المحافظة على المكتسبات الإيمانية والنفسية بعد رمضان
الشيخ عبد الناصر أباصيري محمد
لقد جاء رمضان ومضى، واْتى العيد ثم انقضى. فماذا أستفدنا من رمضان . وهل الصلة أنقطعت بالله عز وجل بانتهاء رمضان ؟ الاجابة على ذلك: ان الصلة بيننا وبين الله لم تنتهي بانتهاء رمضان. لاْن شهر رمضان ماهو فى الحقيقة إلا مدرسة يتدرب فيها المسلم على مكارم الاخلاق. رمضان مدرسة يتدرب فيها المسلم على طاعة الله عز وجل. ولذلك قال العلماء باْن يوم العيد سمي عيدًا ( اْى عيد الفطر وعيد الاْضحى ) لاْن المسلمين عادوا فيهما بعد طاعه الله إلى طاعة رسول الله. عادوا فيهما بعد طاعه الله ، اْى بعد اّداء فريضتي الصيام والحج إلى طاعة رسول الله. وذلك بصيام ستة اْيام من شوال ، وذلك بعد صيام شهر رمضان . وبالتاْهب لزيارته صل الله عليه والسلم بعد اّداء فريضة المداومة على العمل الصالح علامة من علامات الايمان.
أسباب حسن الخاتمة
كما قال صل الله عليه وسلم ( اْكلفوا من العمل ماتطيقون . فان الله لايمل حتى تملوا . وان أحب العمل إلى الله اْدومه وان قل ). ولذلك كان صل الله عليه وسلم اذا عمل عملا اْثيته ( اْى واظب وداوم عليه ). ولاشك اْن المداومة على العمل الصالح له ثمار عظيمة. اْهمها اْنه سبب لطهارة القلب من النفاق .كما انه سبب للنجاة من المصائب . كما انه سبب لحسن الخاتمة والفوز بالجنة. فقد اجرى الكريم سبحانه عادته بكرمه. ان من عاش على شىء مات عليه . ومن مات على شىء بعث عليه .كما قال صل الله عليه وسلم . لابد لاجواء شهر رمضان اْن تبقى حاضرة.
حتى وان كان بنسبه اْقل عما كانت فى شهر رمضان. فلا يترك احدنا عملًا صالحًا كان يقوم به فى شهر رمضان إلا وأستمر عليه. حتى ل اتترك أدراج الرياح . حتى لايكون حالنا كذلك التاجر الذى حصل على اْموال وفيرة بجهد جهيد . ولكنه فرط فى حفظها فعرضها للسارقين.
ظلم الانسان لنفسه
ان من ظلم الانسان لنفسه بعد اْن بذل مجهودًا كبيرًا فى شهر رمضان من صيام وقيام وتلاوة القراْن. وإحياء ليالى القدر وفى البذل والعطاء وسائر أنواع الطاعات. اْن نعود بعد كل ذلك إلى ماقبل رمضان. اْليس من العجيب اْن يصوم المسلم فى رمضان عن الطعام والشراب وهو الحلال ثم يعود المسلم بعد رمضان عما حرم عليه اصلا. فيعود المغتاب إلى غيبته . والكاذب إلى كذبه. والمرتشى الى رشوته، والنمام إلى نميمته . والغشاش الى غشه. والظالم الى ظلمه. ويهجر قراءة القراْن وقيام الليل والدعاء والذكر والاستغفار والتى بسببها حظينا برضا الله وبالقرب من الله . اللهم تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. واجعلنا من المرحومين، ولا تجعلنا من المحرومين.