بهية المصرية ومكياج الناس اللي هيه

كتب / شريف محمد
..إذا أسعدك الله تعالى بابنة جميلة ، رقيقة ، وقررتَ اصطحابها لمدرستها في صباح أحد الأيام الدراسية ، فلا تتعجب من المغضوب عليهم من الفِتيان و الفتيات ، وخاصةً الطالبات ؛ التي تحتجزهن الاخصائية الاجتماعية، وتمهّل لتتعرف ذنبهن ، أنه التبرّج الزائد ال ( over make-up ) او الحلقات في الآذان أو الخرزة اللامعة في الأنف ، وبالتأكيد ستفزع كأب من هذا ، لكن ستفزع أكثر عندما تختلس نظرة للاخصائية الاجتماعية و هي مقترفة لكامل المخالفات الخاصة بالتبرُّج ، خاصةً إذا بالأمس كانت مدعوة لمناسبةٍ ما ، ولم يُغادر التبرّج الزائد وجهها ، وهنا تخترق الطالبة المُتبجحة الاخصائية المُتبرجة بنظرة انتقاد ؛ و تستمر حالة الاختلال .
..وإذا أسرعتَ إلى إحدى المصالح الحكومية ، أو المحافل العامة ، سيخترق هدوءك النفسي قبل بصرِكَ ذلك التبرُّج المُبالغ فيه ، وما أعتلى وجوه المصريات من تقاليع ، وأنواع من الوشوم” التاتوهات” المُخجلة ، وكأنها مصر قد تشوّهَ جمالها بما ليس منها ، وما يرفضه الكثيرون من أصحاب الأصول المصرية الصميمة ؛ فنحنُ شعبٌ عَلّمَ المحيطين حوله الكثير ، ما يليق وما لا يليق ، وكأن روح التغيير الخبيثة قررت ألّا تترك وجه مصر – بناتها – إلا وتعبث به .
.. والأخطر هو قبول الرجل المصري أباً وأخاً و زوجاً لذلك التبرٌّج الذي أطاح بوقار الكثيرات ، ذلك الوقار الذي كان في يومٍ من الأيام القائد للأمام لكل ماهو مصري و جميل .
..لقد دار حجري الرحا وطحنتنا بأنيابها حضارات و معتقدات أصابت مصر في أعز ما تملك “المرأة” ، لكن الأمل في وجه الله الكريم ثم الوعي ، والدين ، والعودة للجمال المصري ، وبراءة الوجوه المصرية السمراء النقية ، العودة لأن تكون القدوة هي القدوة ، هي الأم ؛ ولنعلم أنه لا علاقة بين الجمال والتكلّف ، ولا بين التبرُّج والابتذال ، فالفنانون المصريون نحتوا مصر ورسموها وصاغوها امرأةً بلا تبرُّج أو ” تاتو” ، وإن لم تَعد مِصر ” أم طرحة و جلابية” لكنها لا بُد أن تبقى هي” بهية”.