القصة الكاملة لـ إدعاء صلاح الدين التيجاني انتماءه لإحدى الطرق الصوفية
أثار منشور الجدل عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ، والذي كتبته فتاة تدعى خديجة، تتهم فيه الشيخ صلاح الدين التيجاني المزعوم انتمائه لإحدى الطرق الصوفية بالتحرش الإلكتروني عبر إرسال رسائل غير لائقة وصور إباحية، ألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض على الشيخ صلاح الدين التيجاني، اليوم الجمعة، على خلفية اتهامه من قبل الفتاة بالتحرش بها.
صلاح الدين التجاني، يعرف نفسه على أنه أحد مشايخ الطريقة التيجانية، و«حامل لواء أهل الرواية والأثر»، وأن نسبه ينتهي إلى الحسن بن على، بحسب ما يشير على صفحته على «فيس بوك»، كما أن له العديد من المؤلفات، ودشن زاويته الخاصة في إمبابة؛ لتكون مساحة لاستقبال رواده الراغبين في الجلوس بقربه وسماع خطبه وتفسيراته.
وكشفت وزارة الداخلية، ملابسات ما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، بشأن اتهام إحدى السيدات أحد الأشخاص مدعيةً كونه «شيخ الطريقة التيجانية الصوفية» بالتحرش بها وإرساله صورا خادشة للحياء لها أثناء محادثتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تقدمها ببلاغ في هذا الشأن.
ولفتت الفتاة إلى أن إحدى تلك الرسائل تعود لعام 2016، أرسل فيها صورة إباحية، قامت بحذفها من المحادثة، مشيرة إلى أنها تمنت لو لم تفعل ذلك من أجل مقاضاته بتهمة التحرش الجنسي.
ونفي الشيخ صلاح التيجاني تلك الاتهامات، وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه حرر محضرا ضد الفتاة ووالدها، واتهمهما بالتشهير بسمعته، كما وصف الاتهامات الموجهة ضده بأنها «حملات ولجان مأجورة نشرت هذه المنشورات لأغراض أخرى».
وتبين أن صلاح الدين التيجاني غير منتمٍ للطريقة التيجانية وسبق فصله منها، وهو ما أوضحه مسؤول الطريقة، خلال بيان الثلاثاء الماضي، حيث تبرأت الطريقة التيجانية في مصر تماما من صلاح الدين محمود أبوطالب، مشيرة إلى ادعائه المشيخة ويزعم لنفسه الدرجة العليا فيها.
وأوضحت أنه تم عزله عن أي مسمى تابع للطريقة التيجانية منذ سنوات، وأنه غير مسموح له بممارسة أي نشاط خاص بها، وذلك لعدم أهليته، ولما ثبت من فساد معتقده وانحرافه عن الطريقة، وتحريفه لمعتقداتها، وفقا للبيان.
وأكد المتحدث الرسمي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية، أحمد قنديل، أن «شيخ الطريقة التيجانية المعتمد رسميًا من المشيخة العامة للطرق الصوفية، والممثل للتيجانية، هو الشيخ محمد الحافظ التيجاني».
وتصاعد الجدل حول قضية صلاح الدين التيجاني، عقب ظهور ثلاث شهادات تحرش جديدة، حيث أعلنت مؤسسة «قضايا المرأة المصرية» تلقيها ثلاث شكاوى من ناجيات، أفدن بتعرضهن للتحرش الإلكتروني الجنسي من قبل شيخ مزعوم من الطريقة التيجانية.
وأوضحت «قضايا المرأة المصرية»، أن الثلاث شكاوى من ناجيات أفدن بتعرضهن للتحرش الإلكتروني الجنسي من قبل شيخ من الطريقة التيجانية، مكتفية بالإشارة إلى الأحرف الأولى من اسمه الثلاثي (ص.م.ت).
وقالت المؤسسة، في بيانها، إن النساء والفتيات الثلاث حضرن للمؤسسة لطلب الدعم القانوني اللازم والتدخل الفوري لحمايتهن من التهديدات المستمرة التي يتعرضن لها من الشيخ وأتباعه، لافتًة إلى أنها ستطلع على الإثباتات كافة ولن تتهاون في الملاحقة القانونية لكل من يحاول تهديدهن، عبر تقديم الشكاوى للجهات القانونية المختصة.
كما أعلن المجلس القومي للمرأة، أمس الخميس، تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد الشيخ التيجاني، عقب رصد مكتب شكاوى المرأة بالمجلس منشور فتاة تسرد تفاصيل تعرضها لانتهاكات جنسية من الشيخ المشكو في حقه، علاوة على منشورات مماثلة لثلاث فتيات ضد نفس الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح المجلس أنه من واقع اختصاصه بتلقي ودراسة الشكاوي الخاصة بانتهاك حقوق وحريات المرأة وإحالتها إلى جهات الاختصاص، والعمل على حلها مع الجهات المعنية، وتوفير المساعدة القضائية اللازمة، علاوة على ابلاغ السلطات العامة عن أي انتهاكات لحقوق وحريات المرأة، فقد تقدم المجلس ببلاغ للنائب العام ضد هذا الشيخ لاتخاذ ما يلزم من اجراءات ضده لحماية الفتيات والسيدات والمجتمع بشكل عام من هذه الأفعال المشينة.
وأكد المجلس رفضه التام لأي شكل من أشكال العنف أو التمييز ضد المرأة أو الاستغلال لها تحت شعار الدين، وأنه لن يتهاون في الدفاع عن المرأة ضد كل من تسول له نفسه المساس بحقوقها.