مقالات

بروفسور الفلسفة!! .. بقلم: حمدي رزق

بروفسور الفلسفة!! .. بقلم: حمدي رزق

بروفسور الفلسفة!! بقلم : حمدي رزق
حمدي رزق

لفتني موكب مدرس الفلسفة العجيب، ولفتني أكثر تعليق الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم على الموكب الظاهرة، “صاحب فيديو الموكب ليس مدرسًا ولم يدرج كمعلم”!!
المفارقة الصاخبة، صاحب الفيديو ليس نكرة ، بل من أعلام الدروس الخصوصية ،و مشهور بلقب ” مدرس الأستاذ ” على صيغة ” فيلسوف الفلاسفة ” ، وأعتاد آن يراجع الفلسفة ليلة الامتحان مراجعة نهائية فى آلاف مؤلفة من الطلبة، يحتشدون فى مكان فسيح مكشوف اشبه بالاستاد في الهواء الطلق ، والإقبال عليه بالطوابير، وصاحب الحظ السعيد من يجد مكانا منزويا فى قاعة الدرس التى تشبه المسرح ويقف على خشبته البروفسور ذائع الصيت.

لن أحدثكم عن موكبه ، ولا عن الممر الشرفي الذى تمرق منه سيارته الفارهة فى حراسة بودي جارد Body Guard حارس شخصى مدرب ..
السؤال ، لماذا يثقون فى البروفسور الذى هو لا مدرس ولا معلم، ولماذا هذا الإقبال الرهيب رغم توفر المنصات الإلكترونية المجانية التى تجتهد في تحديثها وزارة التربية والتعليم؟!
مثل هذه الأسئلة وغيرها موجهة إلى الوزير طارق الذى يكافح الدروس الخصوصية على طريقة ” سيزيف ” المنهك ، يوم حكمت الآلهة عليه بأن يدحرج بلا انقطاع إلى قمة الجبل صخرة تعود لتهوي إلى الأسفل بسبب ثقلها..

بروفسور الفلسفة!! بقلم : حمدي رزق
طارق شوقي

الوزير طارق يخوض معركة طحن عظم مع مافيا البروفيسورات دون عون من أولياء الأمور الذين يفضلون الدروس الخصوصية عند بروفسور الفلسفة، وأسطورة الكيميا، واينشتاين الفيزياء، والحجز بدأ قبل الثانوية بشهور، من قبل إجازة الصيف؟!
على تفسير الدكتور طارق، ظاهرة الدروس الخصوصية أشبه بظاهرة ” المستريح ” فى ظل الفائدة المرتفعة فى البنوك، ملخصها “طول ما الطماع موجود النصاب بخير”، وطول ما أولياء الأمور طامعين فى كليات القمة بفلوسهم ، السناتر شغالة بكامل طاقتها الطلابية!!
قضية وعي، هل بلغ أولياء الأمور آن الفائدة متحققة في منصات التعليم المجانية، هل يثقون فيما تقدم من دروس مجانية، هل نضجت التجربة الإلكترونية لتشكل بديلا موثوقا، وكيفية بناء الثقة بين منصات الوزارة والقاعدة الطلابية للاستغناء عن الدروس الخصوصية؟!
هذا مربط الفرس، مجهودات بناء الثقة بين الوزارة وأولياء الأمور ينسحب عليها المثل الشعبي “اللي تبنيه النملة في سنة، يخده الجمل بخفه”، خف الجمل أقرب إلى خف بروفسور الفلسفة، يهدم ما تبنيه الوزارة فى جدار الثقة التى هى حجر أساس العملية التعليمية.
مهمة الدكتور طارق فى عمق التعليم الوطني صعيبة، لأنها تضرب في مصالح، وتتقاطع مع مصالح، العملية التعليمية ظلت لعقود نهبا موزعا بين شبكات المصالح، مافيا الدروس الخصوصية، ومافيا الكتب الخارجية، تتبضع الأحلام المشروعة في كليات القمة.
نهر جار من المليارات، تجارة رابحة، ورائجة .

بروفسور الفلسفة!! بقلم : حمدي رزق
طارق شوقي

الدكتور طارق كمن حط من على أعلى قمة الجبل، يرى جيدا ما في السفح من إفساد ممنهج ومستدام للعملية التعليمية، يصيح عاليا محذرا ومنذرا، ولكن أخشى، ” لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي، ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد.. ” ، لا حياة لمن تنادي” كتعبير في اللغة العربية للدلالة على أن الشخص الذي يُوجه له النداء لا يُعير الموضوع أي اهتمام أو لم يصدر منه أي ردة فعل.. ويحجز لولده في سنتر بروفسور الفلسفة ؟!

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى