الفن رسالة ليس وسيلة للمتعة.. ما كانت تؤمن به فايزة كمال.. في ذكرى وفاتها

كتب: مادونا عادل عدلي 

ظهرت الفنانة الراحلة “فايزة كمال” على الشاشة بنفس سماتها في الحقيقة، لم تقدم أدوارًا تخجل منها، ولم تتنازل طمعًا في نجومية زائفة، ولكنها قدمت ماتستطيعه حبًا في الفن. 

حيث قدمت الفنانة أعمالًا اجتماعية جادة وكانت تؤمن بأن الفن رسالة وليس مجرد وسيلة للمتعة وكانت دائمًا ترغب في ترك رسالة لجمهورها من خلال أعمالها المميزة. 

ولدت الفنانة فايزة كمال في الكويت في 1 يناير عام 1960،صاحبة الملامح الساخرة التي جذبت الكثير إليها، حيث عارضت أسرتها أن تعمل بالفن، لكنها أصرت على حلمها، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت بتفوق.

ولم تعتمد الفنانة على جمالها الذي لفت انتباه الكثير من أجل فرصة في عالم الفن، وبدأت تعمل في أدوار صغيرة في عمل جيد.

حيث بدأت مشوارها الفني منذ السنة الأولى لها بالمعهد من خلال مشاركتها في مسلسل تاريخى بعنوان “العدل والتفاح”، ثم لفتت نظر المخرجين لتتوالى أعمالها في السينما والتلفزيون، ومن أهم أعمالها في السينما “وزير في الجبس، الحب في غرفة الأنعاش، مدام شلاطة، قسمة ونصيب، أحلام مشروعة”.

أشهر أدوار الفنانة فايزة كمال

وفي التلفزيون كان أشهر أدوارها شخصية فريال فرويلة التي قدمتها في مسلسل “المال والبنون”، كما شاركت في “الإمام الشافعي، ملكة في المنفى، حكايات البنات، رأفت الهجان، دنيا”، وكان أخر ظهور لها خلال مسلسل الإمام الغزالي.

 حيث نجحت فايزة في استثمار الفرصة بشكل كبير، واستطاعت أن تجذب أنظار المنتجين لها بقدرتها التمثيلية قبل جمالها، وتوالت أعمالها الناجحة فيما بعد.

ولعبت الفنانة أدوار مهمة ومميزة حيث قدمت عبر شاشة السينما 20 فيلمًا، منها “الطائرة المفقودة”،”بنت حارتنا وغيره من الأفلام.

أجمل العروض” الملك هو الملك”

وقدمت عروض مميزة ومن أجمل العروض التي قدمتها على خشبة المسرح “الملك هو الملك”، بمشاركة صلاح السعدني والمطرب محمد منير.

وقعت فايزة كمال في حب المخرج المسرحي الشهير مراد منير، واتفقا على الزواج سريعًا، واكتملت سعادتها بعدما رزقا بطفلين، هما يوسف وليلى.

تعرضت فايزة كمال لإغراءات كثيرة لكنها رفضت كل شيء يعارض مبادئها وعاشت لأسرتها، وعندما هاجمها سرطان الكبد، فضلت الغياب والانسحاب في هدوء.

وتوفيت الفنانة ورحلت عن عالمنا وعالم الفن في مساء يوم 26 مايو 2014، رحلت بكل جمالها ورقتها 

وقرر زوجها المخرج مراد منير أن يذكر صفاتها الطيبة، فكتب بعد وفاتها عبر حسابه على تويتر قصتها مع منتج ثري عرض عليها مبلغا ماليا كبيرا وشقة فارهة مقابل أن تتنازل عن مبادئها وتخونه، لكنها رفضت وألقت بمفتاح الشقة في وجه المنتج.

و كما قال أيضًا إن هذا المنتج انتقم منها وطلب من زملائه المنتجين عدم الاستعانة بها، لكنها رغم التضييق عليها عاشت سعيدة، ولم تفرط في قناعاتها مقابل نجومية زائفة.

والجدير بالذكر أن زوجها المخرج المسرحي الكبير ” مراد منير” قد سبق وصرح لأحد الصحف بأن زوجتهُ قبل رحيلها كانت تتمنى مقابلة الكينج “محمد منير”، ذلك لأن كانت هناك علاقة صداقة قوية تجمع بينهما منذ تقديمهم سويا مسرحية ” الملك هو الملك” في السابق، حيث أنه قأم بالإتصال بالكنيج لكي يطلب منه أن يأتي زيارة لها عندما كانت على فراش الموت، لكنهُ لم يأتي لزيارتها حتي وافتها المنية.

كما أوضح “مراد منير” بأن الكينج لم يحضر جنازتها، لكنه قد اتصل به بعد وفاتها وكان منهار بالبكاء في الهاتف، ووعده بزيارة لكنهُ لم يأتي، وأضاف بأنه هو من أطلق على “محمد منير” لقب “الملك” بعد عرض المسرحية، ذلك لأنه كان هائل في أدائه الفني.