المبدع محمد شوقي: “الخطايا” ملخص لحياتنا المتوهجة الغير دقيقة التفاصيل
الترجمة العربية لحوار المصور محمد شوقي المنشور في مجلة 1x السويد والتي بدأت حديثها بجملة :السحر في رقص التنورة الصوفي..
“أشكال غير واضحة تحوم في الظلام وتعرض توهجات غير مؤكدة ، هذا ما تقدمه لنا صور محمد شوقي الذي كشف بلطف عن بعض أسرار إبداعاته الجميلة.. “
واختتم الحوار بجملته : “أخيرًا ، بقدر ما نستطيع ستكون نظرتنا إيجابية ، لكن لا يمكننا إلا أن نعترف بأن هذه الاشكال الغير محددة المعالم تمثلنا نحن في عالمنا اليوم من نواحي كثيرة بل والأكثر من ذلك انها تبدو وكأنها ملخص لحياتنا المتوهجة الغير دقيقة التفاصيل على ضوء خلفياتنا الداكنة او ظروفنا الغامضة التي قد نمر بها ومنها كانت “الخطايا”.”
-عزيزي محمد ، هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن نفسك وعن ممارستك للتصوير الفوتوغرافي؟
-إنه لشرف لي أن أكتب حواراً تعليميًا في مجلة 1x و أن أقدم نفسي من خلال الجاليري الأكثر تميزًا في العالم للصور والذي تجاوز حدود واقعنا المادي .
انا مصور فوتوغرافي مصري. بدأت التصوير في عام 2015 لأصنع الصور في محاور فنية مختلفة وأقدم خدمات تصوير تجارية للمؤتمرات الطبية والعمليات الجراحية والقطاعات الطبية في مصر والإمارات العربية.
تم نشر العديد من صوري في مجلات ومواقع عالمية متعلقة بالتصوير وأنا مهتم جدًا بـ “تصوير التنورة الصوفي” ، أحب التقاط صور لراقصيها وتحريرهم بشكل إبداعي من خلال التعريض الطويل وأتطلع حالياً للحصول على جائزة عالمية في كبرى مسابقات التصوير في العالم بواسطة هذا النوع المتخصص من التصوير.
هل لك أن تخبرنا في أي ظروف التقطت صورتك الرائعة بعنوان “خطايا”؟
بدايةً فإن التصوير الفوتوغرافي الصوفي هو أكثر من مجرد عرض للصور .. هذه الحركات والعلامات المرسومة أثناء الرقص هي خلاصة لحالة روحية من نقاء الذات وارتباطها بالسماء وانعزالها عن الأرض. أعلم جيدًا أن الامر قد يبدو معقدًا وغريبًا خاصة لمن لم تتح لهم الفرصة لرؤية هذه الحالة الذهنية عن كثب او ارهقتهم العوالم المادية حولنا ، لكن ثق فيما سأخبرك به ، إن هذا النوع من التصوير أقرب للغز روحاني اقدمه للمتلقي ليبحث له عن حلول.
هل يمكنك إخبارنا بالخطوات المختلفة من البداية حتى النهاية للحصول على هذه النتيجة الجمالية من الصور والاشكال الموجودة في “الخطايا؟ وما هي المعدات والإعدادات التي استخدمتها؟
“الخطايا” هي صورة واحدة تم التقاطها بتقنيات التعريض الطويل. صورة من مسرح مكتبة الإسكندرية في مصر لأشهر فرقة صوفية وهي “المولوية المصرية”.
أستخدمت كاميرا Nikon Z7 وعدسة Nikkor مقاس 14-24 @ 14 مم – 1/10 ثانية – f 5.6 – ISO 1250 “محمولة باليد” من الصف الأول من المقاعد في المسرح.
ساعدني اختيار العدسة والبعد البؤري المذكور في إظهار الراقصين دون اقتطاع أي جزء منهم في الصورة وكان علي أن أختار فتحة عدسة مناسبة كالمذكورة أعلاه حتى أحصل على تفاصيل الراقصين بالشكل المناسب لرؤيتي كما اخترت ايضاً عدم استخدام حامل ثلاثي كما هو مفترض لأنني لم أكن بحاجة إلى صورة حادة جدًا أو واضحة للراقصين وازيائهم لتقديم حالة “الخطايا” وهذه النقطة مهمة للغاية فعندما تريد تقديم شئ مختلف لصورك يجب ان لا تلجأ للطرق العادية والمثالية التي تعلمناها مع بداياتنا للتصوير.
وهكذا يمكنك رؤية اثنين من الراقصين في هذه الصورة .. نعم هو امر مألوف لكن بفضل التعريض الطويل المشهد أصبح فجأة أقل ألفة واعتيادية واكثر غرابة ليصبح من المستحيل الآن تحديد ما إذا كان هذا الجزء الذي نفحصه من المشهد ينتمي إلى هذا الجزء أو ذاك ، أو متى أوأين.-
ما هي المعالجة اللاحقة التي تسمح لك بتحقيق رؤيتك لصورة كتلك؟
المعالجة هنا جزء لا يتجزأ من الصورة. تم استخدام Adobe Photoshop و Camera Raw حيث تمت معالجة بعض العناصر مثل الضوء والتباينات وتوازن اللون الأبيض والهندسة والألوان…. الخ.
الصورة الأصلية بها أربعة راقصين. لكنني فضلت تقديم هذين الاثنين فقط مع جعل الخلفية أغمق وإضافة بعض تأثيرات الرسوم الإضافية مع ميزات ومرشحات فوتوشوب الاصلية بنسب بسيطة ومنها Zigzag أو Twirl.
وعلى الرغم من أن ظهور العناصر الساطعة على خلفية داكنة قد يبدو مرهقًا للعين بعض الشيء ، إلا أنني ما زلت أعتقد أنه أحد أفضل الحلول لتقديم صور من هذا النوع كتلك.
وأخيراً بقدر ما نستطيع ستكون نظرتنا إيجابية ، لكن لا يمكننا إلا أن نعترف بأن هذه الاشكال الغير محددة المعالم تمثلنا نحن في عالمنا اليوم من نواحي كثيرة بل والأكثر من ذلك انها تبدو وكأنها ملخص لحياتنا المتوهجة الغير دقيقة التفاصيل على ضوء خلفياتنا الداكنة او ظروفنا الغامضة التي قد نمر بها ومنها كانت “الخطايا”