً”, أكثر من مقولة الفنانة سعاد حسني التي تأثرت بقصيدته حين قالت “وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ كده هو! “.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى