ثورة 23 يوليو .. الثورة التي غيرت مجرى التاريخ
كتب / دكتور محمد كشك
تمثل الثورة المجيدة ثورة 23 يوليو عام 1952 ثورة بيضاء و مثالا جليا لنضال الأمة المصرية بكل أطيافها، دفاعا عن الحق ورفعة شأن الوطن وحق شعبه فى العيش عيشة كريمة مرفوع الهامة، فهي ثورة غيرت الأوضاع السياسية والأقتصادية والاجتماعية تغييرًا جذريًا، وقاومت كل أسباب الظلم والحرمان وأسست قواعد العدالة الاجتماعية ، ثورة ضد الفقر و الجهل ، ثورة ذات هدف سامي دعم حركات التحرر من الاستعمار فى كافة أرجاء العالم ، وتأكيد حق الشعوب في تقرير المصير، ورفع رايات الحرية والاستقلال ، و هى تمثل أحد العلامات المضيئة فى تاريخ مصر والعسكرية المصرية التي حملت على عاتقها حماية الشعب المصرى ورعاية مصالحه، و الحفاظ على كرامته.
حملت الثورة عدة مبادئ منها القضاء على نظام الاقطاع ، وسيطرة رأس المال ، والسعي نحو التحرر و رفض الاستعمار ، وبناء حياة ديمقراطية سليمة ، و انشاء جيش مصري وطني قوي ، و أعطت الأولوية للمشروعات القومية الكبرى مثل زيادة الرقعة الزراعية و استصلاح الأراضي الصحراوية و بناء السد العالي كأحد أهم المشروعات القومية العملاقة فى تاريخ مصر الحديث ، بهدف تأمين الأمن المائئ و توفير المياه لزيادة الرقعة الزراعية ، و أسست قاعدة للصناعة الوطنية فنشأت المشروعات الصناعية العملاقة فى مجال الحديد والصلب والبتروكيماويات وتصنيع الدواء والإنتاج الحربي و التعدين، و اهتمت الثورة بالتعليم اهتمامًا كبيرًا نظرًا لأهميته فى بناء الفرد والوطن ، و لإعداد الإنسان المصري إعدادا سليماً ، و اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص فى تقديم الخدمات التعليمية ، حيث أصبحت فرصة التعليم مجانية و الزامية خلال المراحل الأولى من التعليم و دعمت التعليم الفني ، والجامعات والمراكز البحثية التي توزعت فى كافة المناطق الرئيسية داخل ارجاء الوطن مصر ، شمالًا وجنوبًا ، وشرقًا وغربًا ، وحظى الريف المصري على اهتمام الثورة في جانب التنمية وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية، و تم إنشاء الهيئات والمراكز الثقافية المختلفة فى كل ارجاء مصر.
وشهدت مصر حراكًا ثقافيًا كبيرًا من خلال دعم المؤسسات التعليمية والاكاديمية للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية ، والاثار ، دعما لسبل التنوير و تنمية الوجدان المصري ، وانشأ التلفزيون المصري واُصدرت الصحف ، ودُعمت البرامج الاجتماعية كبرامج تنظيم الأسرة ومحو الأمية ورعاية صحة الطفل والتنمية، وأتى تأميم قناة السويس ، وافتتاحها من أهم المشروعات التي عملت على استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة .
تلاحمت جموع الشعب المصري مع جيشه الوطني الذى لا يدخر وسعا فى تأديه مهامه على الوجه الاكمل ويحمل جنوده وقادته أرواحهم على أكفهم ليصنعوا تاريخا مجيدا لوطنهم ومستقبلا واعدا مضيئا بإرادة صلبة وعزم لا يلين لتحقيق أهداف وطموح الشعب المصري بكل اطيافه و مكوناته ، يضمن حياه كريمة ومستقبلا مشرقا يتيح الفرص لكل الأجيال الحالية والمستقبلية ، ويؤكد دعم الروح الوطنية لدى الشباب فى ظل التحديات التي تفرضها المتغيرات والتحديات المتسارعة ، فمصر دولة محورية و رئيسية تتوسط العالم و لها دور رائد فى صنع القرار ضمن محيطها الاقليمي والعالمي .
هذا الدور وهدف التنمية يتطلب بذل كل الجهد والعمل بجدية و دأب وفق خطط استراتيجية بعيدة ومتوسطة و قصيرة المدى ، وإتخاذ كافة الخطوات التنفيذية للتغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية فلقد ضرب الشعب المصري أروع الأمثلة لدعمه و التفافه حول القيادة السياسية ودعمها للمشروعات التنموية ، المختلفة التى تنوعت بين مشروعات البنية الأساسية ، والصحة والتعليم ، و توفير السكن الكريم المناسب ، ومشروعات الطاقة والصناعة التي تعد علامة فارقة و شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري و سعيه للتقدم المستمر ، وبناء مستقبل أفضل ومجتمع متطور ، يعلي القيم الإنسانية الرفيعة .