أخبار الرياضةمقالات

جدارية صلاح وجائزته بقلم: حمدي رزق

جدارية صلاح وجائزته بقلم: حمدي رزق

جدارية صلاح وجائزته بقلم: حمدي رزق
حمدي رزق

مَن كان يحلم، خيال، لاعب مصرى يُختار أحسن لاعب في الدورى الإنجليزى الممتاز Premier League، من قِبَل «رابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية»، أهم نخبة كروية إنجليزية، وبفارق شاسع من النقاط عن أقرب منافسيه، تركهم جميعًا خلفه وركض نحو منصة التتويج.

صحيح ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، صلاح لايزال قادرًا على الركض على العشب الأخضر بسرعة البرق الخاطف للأهداف، ويتصدر ترتيب هدافى النسخة الحالية من الدورى الإنجليزى الممتاز، لكن هذه المرة الجائزة لها طعم خاص، على وقتها كما يقولون.

جدارية صلاح وجائزته بقلم: حمدي رزق
محمد صلاح

الجائزة القيِّمة رد اعتبار للفرعون الذي تعرض لحملة تشكيك عاتية، بعد متوالية إخفاقات المنتخب الوطنى التي كلّفته غاليًا، وأورثته حزنًا، وعرقلت مسيرته التهديفية طويلًا، وعانى أيامًا كابوسية كئيبة، والسكاكين

«محلية الصنع» تقطع في لحمه، وألسنة حداد تسلقه، وتُشكِّك في قدراته وإخلاصه لفانلة المنتخب الوطنى.

لم يبرأ صلاح من وعكته الكروية بعد، لايزال في مرحلة النقاهة، والجائزة المستحقة تمامًا (من كبار نقاد الكرة في العالم) ستُعجل بالشفاء، وفوزه بلقب هداف Premier League، وحمل كأس أبطال أوروبا، وتجديد عقده مع ليفربول بما يرضى، سيعيده إلى الركض مجددًا والاستمتاع بتسجيل الأهداف.

جماهير الريدز ضربت مثلًا راقيًا، استشعرت حزنًا ثقيلًا مُخيِّمًا على وجه وأداء صلاح بعد موقعة السنغال، من فرط حساسيتهم بأزمة الملك، ورغبة في إعادته سريعًا، وإخراجه من أحزانه الثقيلة، قرروا هذا هو التوقيت المثالى للدعم، «مو» كان يحتاج إلى دفعة معنوية، إلى مفاجأة سارة تلمع معها عيناه السوداء.

وحدثت خارج ملعب «Anfield»، وعلى طريق «الملك هارى» أبدع جمهور ليفربول بإضافة مذهلة إلى الجرافيتى الشهير (رسم الحائط) بلوحة جدارية عملاقة تحتفى بإنجازات «مو»، «نحن هنا نحتفل به» لسان حال جماهير الريدز.

ورغم عدم اليقين بشأن مستقبل صلاح مع ليفربول، هناك ناس تانية، ثقافة تانية، إحساس راقٍ ومعتبر من جماهير تعتبر لنجم منحها سنوات أخيرة من السعادة، صلاح في ليفربول صانع السعادة، ونجم الشباك، معبود الجماهير.

جماهير The Reds تعوض صلاح عن نكران أقلية من الجماهير المصرية التي سامته سوء العذاب بعد إخفاقه في تسديد ضربة جزاء حاسمة في مباراة السنغال الفاصلة، وكأنه تعمدها، أو تخاذل في إسكانها المرمى، في حالة نكران لما قدمه صلاح طوال مشواره الدولى مع المنتخب الوطنى.

فارق ثقافى، هكذا يكون الدعم النفسى المعتبر لنجم كبير، ومستوجب دعم مماثل وأكثر حميمية لابن مصر المخلص، وحسنًا فعلت الجماهير الواعية في تشيير حملة إلكترونية لدعم صلاح، لازم صلاح يشعر بأنه في القلب ساكن.

صلاح مزاجه مصرى، ويعتدل المزاج برضاء الجماهير المصرية العظيمة عنه، دون هذا الرضا يتوه منه الطريق، وتطيش الكرات، ويضل طريقه نحو المرمى.

صلاح في أمَسّ الحاجة إلى الدعم في المواعيد الكبرى، نهائى دورى الأبطال أمام الريال، والمباريات الحاسمة في صراع لقب الدورى مع مان سيتى، والمنافسة المعتادة على جائزة أحسن لاعب في العالم.. وعاجل مثل هذا الدعم المعنوى.. هو فيه كام صلاح في مصر؟!.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى