حظر تجول يثير ضجة ما بين المهرجان و زنا المحارم
حظر تجول فيلم المهرجان وحديث الساعة، وكان ضمن المسابقة الدولية بـ مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42، مؤخرًا.
بداية أحداث الفيلم تبدأ بـ الغموض، حيث تخرج فاتن بعد 17عام. من السجن لترى الحياة والشارع مختلف حيث ترجع هذه الحقبة لعام 2013، فترة تطبيق حظر التجول. وكان المشهد الغريب هو مشهد لقاء فاتن بابنتها التي لم تفكر للحظة بزيارة أمها. التي طالما بعدت عن أحضانها ورؤيتها سنوات طويلة.
وكان الغريب والذي تسأل عنه مشاهد العمل في بداياته
ماسبب جحود ليلى على فاتن؟ ماذا فعلت فاتن لتقابل مشاعر اللهفة والاشتياق والقسوة والحدة، وأظهر المشهد ان الاب هو السر وراء دمار علاقة الابنة ووالدتها.
ولكن لم يكن الأمر هين لانه فاتن كانت محبوس.بتهمة القتل العمد، لـ زوجها وأبو ليلى،لكن على الرغم من قسوة ومرارة اللقاء الأول بينهما البداية.
لكن لا مفر من إنتظار فاتن في المنزل مع ابنتها الذى كان منزلها في الماضي، لحين انتهاء حظر التجول،
وكان مشهد أستعادة الذكريات لـ فاتن عند صعودها سلم المنزل مشهد يحتوى على الألفة والمحبة. مثل علاقتها بأم سلمى ” عارفة عبد الرسول” التى بسبب تقدم عمرها أصبحت تنسى كثيراً.
كان كل شخص يعتقد بينه وبين نفسه أنها قتلت زوجها لسبب ما وهي كانت ترفض الأفصاح عن السبب الحقيقي. وكان التصور للمشاهد او لمن حولها أن الخيانة سبب القتل.
تتعرض فاتن لضغوطات كبيرة من ابنتها التي أرادت أن تعرف الدافع وراء قتل والدتها لوالدها، لكي ترضي فضولها ليس إلا. لكن لم يجئ بـ مخيلتها لوهلة ان تسامحها، فقد كانت بداخلها مشاعر دفينة مليئة بالكره لها، وكان يرتوي هذا الكره عبر مرور، السنين.
وتتوالى الأحداث وكلما يمر الوقت ، تشعر ليلى انها تتقرب لوالدتها اكثر. وبدأت مشاعر الكره، في التلاشي، وكان مرض الحفيدة. ولهفة الجدة وذهابها معاها للمستشفى اثر بداخل ليلى.
الصدمة الكبرى وكشف الحقيقة
نهاية الأحداث تصدم ليلى بالحقيبة تندم أشد الندم على ظلمها لأمها وبغضها لها حيث تكتشف، أن الأب كان يعتدي على ابنته التي ظنت طوال تلك السنوات أنه رقيق القلب وودود، كانت صدمة امها عندما دخلت من باب الشقة، لم تتمالك أعصابها وانقضت عليه بالسكين الذي كان على سفرة المنزل.
تعمدت الأم مراعاة كلام الناس ونظرة المجتمع لأبنتها، ويسدل الستار عن حظر تجول ، ولم تعرف ليلى سبب قتل والدها، فيما اكتشفت فاتن أن فِعلة زوجها لم تكن الأولى بل تكررت أيضًا مع الطفلة سلمى ابنة جارتها، التي حرصت هي الأخرى على الكتمان وخافت من الفضيحة.
حرص صناع العمل على تسليط الضوء على قضية زنا المحارم والاعتداء، على الأطفال وهي جرائم كثرت في المجتمع في السنوات الأخيرة، بعد أن كان الأب هو الملاذ الأَمن، أصبح هو الذئب البشري الذي يلتهم عرض أبنائه بدل أن يحميهم من شر الدنيا والبشر من حولهم.
وكذلك حرص المخرج على إظهار تلك الجريمة البشعة بحرفية وإبداع ، ودون مساس لجرح مشاعر المشاهد،. حيث حرص المبدع “أمير رمسيس”، إظهار صورة إعتداء الاب على ابنته بـ رموز اى انه اوضح ان ملابس الطفل على الأرض، وتعمد عدم إظهار إظهار ملامح الأب طوال الأحداث شبح شرير لا يستحق الظهور.
وارى من وجهة نظرى ذكاء شديد في إختيار إسم الفيلم الذي لن ولم تتخيل لوهلة، ان احداثه تتطرق لـ تلك الجريمة الشنعاء، بل تتخيل أن أحداث الفيلم تتحدث عن فترة حظر التجوال.
شابو لـ صناع الفيلم على إظهار عدة مشاعر مختلطة في 90 دقيقة، عاشها الجمهور ما بين الرعب و الأمان، وما بين الحب والكره، بشكل واقعي وبسيط.
“حظر تجول” تأليف وإخراج أمير رمسيس، بطولة كلا من الفنانين إلهام شاهين، وأمينة خليل، وأحمد مجدي، وعارفة عبد الرسول، ومحمود الليثي.