جذور العداء الإثيوبي لدولة المصب بقلم: حماده عبد الجليل خشبة
الصراع العسكري بين إثيوبيا ومصر له جزور تاريخية من ايام القدماء المصريين وتحديدا الصراع العسكري على النيل صراع مؤجل من 700سنة.
من مصدر (قوة مصر ل أحمد مبارك) مصر بلد الخير والحضارات وأصبحت مطمع لكل الدول المجاورة وبالتحديد دول الجنوب القديمة، فكرة تحويل مجري النيل وحرمان مصر من مياة النهر ليست فكره وليده اليوم، بينما فكرة ملوك الجنوب منذ أكثير من 700 سنة للرومان ايام الحروب الصليبية، عندما قرر بابا روما إقامة سد للانتقام من مصر بسبب صدها للحروب الصليبية،
كانت ومازالت الدول الجنوبية تنظر لمصر على أنها بلد الخير والحضارة، وكانت المحاولات كثيرة للتعدي على حدودها الجنوبية، ولكنها لم تنجح ابدا في الاستيلاء على مصر.
الإثيوبيين كان حقدهم على مصر مضاعف لأنهم كانوا دائما ينظرون على أنهم سبب الخير الموجود في مصر بسبب نهر النيل الذي ينبع من إثيوبيا ويتسبب في حضارة مصر التاريخية، في الوقت ذاته لم تنجح إثيوبيا في استغلال مياة النيل لبناء حضاره مثل الحضاره المصريه بسبب الصراعات العرقية حتى هذه اللحظة.
حكام مصر من القدماء المصريين حتى الرئيس السيسي ادركو أهمية مياه نهر النيل لمصر، مع اختلاف طرق التعامل لكلا منهم على حده .
تعاملت الملكة حتشبسوت مع ملك الحبشة بأسلوب الترغيب و إرسال الهدايا لمنع اثيوبيا من بناء اي سد على نهر النيل حفاظا على أمن مصر المائي.
الملك تحتمس الثالث كان منهجة هو شن الحملات العسكرية على هضبة إثيوبيا، ونجح في وقته من ضم جزء من الحبشة الي مصر.
وضع محمد على باشا أعلى تقدير شامل لمصر، وقال وقتها ان من يستطيع السيطره على منابع النيل يستطيع السيطره على مصر، وان حدود مصر لابد ان تنتهي عند منابع النيل، اي السيطره على بحيرة تانا في إثيوبيا وكذلك منبع النيل الأبيض في أوغندا .
جاء بعد ذلك الخديوي اسماعيل الذي حاول إحياء خطط محمد علي باشا، خصوصا مع محاولات بريطانيا في ذلك التوقيت من محاصرة مصر من الاتجاة الجنوبي.
بريطانيا في القرن التاسع عشر بدأت في الاعتداء على منابع النيل تحت اسم الاكتشافات العلمية، والغرض الحقيقي هو تطويق مصر من الجنوب قبل غزوها في عام 1882م.
ارسل الخديوي إسماعيل حملات علمية وعسكري بقيادة الجيش المصري الي منابع النيل، والتي ضمت خلال الحملات العسكرية في ذلك التوقيت أجزاء من شمال هضبة إثيوبيا و أوغندا وجنوب السودان، تحت اسم مديرية خط الاستواء المصرية، واعترف العالم كلة بالحدود المصرية الجديدة، وان شمال إثيوبيا الحالي كان جزء من حدود مصر في عهد الخديو اسماعيل.
ابتكرت الدول الاوروبية خطة لتكوين دولة هي العدو الأوحد لمصر من الجهة الجنوبية، وبدأت أوروبا في مساعدة الحبش في ضم شعوب وأراضي أفريقية لتكوين دولة إثيوبيا الجديده والمتعارف عليها اليوم، في حين أن إثيوبيا كانت عبارة عن منطقة جبلية تسمى هضبة إثيوبيا في ذلك الوقت، في حين أن الخديو اسماعيل لم يخسر شبر من مديرية خط الإستواء المصرية في ذلك التوقيت، حتي مجيء الاحتلال البريطاني على مصر.
عندما جاء الاحتلال البريطاني. على مصر في عام 1882 م وعزل الخديو اسماعيل، قامت بريطانيا بتصفية مديرية خط الاستواء وضم أجزاء منها لاوغندا واثيوبيا واريتريا والصومال والسودان، وهدم جميع المرافق المصرية، وغيرت اسماء البحيرات من الأسماء المصرية الي الأسماء البريطانية.
بدأت بريطانيا في محاصرة مصر طوال فترة الإحتلال، وبدأت في التخطيط لاقامة سد لحجز المياة عن مصر. ولكن الوقت لم يسعف بريطانيا في بناء السد في هذا التوقيت.
انتقلت لعبة تعطيش مصر من يد بريطانيا ليد أمريكا في الخمسينيات لبناء السد الإثيوبي، ليتحول السد الي جمعية أعداء مصر، بحيث كل دولة لها عداء مع مصر تبدأ في وضع حجر اساس في قطع المياة عنها والمساهمة المادية في بناء السد الإثيوبي ، ومازال الهدف قائم حتى وقتنا هذا، لقيام موجة من الفوضى الخلاقة داخل مصر نتيجة الفقر والعطش والحرب الأهلية التي لم ينجحوا على صناعتها، في ما يسمى بالربيع العربي.
بدأت إثيوبيا وما يساندها في تنفيذ مخططهم القديم عند انشغال مصر في ثورتها ومشاكلها الداخلية في عام 2011 وبدأ وضع اول حجر للسد الإثيوبي والذي عُرف من وقتها بسد الألفية او سد النهضة، والتي تظاهرت فيه إثيوبيا وقتها انه ليس لحجز المياة، ولكن لتوليد الكهرباء وتنمية إثيوبيا، ومن هذا التوقيت وبدأت إثيوبيا في تصدير الوهم للشعب الإثيوبي والعالم الخارجي.
ثورات وراء ثورات حتى عام 2014 الذي بدأت فيه إثيوبيا في البناء الفعلي لسد الخراب الإثيوبي في وقت إنشغال مصر بحربها ضد الإرهاب في الداخل، والذي اضطر الرئيس السيسي الي توقيع اتفاقية إعلان المبادئ مع إثيوبيا ودول حوض النيل، والتي لا تعترف بها إثيوبيا حتى هذه اللحظة، وكان هدف هذه الوثيقة، هو عدم انفراد إثيوبيا بشكل أُحادي من بناء او تشغيل سد الخراب الإثيوبي الا بموافقة دول المصب وبدون التأثير على حصص مصر والسودان التاريخية.
وبدأ التعنت الإثيوبي واستفزاز مصر منذ ذلك التاريخ، وان مياة نهر النيل هو حق مكتسب لإثيوبيا وحدها، والفائض منها سوف تتكرم به إثيوبيا على مصر والسودان، ومنها إلي بيعة.
فشلت إثيوبيا والدول المساندة لها، مرة أخرى للسيطرة على مصر ومحاصرة مجري النيل الأزرق والذي يجري بإرادة الله سبحانة وتعالي.
فلن تسطيع قوة على وجة الأرض ان تمنع شيء يجري بإرادة الله.
وسوف تكون فيضانات هذا العام هي الأعلى في تاريخ العالم، انهار سد في الصين في الأيام القليلة الماضية وانهيار جزئي في الطبقه الأخيرة للممر الاوسط لسد الخراب الإثيوبي، وبدأت المياة تخرج من أعلى الممر الاوسط لتتجة بقدرة الله الي مصر والسودان.
حفظ الله مصر شعبا وقيادة وتحيامصر