عاجلعالم الفنعالم النجوم

بسبب تلقائيته عبد الفتاح القصري يكتب مقال ساخر “عينى الحولاء”.. في ذكرى ميلاده

بسبب تلقائيته عبد الفتاح القصري يكتب مقال ساخر “عينى الحولاء”.. في ذكرى ميلاده

بسبب تلقائيته عبد الفتاح القصري يكتب مقال ساخر "عينى الحولاء".. في ذكرى ميلاده
عبد الفتاح القصري

 

تقرير : مادونا عادل عدلي

نتذكر اليوم نجم من نجوم زمن الفن الجميل والذي من الصعب نسيان أعماله التي أثرت في عقول وقلوب محبيه فهو صاحب عالم خاص مشهور بخفة ظله وتلقائيته التي أضحكت عشاقه على مر السنين، تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد “عبد الفتاح القصري“.

ولد الفنان يوم 15 إبريل عام 1905 حيث أنه فنان مصري اشتهر بالأدوار الكوميدية ويعد أحد عمالقة الكوميديا في السينما.

وبسبب تلقائيته كتب الفنان مقال ساخر عن عينه بقلمه بعنوان “عينى الحولاء” بمجلة الكواكب في 1 يوليو 1949 يسخر فيه من نفسه ويذكر المواقف المحرجة التي تعرض لها بسبب إصابته بالحول بخفة ظل معهودة من صانع البهجة وأسطورة الضحك كان النجم الكبير عبد الفتاح القصرى

في عينى اليمنى “حول” يحتوى على أكبر كمية من “السكس أبيل”  غصب عن عيون الحواسد والعزال، وهذا الحول تارة أبدو فيه كالطفل الأبلة البرىء، وتارة أخرى يظهرنى بمظهر رؤساء العصابات والأشرار وقطاع الطريق.. ومن هنا كان سر شخصيتى الكوميدية الفنية. التى هى سبب نجاحى على المسرح وعلى الشاشة أيضا .. وبهذا تحقق فى قوله تعالى: “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم” .

وقد حاول بعضهم إغرائى على إجراء عملية جراحية لضبط عينى الحولاء ولكننى عارضت بشدة إذ كيف أسمح بأن تسلب منى “مؤهلاتى” بمثل هذه السهولة ؟ هية لعبة ! إن هذه المؤهلات أتاحت لى التخصص فى أدوار أولاد البلد، أصحاب المفهومية والتفنن والمعقولية.. ورغم ذلك فأنى لم أسلم من تلقيبهم لى بلقب “الأحول” وكثيرا ما سمعتهم فى دور السينما يهتفون فى شتى المناسبات قائلين: “شد حيلك يا أحول.. اتجدعن يا أحول.. أوعى يا أحول تخلى رقبتنا زى السمسمة“.

ولقد أوقعنى هذا الحول فى عدة مشاكل، كما جعلنى هدفا لتريقة الزملاء ، ومع ذلك أنى كنت أجلس فى الدرجة الأولى بالترام. وكانت تجلس أمامى سيدة حسناء بصحبة رجل فى ضخامة الفيل. وجلست متجها بوجهى إلى اليسار وقد شغلت التفكير فى شؤونى ولم أنتبه إلى أن عينى اليمنى “الحولاء” قد وقفت على وجه السيدة وبدا كأنى أحدق فى وجهها بعين ثابتة..

وإذا بى ارتد من تفكيرى على صياح الرجل فى وجهى وهو يقول: يا أفندى خلى عندك دم.. أنت ماشفتش واحدة ست فى حياتك ! بقى لك ساعة وزيادة وعينك منزلتش عن مراتى.. مش تختشى شوية ؟

وقبل أن أتفوه بكلمة لأرد هذا الاتهام عن نفسى، كان الركاب الجالسون فى الدرجة الأولى قد انضموا إليه إذ أنهم لاحظوا أن عينى تعلقت بالسيدة فتباروا في التأنيب والاستهجان والتقريع. وعبثا حاولت إقناعهم بأنى أحول العين وأن العتب على النظر ولم أجد بدا من النزول فى أقرب محطة، وقبل أن يسير الترام قالت السيدة وكانت لم تفه بكلمة خلال المعركة: شوفوا اللؤم بتاع الأفندي.. مش عايز يكسف نفسه قام عمل “أحول“.

وحدث يوما أن كنت أسير فى الطريق وكان على مقربة منى طفل يمسك بيد أمه وإذ بالطفل يشد يد والدته ليستلفت نظرها ويصيح بصوت رفيع قائلا: ماما.. ماما.. شوفى الراجل ده عينه طالعة على جنب والتفتت السيدة ثم هرولت مبتعدة وهى مستغرقة فى الضحك، كما ضحك المارة الذين سمعوا ملاحظة ذلك الطفل الخبيث.

وقد تناول الزملاء والأصدقاء “عينى الحولاء” بالقفش والتنكيت. فيفاجئنى أحدهم ويمد أصابعه فى وجهى ويقول: إن عرفت دول كم يا عبد الفتاح أدى لك شلن!

وأكون في إحدى الحفلات الخاصة وساد الانسجام بين إخوان الصفا. فإذا بأحدهم يقول كدة من غير مناسبة وبلا مقدمات: عبد الفتاح بيبقى نايم وعينه الحواؤ مفتحه، فيرد عليه الآخر قائلا: “لا.. والغريبة إنه بيشوف على جنب

ولعل الغريب في الأمر أن عينى الحولاء سليمة النظر 6 على ستة بينما العين الثانية أقل منها نظرا.. وذلك عكس ما يتوهمه الكثير من أن عينى الحولاء ضعيفة النظر.

على كل هذه المضايقات لم تحل بينى وبين الاعتزاز بهذا “الحول” فإنى أعتبره كنزا لا يفنى.. أليس هذا النقص هو الذى يساعدنى على النجاح فى العمل و”أكل العيش”؟ لقد طالما رددت بصوت مسموع وأنا أتأمل وجهى أمام المرأة قائلا: لو لم أكن أحول لتمنيت أن أكون أحول.

زر الذهاب إلى الأعلى