المرأة حين تكون أماً فهي مدرسة
بقلم / أحمد الدخاخني
يتذكر أغلبنا قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم ” الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق”, ورغم ذلك نرى معادلة غريبة سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي وهي أن المرأة تشكو من فقدان صفة الرجولة في مجتمعنا وتسميه بالمجتمع الذكوري الذي هو ينحاز للرجل بشكل متطرف ويفتقد رجولته وجميعهم مجرد أشباه, حتى اعتقدنا أن صفة الرجولة هي فطرة يولد بها الرجل مثلما يولد بأعضاء جسمه, هل من المنطقي إعتقاد المرأة بأن الرجولة فطرة لا تُكتسب؟ أم أنها صفة تُكتسب من خلال تربية والدته لولدها على شجاعة الصدق أم الكذب ورسم شخصيته كما تشاء والعادات التي تربى عليها والمشاعر التي زرعتها فيه من ثقة بالنفس من عدمها أو الخوف من ألسنة البشر دون خالق البشر ؟
لنتفق أن الشاعر قد صدق في قوله أن المرأة حين تكون أماً فهي مدرسة, تضع مناهج تربوية للتعامل من الدنيا وترسم صورته الذاتية عن نفس الولد وتدربه على الرجولة والخوف على مشاعر الآخر, وكذلك قد تزرع في نفسه الدونية والحقد على الجنس الآخر المقارنة بالآخرين, حتى إذا كبر وبلغ أشده فقد قيمة نفسه والصفات السامية والنخوة والشجاعة, ثم تشكو النساء اللاتي ولدن الرجال من إنعدام رجولتهم ولا يتحملون المسئولية.
دعنا نضع معادلة بسيطة ومنطقية وهي عندما يتربى الولد في بيئة تشجعه على التعبير عن ذاته وله الحرية الشخصية مع تحمل نتائج إختياراته ووضع قانون عادل يحكمه حتى يلزم حدوده, فمن المؤكد أنه سيصبح من قوي الشخصية ويستطيع الإعتماد على نفسه ويكون لديه كيان, وعلى العكس إذا عاش الولد في بيئة تمنعه من التعبير والبكاء وكتمان مشاعره بحجة أنه “رجل” ومقارنته بغيره والتدلل الذي لا يرغبه فيصبح قاسي القلب وضعيف الفكر والشخصية وفاقد رجولته, لذلك فإن الرجولة ليست فطرة يولد بها الرجل بل هي صفة مكتسبة بكل ما تحمله الكلمة, والمرأة هي المسئولة الأساسية عن أفكار المجتمع وسلوكياته لأنها تمتلك القدرة الهائلة في التأثير وهي من تضع النواة وهي تربية الفرد, على حسب ثقافتها تصنع فرداً صالحاً أو فاسداً.