عاجلمقالات

ثروت عكاشة يوثق ميلاد الإبداع وتاريخ الحضارة خلال 100 عام

ثروت عكاشة يوثق ميلاد الإبداع وتاريخ الحضارة خلال 100 عام

ثروت عكاشة يوثق ميلاد الإبداع وتاريخ الحضارة خلال 100 عام
ثروت عكاشة

بقلم: رزق عوض رزق

بمناسبة مرور مائة عام على مولد الدكتور العظيم ثروت عكاشة أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة الرابعة من كتاب فنون عصر النهضة، والذي تناول فيه تاريخ الفنون خلال العصور الوسطي وعصر النهضة. لكون هذا العصر هو الذي أثرى البشرية بالكثير من الأعمال الفنية الخالدة في شتي الفنون من موسيقي ونحت وتصوير وزخرفة.
والكتاب جزء من عمل كبير مكون من عشرون جزء وهو يقع في ثلاثة أجزاء أما عن مسمي الموسوعة فهو (العين تسمع والأذن تري)، أما عن المطبوع الذي نتناوله الأن فهو تحت مسمي “فنون عصر النهضة” (الرينسانس) فالموسوعة الخالدة تحلل وتقيم فنون وإبداعات الحضارات المختلفة في الشرق والغرب وحتى القرن الثامن عشر. وتلك الموسوعة قد بذل فيها الدكتور عكاشة جهداً أسطورياً متسلحاً بثقافته وشغفة للعلوم والفنون وخبراته الهائلة.

رزق عوض رزق

ولقد جال بنا بين معابد وكنائس ومساجد ومتاحف ومعارض ومقابر ودور أوبرا ومناطق أثرية في أرجاء الدنيا ليرصد، ويقدم رؤيته والتي عكست ثقافته الكبيرة حيث كان ضابط بسلاح الفرسان ويمتلك القيم الأكاديمية والاخلاقية والفكرية والسياسية والعسكرية، وبحق كان مفتوناً بالحقب المصرية من الفرعونية للقبطية للإسلامية.
وقد غاص في عمق الجمال الكامن في الأعمال الفنية العالمية الكبري فرصد أعمال دافنشي ومايكل أنجلو وبوتشيللي فهل تتوه هذه الأعمال وسط الوسائط الإليكترونية والأعمال العصرية ذات الطابع المخدوم بالتكنولوجيا أم تبقي خالدة أبد الدهر كي تحكي قصص ولادة الأعمال الخالدة والتي كان مصدرها عمالقة قليلاً ما يتكررون في العصر الحالي والعصور المقبلة أيضا. وبالطبع فإن إعادة طباعة الجزء الخاص بالعصر الوسيط وبواكير عصر النهضة مفيداً لكل دارس لهذه الفنون.
فقد جال الدكتور عكاشة بين الأعمال المختلفة لكل فنان بذاته خلال المراحل المختلفة ومع الانتقال ما بين العصور الوسطي التي اتسمت بالجمود والتسلط وبين عصر النهضة الذي أنارت فيه منارات الثقافة والمعرفة والفن، ولقد شرح الدكتور عكاشة كيف أثر دانتي علي الزمان والمكان بأعمال ميلاد وحياة المسيح وقصة الخلق وحكايات الأنبياء وطرد أدم وحواء من الجنة وفتنة الجسد البشري.

ثروت عكاشة

ولقد وضح عكاشة كيف كان الفن يقدم خلال القرن الخامس عشر في مجالات النحت والرسم حيث أعيد تقدير أبعاد الجسد في المجالين وكيفية التعامل مع الفراغ والضوء وظهور الرسم بالزيت(١٤٥٠م) وابتكار الهرموني في الموسيقي والتحول من المعمار القوطي المعتم الي المعمار الباروك المتطلع الي الضوء والطبيعة ويظهر الكتاب لألئ ودرر المعمار الكنسي في هذه الحقبة وظروف بناءها ودور الفنانين فيها وأشهرها كنيسة البازيليك وبرج بيزا والكاتدرائية والساحة المقدسة ويتابع عكاشة اختلاف شكل العذراء في الصور والنحت على مر الزمن.
أما عن دافنشي صاحب الموناليزا والذي توفي في١٥١٩م، والذي أظهر عكاشة أنه كان مصوراً ونحاتاً ومهندساً وموسيقياً ومخترعاً، ولم نجد شيء لمسته يداه إلا وتحول لتحفة فنية رائعة الجمال، والشكر موصول للزميل مصباح قطب الذي أمدني بمعلومات قيمة.. وشكراً لهيثم الحاج علي، والهيئة العامة للكتاب على إصدار هذه التحفة الموسوعية التي كانت الطبعة الأولي منها سنة ١٩٨٨م، والتحية والتقدير للكاتب الكبير ثروت عكاشة وذلك بمناسبة حلول الذكري المائة عام علي مولده.

زر الذهاب إلى الأعلى