عاجلعالم الفن

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي “أنتي اقنعتيني بأني شهيد”

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي “أنتي اقنعتيني بأني شهيد”

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي "أنتي اقنعتيني بأني شهيد"
انچيليكا أيمن و محمد صبحي

حوار: سناء عطية

“انچيليكا أيمن” رغم صغر سنها ولكنها تمتلك صوت كبير ومميز، يأخذك معه لزمن الفن الجميل والطرب الأصيل، أبهرت الجميع بصوتها وخفة ظلها على المسرح، حيث تألقت خلال تجربتها الأولى في التمثيل على المسرح أمام الفنان القدير “محمد صبحي” خلال العرض المسرحي نجوم الضهر، والذي قدمت من خلاله دور “چانيت” أصغر متسابقة في الأوبريت والتي حققت من خلاله نجاحًا كبيرًا.

وكان لجريدة “عالم النجوم” حوار خاص مع الفنانة الشابة “انچيليكا أيمن”

في البداية.. عرفينا بنفسك أكثر؟

أنا أسمي “انچيليكا أيمن” من مواليد مدينة طنطا، محافظة الغربية، ومن مواليد اليوم التاسع من شهر فبراير سنة 2000م، اتربيت و عشت في طنطا وكانت لها الكثير من الأفضال علي نشأت في أسرة جميلة تحب الموسيقي والطرب وغناء الزمن الجميل والثقافة والقراءة والمسرح، وكنت دائمًا ما استمع لحفلات فرقة أم كلثوم وفرقة الموسيقي العربية التي كانت تذاع علي التلفاز في ذلك الوقت، وحفلات دار الأوبرا المصرية وكنت أحبها جدًا وأحب الأستماع إليها.

متى بدأ مشوارك الفني؟

بدأ مشواري الفني في العديد من المجالات الفنية حيث كانت لدي أكثر من موهبة فنية وإبداعية مثل الغناء والتمثيل و طالعزف والرسم وقد اكتشف أبي وأمي تلك المواهب منذ سن الـ 3 سنوات تقريبًا وبدأوا في تنميتها وكانوا أول المشجعين والداعمين بالنسبة لي.

بدأت بعزف آلة الأورج وكنت أسمع الموسيقي وأقلدها علي الآلة ومن ثم بصوتي وكان والدي دائمًا ما يستمع لأغاني الزمن الجميل وكانوا يجدونني أدندن مع تلك الأغاني والألحان وبدأت رحلتي مع ألحان الكنيسة الصعبة التي تعرف بصعوبة ألحانها وبراعة من يجيدها حيث كنت أحفظ أصعب وأطول الألحان بالرغم من صغر سني.

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي "أنتي اقنعتيني بأني شهيد"
انچيليكا أيمن ومحمد صبحي

 ما هي أبرز المسابقات التي شاركتِ بها في بدايتك؟

شاركت في العديد من المسابقات في المدرسة في مجالات الغناء والرسم والعزف وحصلت على الكثير من المراكز علي مستوي المحافظة، ثم في سن الثانوي شاركت في كورال إدارة غرب طنطا وغنيت علي الكثير من مسارح بلدي الحبيب طنطا وكانوا المعلمين ومديرة مدرستي يشجعوني ويدعموني دائمًا وحتى الأن ولا أنسى فضل استاذ الموسيقي استاذ محمد الحداد والمايسترو الكبير رحمه الله ساري دويدار الذين كان لهم الفضل في تدريبي ومساندتي وتشجيعي وتعليمي كيفية الغناء وكل ما يخص الموسيقي.

كما إنني شاركت في مسرح قصر ثقافة طنطا وحصلت المسرحية علي مراكز وكان ذلك مع المخرج الراحل السيد فجل وكان حلم حياتي أن أقابل فناني المفضل ومثلي الأعلي الفنان محمد صبحي (بابا ونيس) وكنت أعشق مسرحية كارمن والتي كنت أتخيل نفسي في مكان الممثلة وأبدأ بالتمثيل معها أثناء عرض المسرحية وأتمنى أن أقف بجانب الأستاذ وأمثل معه مثلها

وكان ذلك الحلم مستحيلًا؛ لأنني من مدينة أخرى بعيدة كل البعد عن أي مكان يمكن أن يتواجد فيه الفنان “محمد صبحي” ولصغر سني ظننت إنها مجرد أحلام لن أتمكن من تحقيقها ولم أكن أعلم أن ذلك الحلم سوف يصبح حقيقة فيما بعد.

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي "أنتي اقنعتيني بأني شهيد"
انچيليكا أيمن و محمد صبحي

كيف انضميتِ لفرقة “استوديو الممثل”؟

في سن الـ 16 من عمري كنت طالبة بالصف الأول الثانوي حين قرأت إعلان علي الصفحة الرسمية للفنان محمد صبحي يعلن عن بداية اختبارات فرقة استديو الممثل في التمثيل والغناء والعزف والرقص الحديث وأن من سينجح في تلك الأختبارات سيقوم الفنان محمد صبحي بتدريبه مجانًا 

ومن هنا بدأت رحلتي من طنطا إلي القاهرة وذهابي إلي طريق مصر اسكندرية الصحراوي لحضور الأختبارات وقدمت في مجالات التمثيل والغناء والعزف.

حيث قدمت اغنية برضاك لكوكب الشرق أم كلثوم وأغنية مضناك للمطرب الكبير والملحن العظيم عبد الوهاب وقمت بعزف مقطوعة موسيقية لعمر خيرت وتمثيل مشهد من مسرحية سكة السلامة وكارمن وبعد ذلك بمدة قام الأستاذ محمد صبحي بأعلان الأسماء التي تم قبولها وكنت أنا واحدة منهم وقام الأستاذ محمد صبحي بتدريبنا وتعليمنا التمثيل وحرفية الممثل والغناء وتكنيك الغناء المسرحي الذي يختلف عن أي غناء آخر والعزف وقام بتدريبنا علي الأستعراضات المسرحية والغناء مع الحركة وغيره من الكثير من المهارات إلي ان تخرجنا في سنة 2018.

حدثينا عن رهبة اللقاء الأول بالفنان محمد صبحي؟ 

في الحقيقة هي لم تكن رهبة اللقاء الأول فقط لأن الفنان محمد صبحي له رهبة كبيرة جدًا، لكن للرهبة الأولي طبع خاص فقد كان له رهبة كبيرة وكنت خائفة جدًا من أن يتم استبعادي بسبب كثرة عدد الموجودين من الموهوبين ولأنني كنت أصغر الموجودين فتقدمت إلي المسرح كي أقدم فتم نطق اسمي بطريقة غير صحيحة نظرًا إنه اسم جديد من أصول إيطالية فقمت بتصحيحه فسألني الأستاذ علي معني ذلك الأسم وقمت بشرحه وقد أحس الأستاذ بالرهبة التي بداخلي فبدأ ان يضحك ويتكلم حتي يزيل التوتر وقدمت.

وفي اللقاء الأول بيننا كانت هناك رهبة كبيرة جدًا، قال لي الاستاذ حينها “أنتي ابهرتيني، أنتي جايبة الصوت ده كله منين”، طبعًا كانت الفرحة تغمرني بعد تلك الكلمات من فناني المفضل واستاذي الكبير الذي كنت أحلم بمقابلته طوال حياتي.

انچيليكا أيمن: كان يجب أن أنهار من البكاء على المسرح كل ليلة عرض وتعليق والدي "أنتي اقنعتيني بأني شهيد"
انچيليكا أيمن 

حدثينا عن شخصية “چانيت” من وجهة نظرك؟

شخصية “چانيت” هي أصغر بنت في مجموعة الموهوبين شقية وجميلة تحلم بالشهرة وأن تصبح تريند علي مواقع التواصل الأجتماعي كما قالت في بداية المسرحية، هي ضئيلة الحجم وصغيرة السن ولكنها تمتلك صوت قوي وكبير عذب ويجذب الأذن ويعيدها لزمن الفن الجميل و طمطربيه مثل كوكب الشرق أم كلثوم وأسمهان، كما غنت أغنيتين لكوكب الشرق أم كلثوم وغالبًا شخصية چانيت تشبه شخصيتي وما حدث معي حيث كنت أصغر فرد في فرقة استديو الممثل وعندما قمت بالغناء انبهر الاستاذ بقوة صوتي وبراعتي في إجادة الألحان والمقامات بالرغم من صغر سني الذي كان 16 سنة.

ترى چانيت أن المظهر والملابس والفساتين مهمين جدًا بالنسبة للمطرب والممثل وإنها يجب أن تقابل المخرج في أحسن وأبهى مظهر وصورة، لذا نجدها تحدت وتعنف زميلتها التي قامت بسكب كوب الشاي علي فستانها التي ستقابل به المخرج تحاول چانيت إظهار موهبتها للمخرج من خلال الغناء أمامه لتفاجئه وتفاجئ الجميع بقوة صوتها وبراعة غنائها حيث أن المخرج حلمي منسي يكاد لا يصدق أن ذلك الصوت يخرج من تلك الفتاة الصغيرة جدًا وتلضئيلة.

وفي المشهد الأخير تخرج ما بداخلها ليؤثر في البشر والصخر و طيحركه فتسرد ما بداخلها بصورة غنائية في أغنية “بنت الشهيد” وتحكي ما حدث معها وتسترجع ذكرياتها الجميلة والحزينة وقوة وشجاعة والدها الجندي القوي وجنود مصر الشجعان وفخرها بأنها بنت الشهيد.

كيف كانت كواليس مسرحية نجوم الضهر؟

كواليس المسرحية كانت مليئة بالحب والعمل الجماعي وكان الفضل الأول والأخير للاستاذ الذي اختارني في هذا الدور توجيهاته لي لأخرج أفضل ما بداخلي وأبدع وكان الأستاذ دائما يشجعنا ويدفعنا للأمام وكنت دائمًا أشعر إننا أسرة واحدة وأن الأستاذ محمد صبحي أب لهذة الأسرة الجميلة المترابطة وكانت كواليس العرض من أمتع لحظات حياتي من تدريبات وبروفات حتي يصل بنا الأستاذ لأفضل وأحسن صورة علي خشبة المسرح وكان دائمًا ما يجمعنا قبل فتح الستار ليشجعنا ويعطينا الملحوظات التي عندما كنا ننفذها كانت تزيد من العرض ومنا جمالًا وبراعة وكانت توجد طوال الوقت حالة من الحب والاحترام المتبادل بين كل أفراد الأسرة من أكبرهم إلي أصغرهم وكانت هناك روح لم أجدها ولم آراها في أي مكان أخر.

حدثينا عن ردود الفعل حول دور چانيت؟

ردود أفعال الجمهور كانت مذهلة فقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي حيث كان يخرج بعض الناس من الجمهور يسألون عني ويقولون “البنت الصغيرة اللي صوتها جبار” وردود الأفعال كانت قوية جدًا من الجميع كنت اسمعهم وأنا أغني في كلمات من الأعجاب ويقولون لي في نهاية العرض “احسنتي اضحكتينا وعيطتينا وامتعتينا” كما كان للنجوم الذين حضروا العرض آراء وردود أفعال عظيمة ويشجعوني ويبدوا إعجابهم بصوتي وقوته وتمثيلي وبراعة التغيير من حال لحال واستخدام التعبيرات المناسبة والتمثيل.

ردود أفعال الجمهور بالنسبة لي كانت تشجعني جدًا وتدفعني للأمام لأقدم أفضل ما عندي في كل ليلة عرض  

صوت التصفيق بعد كل مقطع غناء أو تمثيل في وسط العرض كان يعطيني دفعة للأمام لأبدع وكنت أفرح جدًا بآراء الجمهور وكلامهم وأشعر بنجاحي في توصيل الرسالة في تحية الجمهور في أخر العرض حيث يعلوا صوت التصفيق وكلمات التشجيع والإعجاب من الجمهور.

هل من مشاهد صعبة واجهتك أثناء عرض المسرحية؟

بالطبع واجهتني مشاهد صعبة ومن أهمها مشهد المغارة كان هذا المشهد صعب جدًا وكنت أحضر لهذا المشهد كثيرًا خصوصًا أغنية بنت الشهيد والتغيير السريع للملابس في ذلك المشهد كانت الحالة العامة لذلك المشهد صعبة جدًا وكنا نعمل بمبدأ الممثل يعلم والشخصية لا تعلم وكان يجب أن أنهار في البكاء علي المسرح في كل ليلة عرض مما كان يستدعي أن أبذل جهد كبير وطاقة لأخراج تلك المشاعر والأحاسيس والدموع صادقة كل ليلة 

فمثلًا حضر والدي العرض أول مرة و قال لي “أنتي اقنعتيني إني شهيد” وقالت والدت “أنتي عيطتيني بجد” وكنت أسمع من الجمهور عبارات الشفقة علي تلك الفتاة المنهمرة في البكاء وألمح في عيونهم الدموع وتصديق الشخصية والحالة كان من أصعب المشاهد في تمثيله والتحضير له حتى أستطيع أن أقدمه بصدق شديد جدًا وأعيش المشهد كأنه واقع فعلًا.

ماذا تعلمتِ من الفنان محمد صبحي ؟

الحقيقة أن كل ما تعلمته في حياتي حتي قبل أن أقابل الأستاذ الفنان محمد صبحي كنت قد تعلمته من الفنان محمد صبحي نفسه في مسرحياته ومسلسلاته وبالأخص مهرجان المسرح للجميع و يوميات ونيس فهو مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من معني تعلمت منه الألتزام والانضباط في كل شئ وتعلمت منه الوفاء وإحترام الأخر وتعلمت منه من هو الممثل وما هو التمثيل وبراعة عمل الممثل وما هي مدرسة قسطنطين وستانيسلافسكي وكيفية تطبيقها وتعلمت منه كيفية الغناء بطريقة وتكنيك وصوت مسرحي.

وتعلمت ما هو المسرح وتاريخه وكيف أقدم فن هادف وراقي يعبر عن عراقة هذا الشعب وريادة هذا الوطن وعبقرية المسرح يحافظ علي تراثه ولا ينسى فضل الرواد الأوائل وأن الفنان يجب أن يتدرب ويتعلم حتي لا يظل تائهًا في مركبة في بحر العلم والمعرفة والتمثيل والفن، وتعلمت أن الفن رسالة وأن تلك الرسالة يجب أن تكون رسالة سامية وهادفة وقد تعلمت أشياء كثيرة جدًا إذا ذكرناها فقد تحتاج إلي كتب ومجلدات.

ما أهم النصائح التي قدمها الفنان محمد صبحي لكِ؟

قدم لي الفنان محمد صبحي الكثير من النصائح في التمثيل والغناء ومنها نصائح عن كيفية الغناء بصوت مسرحي واختلافه عن الغناء الطربي والغناء العادي وقدم لي نصائح في التمثيل عن كيفية التمثيل بمبدأ الممثل يعلم والشخصية لا تعلم والكثير من النصائح التي كان لها فائدة وأهمية كبيرة في أن أقدم أفضل صورة للشخصية وأفضل طريقة للغناء المسرحي.

 رسالة تحبي أن توجهيها للفنان محمد صبحي؟

أحب أن أوجه رسالة لفناني المفضل وأبي العزيز ومثلي الأعلي وقدوتي وأبي الثاني الفنان محمد صبحي وأقول له شكرًا علي كل شئ، وعلى كل ما علمته لي، و “من علمني حرفًا صرت له فخرًا” أعدك استاذي أن أكون فخرًا، وأن أعمل بكل ما لي من جهد وقوة كي أخرج ما تعلمته منك في كل شئ وأعلم آخرين كما علمتنا دائمًا أشكرك علي حبك الكبير لنا، أشكرك علي إيمانك الكبير بي وبموهبتي.

أشكرك علي دعمك وتشجيعك الدائم لي، أريد أن أشكرك علي أشياء كثيرة إذا ذكرتها لن تكفي أوراق العالم كله وافضالك علي كثيرة جدًا لن أستطيع إذا قضيت عمري كله أن أرد جزء من افضل حضرتك علي، شكرًا على كل شئ أبي واستاذي محمد صبحي من ابنتك الصغيرة انچيليكا أيمن.

من مثلك الأعلى في الغناء؟

مثلي الأعلي في الغناء: “كوكب الشرق أم كلثوم، أسمهان، ليلي مراد، نجاة الصغيرة، عبد الوهاب، محمد فوزي”.

ما هي أقرب الأغاني إلى قلبك؟

أقرب الأغاني لقلبي هي قصيدة حانة الأقدار، أغنية يا كروان والنبي سلم، أغنية يا فرحة الاحباب، أفرح يا قلبي، ماليش أمل، ليالي الأنس في فيينا، الدنيا غنوة، يا طيور، أما براوة، مضناك جفاه مرقده”.

من أكثر فنان/ة تتمني عمل ديو غنائي معهم ؟

أكثر فنانين اتمني عمل ديو غنائي معهم: “الفنانة فيروز، الفنانة أنغام، الفنانة آمال ماهر، الفنانة غادة رجب”.

ما هي أعمالك الفنية خلال الفترة المقبلة؟

أقوم بالغناء لأحياء التراث القديم والأغاني الطربية وأغاني الزمن الجميل وأقوم أيضًا بالمشاركة في مشاريع الغناء المسرحي بالمعهد العالي للموسيقى العربية ومشاريع إخراج المسرح الغنائي للمعهد العالي للفنون المسرحية، كما سوف اقوم بالتحضير لأغنية جديدة خلال الفترة القادمة  

وأريد دخول عالم الدوبلاچ والتمثيل والغناء التليفزيوني.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى