مقالات

الموسيقى وقاية وعلاج للأطفال

الموسيقى وقاية وعلاج للأطفال

الموسيقى وقاية وعلاج للأطفال
صورة أرشيفية

كتبت: د.عبير منطاش

استخدام الموسيقى في العلاج ليس حديثا بل يعتبر من أقدم العلاجات.. وقد عرف العلاج بالموسيقى منذ القدم ، حيث استخدم الإنسان القديم الغناء والرقص كجزء من طقوسه لـ طرد الأرواح الشريرة التي كان يعتقد بأنها وراء إصابته بالعديد من الأمراض.

وفى عصور الحضارة العربية عرف أيضاً هذا النوع من التداوى ، حيث قسم (إخوان الصفا) الألحان إلى : ” روحية مؤثرة ، مثل تجويد القرآن والأناشيد الدينية ، وأخرى حربية وحماسية ، و ألحان جنائزية ، وألحان داعية للعمل

ووجد العلاج بالموسيقى في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1944 عندما تم إنشاء أول برنامج يدرس في العالم من قبل جامعة ميتشجن وأول برنامج للخريجين في جامعة كنساس.

وتعتبر الموسيقى أهم المؤثرات السمعية التي لاقت  اهتماما بالغا وأجريت عليها دراسات وأبحاث عديدة من حيث تاثيراتها الفسيولوجية والنفسية والعصبية والصحية خاصة  الموسيقى الكلاسيكية الهادئة.

 وقد صدر حديثا كتاب في أمريكا حول هذه التأثيرات وأكدت الدراسات أن سماع الموسيقى يحدث تغيرات فسيولوجية على  الإنسان السليم غير المصاب بالمرض تتمثل في زيادة القدرة على تحمل متاعب  وضغوط الحياة، كما تشمل تنشيط الحواس والدورة الدموية، والعضلات بالإضافة إلى تحفيز العمليات الفسيولوجية مثل هضم الطعام وامتصاصه في الجهاز الهضمي والتخلص من المواد الضارة بالجسم.

تأثير الموسيقى على الأجنة:

و بدراسة أثر الموسيقى على الأجنه تبين ان الجنين يستطيع سماع الأصوات وتمييز النغمات الموسيقية ابتداءً من الشهر الثالث والشهر الرابع للحمل.. ولقد اتفق علماء الأجنه على أن الأذن هي أول عضو يتكون في الجنين وفي القرآن الكريم اشاره لذلك حيث يقدم السمع على البصر  في الآيات القرآنية  قال الله تعالى( انا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعآٓ بصيرآٓ).

وتبدأ وظيفة الأذن السمعية بعد 18 أسبوعاً فقط من بداية تكوين الجنين الذي يستطيع إدراك الأصوات ما بعد 24 أسبوع من تكوينه وأوضحت الدراسات أن الحامل والجنين يتأثران  تأثيرا إيجابيا ملموسا بالموسيقى وذلك فيما يتعلق بصحة الطفل وزنه، ونموه ، وصحة الأم وسلامتها.

وإذا كان الجنين يستطيع  سماع الأصوات وتمييز النغمات الموسيقية ابتداءً من الشهر الثالث للحمل فإنه يستطيع بعد سنوات من ولادته إدراك وتمييز  الأغاني التي كان يسمعها وهو بداخل الرحم ولذلك فان الطفل حين يبكي فإنه يتوقف عن البكاء بمجرد سماعه أغنية من الأغاني التي سمعها وهو جنين في رحم أمه.

التأثيرات الفسيولوجية والنفسية للموسيقى:

كما تشير نتائج البحوث الحديثة إلى أن سماع الجنين للموسيقى يؤدي إلى تغيرات هرمونية من شأنها وقاية الجنين من الأمراض العصبية والنفسية كما  تساعد على وقايته من عيوب النطق والعجز في التعلم واكتساب المعرفة والمهارات عندما يخرج الى النور.

كما  تنخفض نسبة حدوث تشوهات الأجنة تنخفض انخفاضا ملحوظا في حالة سماع  الموسيقى الكلاسيكية.

كما يفيد  سماع الموسيقى  في علاج الأطفال المبتسرين من حيث الوزن و،  نشاطه وتحسين وظائف الجسم مثل التنفس.

أما بالنسبة للأطفال بوجه العام فقد اتضح أن سماعهم للموسيقى الهادئة يؤدي إلى رفع مستوى الذكاء والإبداع والتحصيل الذهني وهذا ما أكدته الاختبارات التي أجريت على الأطفال الذين يسمعون الموسيقى الكلاسيكية وفيما يتعلق بالتأثيرات الفسيولوجية للموسيقى الكلاسيكية تبين أن سماع الموسيقى يساعد على إفراز مواد كيميائية بـ المخ يطلق عليها إسم الاندورفينات وهي مواد تشبه المورفين من حيث فعاليته في تسكين الٱم  والتغلب على الأرق والقلق كما يساعد في تنشيط جهاز المناعة و مقاومة الجسم للميكروبات.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى