حمدى رزق يكتب … قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلْ
بكل حروف الاحترام، نرفع القبعة لرجال المنتخب الوطنى، لم يقصروا لحظة، ولم يبخلوا بنقطة عرق، وجانبهم الحظ فى ضربات الجزاء (الحظ) الترجيحية .. إنها إرادة الله، قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلْ.
نملك الآن فريقا شابا، محترما، قادرا على تغيير صورة الكرة المصرية التى كانت تراجعت بشكل لا يليق بمنتخب السبع نجوم، صار لدينا فريق يحمل سمعة الكرة المصرية وينافخ عنها فى أقسى الظروف الكروية.
لم تكن مباراة كرة القدم، لكنها كانت قتالا مريرا على كل كرة، أمام فريق يستقتل بضراوة الأسود، فريق أقرب إلى منتخب عالمى بكل المقاييس، عناصره تلعب فى أقوى الدوريات الأوربية، ودكة لا تقل احترافية، وجمهور رهيب استباح كل موبقات الكرة لإرهاب منتخبنا بطريقة لم تسجلها قط مباريات الكرة حول العالم.
ورغم ضراوة الموقعة، لكن فى أرض استاد السنغال كان هناك رجال حقيقيون، تحملوا أقسى الظروف، وبرزوا مقاتلين، يحملون حلما طال انتظاره، ويدافعون عن أغلى اسم فى الوجود، بكل ثبات ورجولة حتى ضربات الجزاء التى خاصمتنا للمرة الثانية فى مواجهة السنغال.
حدث ويحدث وكرة القدم بقدر ما تعطى وتسعدك، تسلبك الحلم وتحزنك، لكن لا تحزنوا، بل ثقوا فى شبابكم، وامنحوهم بقلوبكم قبلة الحياة، والعودة من جديد إلى طريق الانتصارات التى غابت عنا طويلا.
تحديدا، لا تقسوا على بسمة مصر، على الكابتن محمد صلاح، رجل لم يدخر جهدا، ولا عرقا، ولا رغبة عارمة فى الفوز، وإن جانبه التوفيق فى ضربة جزاء، هو نفسه صاحب ضربة الجزاء التى وصلنا بها كأس العالم فى روسيا، هو نفسه الذى قاد المنتخب إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وحتى خط النهاية فى تصفيات كأس العالم، صلاح ثروة قومية، من عناصر قوة مصر الناعمة، جد رقم صعب يصعب تكراره، ومن يملك لاعبا فى وزن محمد صلاح، لا يقسو عليه أبدا، بل يقف فى ظهره حتى يعود من جديد للتألق الذى اعتاده.
وكيروش، مدرب عالمى، استطاع أن يضع المنتخب بأقل الإمكانات والمهارات فى صدارة المشهد الكروى الأفريقي، واكتشف وجوها ما كانت تحلم بارتداء فانلة منتخب مصر، استقدمها من المجهول، وجلى معدنها، وأعطاها الفرصة كاملة فى مغامرة فى الأدغال.
استمرار كيروش ضرورة، وإتاحة الفرصة كاملة للجهاز الفنى فى متسع من الوقت لبناء فريق شاب للمستقبل الزاهر للكرة المصرية.
لاعبو المنتخب لهم كل التقدير والاحترام على جهدهم، وعرقهم وتعبهم، وإخلاصهم، والتفانى فى حب مصر، كل منهم رجل وطنى محترم قبل أن يكون لاعبا محترما، هؤلاء خلاصة الكرة المصرية، ولم يقصروا أبدا فى القتال من أجل الحلم.. صحيح ضاع الحلم.. ويبقى علم مصر خفاقا دوما.