عاجلعالم الفن

الفن الهادف هو من يجسد الواقع في إصلاح المجتمع الإنساني ومكافحة الفساد

الفن الهادف هو من يجسد الواقع في إصلاح المجتمع الإنساني ومكافحة الفساد

الفن الهادف هو من يجسد الواقع في إصلاح المجتمع الإنساني ومكافحة الفساد
فريد شوقي

كتب/ د. مصطفى الزريقي

نجح الأمر في مصر في ثلاث أفلام 1954 فيلم “جعلوني مجرما” والذي نجح في الإعفاء من السابقة الأولى و محوها من الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة .

1972فيلم “كلمة شرف” تمكن بعدها تعديل قانون زيارات السجون .. زيارة استثنائية وهي الخروج من السجن في الأعياد والمناسبات وفي حالة مرض أو وفاة أحد الاقارب، 1975فيلم “أريد حلا” تغيير قانون الأحوال الشخصية ليعطي المرأه الحق في خلع نفسها من الزوج.

الأمر لم يتوقف على مصر وفقط “Rosetta1999” فيلم بلجيكي يحظر عماله المراهقين بأجور أقل من الحد الأدنى للأجور.

كما لفت “Super size me 2004” الذي انتبه السلطات الأمريكية في اتخاذ خطوات ضد أحد مطاعم الوجبات السريعة لمراعاة اتباع الجودة في إعداد الطعام الصحي .

دور الفن لا يتوقف عند القوانين وفقط بل شمل أيضا تصحيح المفاهيم المغلوطة أو الموروث الثقافي (كالثأثر)، فكثيرا ما نجد ترابطا بين الفن والاضطرابات النفسية

نلقي الضوء على فيلم سلطان”فريد شوقي 1954″ شخصية تحولت لمجرم تطاردة الشرطة

ما هي الأسباب ❓

هيكون الرد أن النتيجة حصلت ما الداعي في البحث عن الأسباب⁉️

فسلطان (فريد شوقي) لقي جزاؤه والموضوع انتهى

لكن بالنسبة لنا الموضوع لم يتوقف عند هذا الموقف

لأن دورنا أننا نبحث وراء الأسباب  لضمان التوجيه السليم والتجنب ، تجنب الأسباب والدوافع التي قد تكون السبب في ظهور مجرم مستقبلا جديدا.

خصوصا أن الفيلم مأخوذ من قصة حقيقية ذكر ذلك بنفسه الفنان فريد شوقي.

نرجع لفيلمنا مرة أخرى 

ما هي الأسباب وراء ظهور نموذج من السلوك المضاد للمجتمع❓

نبدأ بالطفولة هي الأساس الذي يشكل الشخصية

ولد سلطان في أسرة فقيرة وتوفى والده واضطرت أمه للجواز من أحد العفراء والذي كان يتعامل معه بقسوة وعنف بدني ورؤيته لمشهد ضرب أمه امام عينيه وتنتابه مشاعر الغضب والعجز في الوقت ذاته.

كما تعرضه للاتهامات الباطله من ابن اللواء (عصام) الذي كان معروفا بشقاوته واعماله التخريبية ..الذي كان يلصق التهم دائما بسلطان فضلا عن زوجة اللواء عصبية المزاج.

وهكذا عاش سلطان الى أن أصبح يعمل ببيت اللواء عسكري مراسلات وليس فقط بل يقوم بقضاء حاجات الأسرة وبعض الأعمال المنزلية وكذلك مسؤول عن ذهاب وإحضار الأطفال من مدارسهم.

دائما ما يتعرض للإهانة مع غياب تقدير الذات وفيض من عدم الاحترام تعرضه للخذلان والخداع من حبيبته الخامة التي كانت تعمل بمنزل اللواء والتي كانت تستغل فراغه العاطفي 

والتي كانت تحب غيره وألصقت هي الأخري تهمه السرقة به (النجوم الذهبية للواء)

فلم يكن لأحد يهتم بمشاعر سلطان وأوضح مشهد لذلك مشهد مرض والده سلطان وكان يرغب بزيارتها ..جاء الرد من اللواء الخالي من أي نوع من تقدير المشاعر ..برفضه إعطاؤه أي نقود (جنيه) أو منحة إجازة لزيارة أمه المريضة ويركله بحذاءة دون الالتفات لأهمية تلك اللحظات الأخيرة في حياة أمه.

وهنا يتجدد الحالة العصبية (عقدة الأزرار النحاسية) التي كانت مرتبطة بالضرب الإساءة والقسوة وعد التقدير واحترام الذات.

فلم يجد مستمع فالاستماع مهم لنا جميعا ولسلطان على وجه التحديد فالاستماع إليه..

– يشعره أنه شخص له قيمه.

– يعبر عن نفسه أمامك أكثر ويشعره بالطمأنينه.

– يزيد من حبه والتعلق بالكيان الذي يعيش داخله.

يزيد من احساسه بالمسؤولية 

و ينمي القدرات العقلية.

هكذا أوجد سلطان على القسوة والضرب والتعنيف اللفظي وغيره

وألصاق التهم به وعدم التحقق من فاعلها ولا البحث عن أدله لبراءته.

وعدم تقدير الذات وعدم إحترام مشاعره والتعامل معه على أنه شيء وليس إنسان له مشاعر وجب احترامها، كل ذلك جعله لقمة مستصاغة لمطاريد الجبل ، ليكون أحد مطاريد الجبل وليصبح بعد ذلك زعيمهم ليطور أدائه في مقاومة الشرطة والخطف وكذلك القتل هكذا تكون لنا مجرم حقيقي.

أقوال وأفعال قد نقترفها جميعنا في بيوتنا ولكن إذا وجدت بيئة خصبة يكون نواه لمجرم مستقبلا.

مصطفى الزريقي

استشاري الصحة النفسية والتخاطب

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى