حرية الصحافة صوت الحقيقة في وجه التحديات

بقلم / مايسة عبد الحميد
في الثالث من مايو من كل عام، يقف العالم وقفة تأمل وتقدير في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، هذا اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 ليكون فرصة لتسليط الضوء على أهمية حرية التعبير، ودور الإعلاميين في إيصال الحقيقة، وكشف الانتهاكات، والدفاع عن حقوق الشعوب في الوصول إلى المعلومات.
تشكل حرية الصحافة حجر الزاوية في أي مجتمع ديمقراطي. فهي ليست مجرد مهنة أو وسيلة إعلام، بل هي صوت الشعوب، ومرآة تعكس قضاياهم وهمومهم. وبدونها، يُخشى أن تُطمس الحقائق، وتُقيَّد الآراء، وتُمنع الشعوب من ممارسة حقها الطبيعي في المعرفة.
ورغم ما يرمز إليه هذا اليوم من قيم سامية، إلا أن واقع الصحفيين في كثير من دول العالم لا يزال محفوفًا بالمخاطر. تشير تقارير المنظمات الدولية إلى تزايد الانتهاكات بحق الصحفيين، من اعتقالات تعسفية إلى حالات تعذيب وقتل، فضلاً عن القوانين المقيدة للحرية، وانتشار خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي.

في عام 2024 وحده، قُتل عشرات الصحفيين أثناء تأدية واجبهم، فيما لا يزال المئات خلف القضبان بسبب آرائهم أو تقاريرهم الاستقصائية.
في خضم الحروب، والكوارث، والاضطرابات السياسية، يتقدم الصحفيون الصفوف ليغطوا الأحداث بموضوعية وشجاعة. يواجهون الرصاص، والتضييق، والترهيب، فقط ليقولوا الحقيقة. وهم بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى بيئة آمنة تحترم عملهم وتُعزز من استقلاليتهم.

اليوم العالمي لحرية الصحافة ليس مجرد احتفال، بل هو جرس إنذار للعالم أجمع. دعوة إلى الحكومات لاحترام الحريات، وإلى المؤسسات لدعم الإعلام المستقل، وإلى المجتمعات لحماية الصحفيين، وإلى الصحفيين أنفسهم للتمسك بأخلاقيات المهنة رغم الصعاب فحرية الصحافة معيارًا حقيقيًا لحرية الشعوب. وعندما تُخنق الكلمة، يخسر الجميع.






