ثقافة وترفيةمقالات

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر
صورة أرشيفية

كتب: محمد فخري

سوف نرجع بآلة الزمن حوالي ٢٠٠ سنة سوف انقل اليكم الحياة في مصر منذ أكثر من مائتي عام وتحديدا في عصر محمد علي انتقلت بآلة الزمن إلى القاهرة ودخلت في أسواقها العامرة ورأيت منظرا عجيبا عبارة عن دخول المحتسب ومعه رجال أشداء ذو بأس شديد يعرفون بالجلادين ومهمة المحتسب هي مراقبة الأسعار والنيل من التاجر الجشع وضربه وجلده أمام الناس ليكون عبرة لكل التجار ويجلد وسط صيحات الأهالي وفزعت من منظر التجار ويجلد الأخر يلو الأخر وهذة أوامر الباشا محمد علي.

انتقلت إلى حي الموسكي وكان يسكنه الطبقة الراقية وكان الحي مليء بالمحلات التجارية حتى يومنا هذا ورأيت العجب من اسعار زمن واليوم فرطل اللحم بحوالي قرش صاغ تكلفة الفرد من المأكل والمشرب في الشهر كان حوالي ٢٧٠ قرشا يأكل كل مالذ وطاب طوال الشهر.

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر
صورة أرشيفية

ورأيت من بعيد أمرأة تمسك في يدها نجلتها وسألتها عن طريق آخر للوصول إلي بركة الأزبكية وصاحت في وجهي كيف تكلم أمرأة في الشارع لأنها تمشي بدون أن تركب الحمار العالي المكسو بالسرج والقماش المغطى وكانت طبيعة النساء في ذلك أثناء انتقالهم للزيارات بعضهم البعض يمضون طوال النهار في الزيارة من الصباح حتى أذان المغرب هذة طبيعة زيارات زمان ثم مضيت في حواري القاهرة أثناء الليل أثناء العشاء فوجدت كل بيت أمامه طبلية يوضع عليها الطعام ورب البيت ينادي علي لمشاركته العشاء فشكرته وسألت عن أفراد أسرته من باب الفضول أين زوجتك وأولادك أجاب معقول يأكلون معي أنهم في داخل البيت لايسمح لهم بالجلوس معي أثناء الطعام فتعجبت ومضيت.

وجدت امرأة تجلس مع طفلها تحاول أن تذهب به إلى كتاب الشيخ فكانت الكتاتيب هي المنتشرة في ذلك الوقت ومنها إلى الأزهر الشريف وكانت وسيلة المواصلات هي الحناطير والعربات التي تجرها الخيول والحمير لاتوجد اي نوع من الموصلات سوى الخيول والحمير. 

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر
صورة أرشيفية

مشيت في شارع كله دكاكين عبارة عن مصاطب واقفاص توضع عليها البضائع ومن فضولي سألت تاجر رطل اللحم البقري قال لي بعشرين فضة واللحم الجاموسي بقرش والعشرين بيضة بقرش وجوز الحمام بقرش ياه على أسعار زمان ومضيت إلى طريقي ووجدت عريسا يزف وهذه هي طقوس العرس في هذا الزمان دخلت العرس وسألت العريس ما عمرك قال لي ١٩ سنة قولت له انت صغير قال لي ايه صغير لا طبعا فسألته هل رأيت عروسك من قبل  قال لا يصح ذلك انا أراها يوم الدخلة ولكن كيف عرفتها  قال من أحد أقاربي ذهبت ورأتها ، من خطبها لك قال ابي اتفق مع والدها ودفع مهر ١٠٠٠ ريال، من أشترى الجهاز قال العروسة عبارة عن حمل ٦ جمال، ماذا عن كل هذه  الفوانيس قال موقدة منذ ٣ ليالي قبل ذهاب العروسة إلى الحمام وتزف بماء الورد وترجع من الحمام إلى الحنة وتكسر زير منعا للحسد ويدفع العريس هدية لكشف برقع العروسة وتمضي الساعات واذهب إلى حي اخر فينادى علي أحد الأشخاص بضرورة أسطحاب فانوس لكي لايضربني رجال الشرطة لأن الحرامي لا يحمل معه شيء في عتمة الليل ويقبض عليه ويضرب من الظابط بصحبة المشعلجي الذي ينير طريق الظابط ..

ياه على حياة زمان.. أنتظروني في حكاوي زمان وإلى اللقاء.

حكاوي زمان .. مصر في بداية القرن التاسع عشر
الباحث الأثري محمد فخري

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى