بشير الديك سيظل ملكا متوجا في دائرة كبار كتّاب السيناريو.. أبرز تصريحات النُقاد
كتبت / مادونا عادل عدلي
تاريخ مميز قدمه طوال مشواره الفنى، واجه فيه عقبات وصعوبات لم تقف عائقاً أمام نجاحه، حفر الكاتب الكبير بشير الديك اسمه بين الكبار، وكان الجمهور يبحث عن الأعمال التى تحمل اسمه مثله مثل نجوم الشباك، بل صنع كثيراً من النجوم على مدار رحلته الثرية، حتى وصفه النقاد بـ«راقص الباليه».
رثى الناقد الفنى طارق الشناوي الكاتب بشير الديك بكلمات مختارة، واصفاً إياه بـ«راقص الباليه» فى علاقته بكتابة السيناريو، وذلك لأنه يبدو أنه يتحرك على الأرض وإنما يرنو دائماً فوق السحاب: «راقص الباليه.. طائر فى الجو أكثر منه إنساناً يجرى على الأرض، فهذه كانت علاقته بالسيناريو»، لافتاً إلى أن كتابات بشير الديك كانت دائماً تعتمد على الهمس أكثر مما تميل إلى الصراحة المباشرة: «كتاباته فيها همس، فيها إيحاء أكثر من الصراحة المباشرة، وهو ما كان يميزه عن غيره».
وتطرق «الشناوي» إلى التوأمة بين «الديك» والمخرج عاطف الطيب وكذلك محمد خان: عمله معهما أنتج أعمالاً فنية هى الأهم فى السينما المصرية، وتعاونه مع محمد خان أثمر عدداً من الأعمال الفنية التى تعد من أهم الأفلام فى تاريخ السينما، ومن بينها «الحريف وموعد على العشاء وطائر على الطريق»، ومع عاطف الطيب أمتعنا بـ«سواق الأوتوبيس وضد الحكومة»، وغيرها الكثير من الأعمال المميزة.. كان موهوباً فى زمن تُحارب فيه المواهب الفنية، ولكنه ظل ملكاً متوجاً فى دائرة كبار كتاب السيناريو حتى الألفية الثالثة، وحينما توجه للتليفزيون والأعمال الدرامية افتقدنا قامة إبداعية كبيرة.
الناقد الفنى أحمد سعد الدين قال إنّ الوسط الثقافي فقد أحد أعمدة الفن فى مصر؛ لأنه كاتب مثقف وواقعي، ومن أهم ما يميزه أنه لم يكتب عملاً غير مقتنع به على الإطلاق: «مسيرته بدأت من (مع سبق الإصرار)، وحينها شارك مصطفى محرم فى كتابة الحوار لتبدأ انطلاقته مع المخرج محمد خان ثم عاطف الطيب».
وأضاف: «سواق الأوتوبيس كان أحد أهم أعماله التى وضع فيها كل خبرته، وعكس مراحل حياته فى دمياط، ولذلك تم تصنيف الفيلم برقم 8 فى قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، كما قدم كثيراً من الأعمال المهمة ومن بينها (ضربة معلم وضد الحكومة وليلة ساخنة) مع عاطف الطيب، وبرحيل بشير الديك افتقدت السينما أحد أهم أعمدة صناعتها».
وأكد الناقد الفني محمود عبدالشكور أن الساحة الفنية فقدت قيمة إبداعية كبيرة: «كان يمتلك وعياً سياسياً واجتماعياً جعله يمتلك أدوات مميزة فى الكتابة وقدرة كبيرة على رسم الشخصيات النابضة بالحياة، وكذلك القدرة الرائعة على وصف اللحظات الإنسانية.. فى كل لقاءاتي مع رفيقي مشواره محمد خان وسعيد شيمي كانا يؤكدان على دور (بشير) المحورى فى تقديم أفلام عظيمة لا تنسى».