حمدي رزق يكتب: احتلال العقول!!
حروب الجيل الخامس fifth- generation warfare، تُكتب اختصارًا بالإنجليزية (5GW)، هى حرب تستهدف العقل الجمعى.
وصف السياسى الأمريكى «دانيال أبوت» حرب الجيل الخامس بأنها حرب «معلومات وإدراك»، ما يعبر عنه بـ«احتلال العقول»، وبعد احتلال العقول يتكفل المحتل بالباقى!! طور متحور من الحروب يعتمد العنف غير المسلح من خلال جماعات متطرفة وعصابات منظمة تعمل بين الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وتسهم فى خلق توترات داخلية فيها. يهدف هذا الجيل من الحروب إلى استنزاف الدولة ووضعها فى مواجهة صراعات داخلية، وتُستخدم فيها التقنيات الحديثة على أنواعها الحرب الإلكترونية والسيبرانية.
ما يسميه البروفيسور الأمريكى «ماكس مايوراينج»: «الحرب بالإكراه وإفشال الدولة وزعزعة استقرارها…» نموذج ومثال على حرب الجيل الخامس. ما جرى على هامش توقيع صفقة «رأس الحكمة»، خلال الأيام الماضية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى (صورة) قيل إنها تُظهر «عقد صفقة بيع مصنع للسكر يملكه مستثمر إماراتى فى مصر، إلى رجل أعمال إسرائيلى». ويظهر فى الصورة عدد من الأشخاص، من بينهم 4 رجال بزى خليجى، وزعم ناشروها أنها تُظهر «توقيع اتفاق بيع مصنع للسكر يملكه مستثمر إماراتى فى مدينة قنا»، الواقعة جنوب شرق القاهرة. وحظى المنشور بآلاف المشاركات والتعليقات على موقع فيسبوك وتطبيق إكس، مع تواتر أخبار قيام دولة الإمارات بضخ «35 مليار دولار استثمارات مباشرة» فى غضون شهرين فى مصر فى سياق مشروع رأس الحكمة. تكفلت وكالة «فرانس برس» الفرنسية، فى تقرير منشور أمس الأول الجمعة، بكشف الصورة، وفضح تزويرها، ونشرت قناة «الحرة» الأمريكية، نقلًا عن «فرانس برس»، الفضيحة على صفحتها الإلكترونية.
نصًّا من منشور «فرانس برس»: «تعود الصورة المنشورة لتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وإسرائيل، ولا علاقة لها بمصر أو بمصنع سكر، وقد وزعتها وكالة فرانس برس فى مايو 2022، نقلًا عن وكالة الأنباء الإماراتية». الخبر المفبرك أعلاه (الصورة المزورة)، وقد فضحتها منصات عالمية موثوقة، يلفتنا مجددًا إلى مصطلح «الرسكلة»، مصطلح توليد من (recycle)، بمعنى إعادة تدوير المخلفات، هكذا توصف الحالة على المنصات الإلكترونية المعادية.
إخوان صهيون، والمؤلفة قلوبهم، يُعيدون تدوير المخلفات المعلوماتية، المنصات الإخوانية العقورة، تقتات بضاعة مضروبة، وتجرى إعادة تدويرها فى الفضاء الإلكترونى… وللأسف، تلقى رواجًا كالمخدرات الرخيصة. الإخوان تخصص تدوير فضلات، الرسكلة صناعة إخوانية رائجة، يقتاتون على المخلفات، ينبشون صناديق القمامة الإلكترونية، يجمعونها صلبة وسائلة لتدويرها فضائيًّا وإلكترونيًّا، وتحويلها إلى سموم مصنعة كما اللحوم المصنعة توجع البطون، وتسمم الأبدان، تستوجب غسيلًا معويًّا من فرط السمية. النباشون، جامعو القمامة، المطلوقون لاصطياد (اللقطة)، يعيثون فى صناديق القمامة نبشًا، يلتقطون من بين أكياس القمامة صورة كتلك، لقطة مسروقة، كلمة طائشة، ليُعيدوا تدويرها فى ماكينات استخباراتية خبيثة لإنتاج مواد خام للاستخدام السياسى الفاسد، كالأسلحة الفاسدة تمامًا. تفاقم كمية النفايات الإخوانية فى الفضاء الإلكترونى (90 ألف شائعة فى عام 2023)، يستوجب يقظة من مراكز الاستشعار الوطنية، عمليات الدفن والحرق قد تكون ناجزة، تقريبًا الجماعة ذاتها دُفنت بعد حرقها، ولكن هذا ليس كافيًا لتطويق إنتاج وحدات النفايات الإخوانية، أقصد الخلايا النائمة.