المراهنات الإليكترونية.. خطر يهدد المجتمع
بقلم / أيمن عدلي
في السنوات الأخيرة شهدت البلاد انتشارا واسعا البرامج المراهنات الإلكترونية، سواء عبر التطبيقات الذكية أو المواقع الإلكترونية. هذه الظاهرة التي انتقلت إلينا من الغرب أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب وأخذت تحظى بشعبية كبيرة بين مختلف فئات المجتمع .. لكن مع انتشار هذه البرامج برزت مخاطر جسيمة تهدد الاستقرار النفسي والاجتماعي للأفراد.
أسباب الانتشار
السبب الرئيسي وراء انتشار المراهنات هو الوعد بالثراء السريع، حيث تعد تلك التطبيقات المستخدمين بإمكانية الربح المادي الكبير دون جهد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العديد من الشباب في مصر، يصبح الحلم بتحقيق ثروة في لحظات قصيرة أمرًا مغريا . أضف إلى ذلك الإعلانات الضخمة التي تروج لهذه البرامج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نجد مشاهير يشاركون تجاربهم مع هذه التطبيقات ما يشجع المتابعين على الانضمام إلى تلك المنصات دون إدراك خطورتها .
المخاطر النفسية والاجتماعية بينما قد يبدو للبعض أن المراهنات مجرد وسيلة ترفيهية، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذا النشاط يحمل معه آثارا نفسية واجتماعية خطيرة، حيث أن إدمان المراهنات الإلكترونية لا يختلف كثيرًا عن إدمان القمار التقليدي بل قد يكون أكثر خطورة بسبب سهولة الوصول إلى تلك المنصات في أي وقت ومن أي مكان.
من بين المخاطر الواضحة:
1- الإدمان: يجد العديد من الأفراد أنفسهم غير قادرين على التوقف عن المراهنة، حيث يبدأ الأمر بمراهنات صغيرة، ثم يتطور إلى إدمان يصعب التخلص منه .
الخسائر المالية بدلا من تحقيق الربح، يجد الكثيرون أنفسهم غارقين في الديون بعد أن يخسروا كل ما يملكون.. وبدلا من أن تكون المراهنة فرصة لتحقيق الثراء، تصبح سببا للفقر.
التفكك الأسرى تعانى الكثير من الأسر المصرية من تأثيرات المراهنات حيث قد يضطر بعض الأفراد إلى اللجوء إلى السرقة أو الاقتراض لتغطية خسائرهم، ما يؤدى إلى مشاكل عائلية واجتماعية.
حوادث الانتحار وجه آخر مظلم
في الفترة الأخيرة، سمعنا عن عدة حوادث انتحار داخل مصر كان السبب الرئيسي وراءها هو الديون المتراكمة نتيجة للمراهنات حيث وصل الحال ببعض الأفراد إلى حد اليأس التام بعد أن خسروا أموالهم ولم يعد لديهم أى وسيلة للخروج من دائرة الديون.
الانتحار هنا ليس مجرد فعل فردي، بل هو مؤشر
على حجم المشكلة التي نواجهها كمجتمع إنه تعبير عن حالة من اليأس والإحباط التي يعيشها هؤلاء الشباب الذين يرون فى المراهنات مخرجا من أزماتهم لكنهم سرعان ما يجدون أنفسهم في فخ لا يمكن الهروب منه.
دور الدولة والمجتمع :
على الرغم من خطورة هذه الظاهرة، إلا أن الجهود المبذولة لمواجهتها ما زالت محدودة، ويجب على الدولة التدخل بحزم لتنظيم ومراقبة هذه البرامج، إن لم يكن الحظرها على الأقل للحد من تأثيرها السلبي على المجتمع ، كذلك يجب أن يكون هناك دور أكبر للإعلام في توعية الناس بخطورة هذه التطبيقات بدلا من ترويجها على أنها وسيلة للربح السريع.
أما من الناحية الاجتماعية، فيجب أن تعمل الأسر والمدارس على توعية الشباب بمخاطر المراهنات، وأن أوقاتهم بشكل مفيد وبناء. تقدم لهم بدائل ترفيهية وصحية تساعدهم على قضاء
وفي الختام، فإن انتشار برامج المراهنات في مصر يمثل تهديدا حقيقيا للمجتمع، وإذا لم نتخذ خطوات جادة لمعالجة هذه الظاهرة، فإننا قد نشهد المزيد من الحوادث المأساوية التي تهدد حياة شبابنا ومستقبلهم فالوعي والتدخل السريع هما السلاحان الرئيسيانح لحماية مجتمعنا من هذا الخطر المتزايد. فهل من مجيب لوقف هذه الظاهرة والتصدى لها قبل فوات الأوان.