أخبار الرياضةمقالات

الناس المحتاجة.. ووقف قضاء الحاجة 

الناس المحتاجة.. ووقف قضاء الحاجة 

الناس المحتاجة.. ووقف قضاء الحاجة 
الفيفا

كتب / شريف محمد

منذ قُرابة العِقدين تقدمت مصر بملف لتنظيم كأس العالم ٢٠١٠ ، وكانت الصدمة الكبرى في الحصول على * لا شيء* ، تلك الواقعة المعروفة مِصرياً باسم “صفر المونديال”؛ وخرجت المنافذ الإعلامية حينها لتخوين البعض ، والطعن في افتراء لجنة الفيفا و.. و.. ؛ وأغفل الجميع وقتها غياب بعض المرافق عن الشارع ، و أهمها الحمامات العامة ، فعندما هرع أعضاء لجنة الفيفا لشوارع القاهرة والمدن المصريةالأخرى والتي من المفترض استضافتها لمباريات كأس العالم ، لم يعثروا على حمامات عامة مناسبة ؛ ولازال جميع المصريين يلقون على عاتق الحكومة وقتها بالفشل ، وينعي الناعون ذلك الملف ، الذين يتغافلون عن تشوهات أخلاقية بدأت تُلوِث الشارع المصري ، ومنها قضاء الحاجة – أعزكم الله- في ظل شجرة، أو بجوار جدار ، أو بجوار عمود إنارة ، وهو أمرٌ يُحرِّمه الدين الإسلامي ، ويرفضه أي مصري على جانب من العقل لا العلم ، ويكفي بكاء شوارع مصايفنا وخاصة الإسكندرية كل صيف من هذا العمل الجاهلي العدواني.
..وعنه – صلى الله عليه وسلم- عندما مر بقبرين لرجلين ، ونبّهَ أنهما يُعذبان وقال : ” وما يُعذَّبان في كبير..” وذكر منهما رجل كان ” لا يستبرؤ من بوله ” ، أي لا يتطهر وقيل لا يستتر ؛ الأمر عظيم ، فهو دينياً مُحرَّم ، وحضارياً ترفضه كل بلاد العالم ، واجتماعياً دليل على استمرار الكثيرين في إلقاء اللوم على الدولة والحكومة ، وهم غير قادرين على التحضُّر والتحلي بأخلاق مُجتمعاتهم . فنحنُ نبحث عن تنظيم مصر الآن لكأس العالم ، أو ” الأولمبياد” لزيادة أعداد السائحين ، واستثمار ما قامت به الدولة من منشآت رياضية عظيمة ، وشبكات طرق غير مسبوقة ، وقطارات سريعة ، حتى أسفل الكباري التي كانت مرتعاً للقاذورات ، صارت تتوهج بأرقى المطاعم وأجمل المقاهي التي تحتلها من الأسفل ؛ فتخيّل صديقي المواطن ضياع كل هذه المجهودات ، وتعطيل الموارد ، إذا ما وقعت عين أحد أعضاء لِجان التقييم على مشهد من تلك المشاهد المُقززة، ولا نخسر ذلك لسبب كبير ، ولكنها الفئة الضالة ، التي ليس لها من البشرية غير الهيئة ، بل الحيوانات من قِططٍ وكلاب أرقى منها إذا ما عودتها ذلك الأمر اعتادته .
..فلا نلعن غيرنا أنهم لا يَسعُونَ لقضاءِ حواجنا ، و نحن الذين لا نريد أن نتعلّم كيف “نقضي حاجاتنا” ، حتى لا نُعذّب ، ولا نُعذّب في كبير.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!