عاجلعالم الفنعالم النجوم

تحية كاريوكا.. راقصة الثورة وسيدة المواقف الصعبة

تحية كاريوكا.. راقصة الثورة وسيدة المواقف الصعبة

تحية كاريوكا.. راقصة الثورة وسيدة المواقف الصعبة
تحية كاريوكا

كتبت / دنيا أحمد

عُرفت تحية كاريوكا بأنها واحدة من أبرز نجمات الرقص الشرقي في مصر والعالم العربي، لكنها لم تكن مجرد راقصة أو ممثلة شهيرة، بل كانت سيدة حديدية في زمن الصمت، جريئة في قول الحق، ومتمردة على الظلم، وعاشت حياة مليئة بالأحداث السياسية والمواقف الإنسانية الحاسمة.

وُلدت بدوية محمد كريم علي السيد عام 1915 في محافظة الإسماعيلية. بدأت حياتها الفنية في سن مبكرة، ولفتت الأنظار بموهبتها الفريدة في الرقص. تبنّاها فنّيًا بديعة مصابني، وأطلقت عليها اسم “تحية كاريوكا” تيمّنًا برقصة برازيلية شهيرة كانت تؤديها ببراعة.

تحية كاريوكا

لكن كاريوكا لم تكتفِ بالفن، بل دخلت معترك السياسة من أوسع أبوابه. كانت من أبرز الداعمين لحركات التحرر الوطني، وتعرضت للاعتقال في الأربعينيات بسبب انضمامها لتنظيم سري شيوعي كان يعارض الاستعمار والظلم الاجتماعي. أمضت عدة شهور في السجن، لكنها لم تتراجع، وخرجت أكثر قوة وعزيمة.

عُرفت تحية بمواقفها القوية. في زمن الملك فاروق، لم تتردد في توجيه انتقادات صريحة للفساد، وعقب ثورة يوليو، ظلت صوتًا حرًا لا يخضع لأحد، حتى ولو كان في السلطة. ولم يكن غريبًا أن تُلقب بـ”المناضلة” أكثر من مرة، رغم كونها راقصة!

تحية كاريوكا

وعلى الجانب الإنساني، تزوجت تحية كاريوكا أكثر من 14 مرة، لكن لم يكن الحب أو الزواج يومًا ضعفًا في حياتها. في أواخر عمرها، تبنّت طفلة يتيمة وربّتها كابنتها. كانت تساعد زملاءها المحتاجين، وتفتح بيتها للفنانين في أزماتهم.

تحية كاريوكا

رغم كل المجد الفني، ماتت تحية كاريوكا في عام 1999 وسط تجاهل إعلامي كبير، لكنها تركت خلفها سيرة نادرة لفنانة لم تفصل بين الفن والموقف، وبين الرقص والمقاومة.

تحية كاريوكا

تحية كاريوكا لم تكن مجرد فنانة استعراضية، بل كانت رمزًا للقوة، والكرامة، والجرأة. واجهت الأنظمة، ووقفت بجانب المظلومين، وعاشت حياة لم تعرف فيها المهادنة. إنها قصة امرأة جعلت من جسدها أداة فن، ومن حياتها ساحة نضال.

زر الذهاب إلى الأعلى