مقالات

حمدي رزق يكتب: اشتدى أزمة تنفرجى..

حمدي رزق يكتب: اشتدى أزمة تنفرجى..

حمدي رزق يكتب: اشتدى أزمة تنفرجى..
حمدي رزق

وجب التوقف مليًّا أمام حديث الرئيس السيسى، فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ومعرض مصر الدولى السابع للطاقة (إيجبس 2024) بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.

الرئيس يلخص أسباب الضائقة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، يعزو الأسباب إلى «الأزمات» العالمية، قائلا إن «مصر واجهت تداعيات فيروس كورونا عامين، ثم الأزمة الأوكرانية الروسية، ثم ما ترون على حدودنا المختلفة مع ليبيا والسودان.. والآن مع قطاع غزة».

وضرب مثلا بقناة السويس، الممر الملاحى الذى كان يُدخِل لمصر تقريبًا حوالى 10 مليارات دولار سنويًا، تراجع بنسبة 40 إلى 50 بالمئة.

الرئيس لا يكذب ولا يتجمل.. لا يشكو ولكن يتحدث عن واقع تؤكده وكالة «بلومبرج»؛ أن حركة الملاحة فى قناة السويس تراجعت 41 بالمئة عن ذروة عام 2023، وسط تصاعد التوترات جنوبى البحر الأحمر، بسبب استهداف الحوثيين سفنا فى إطار ما تقول إنه دعم لغزة.

أربع سنوات عجاف مرت بمصر الصابرة، جائحة توقفت بسببها الحياة، وحرب أوكرانية كلفتنا ما لا نطيق فى فاتورة الغذاء ولاتزال.

وحرب أهلية فى السودان دفعت مئات الآلاف من الأحباء للجوء إلى الجوار المصرى الطيب، ومصر لا ترد الأشقاء عن بابها، وكلفة تأمين الخط الأحمر، سرت / الجفرة، الذى لا يمكن تجاوزه للأطراف المتحاربة فى ليبيا، بهدف وضع نهاية للصراع بين الأشقاء فى ليبيا.. ناهيك عن التهديد الوجودى الإثيوبى لحقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، وكلفنا ما لا نطيق من مشروعات ترشيد استهلاك المياه وإعادة تدوير مياه الصرف، وبناء محطات تحلية مياه البحر فى المدن الشاطئية، وهذه تكلف كثيرا.

وتوالت الخسائر بسبب حرب غزة، فضلا عن كلفة ملايين الأطنان من المساعدات لأشقائنا المحاصرين فى القطاع، من لحم الحى، من القوت الضرورى، تتراجع الملاحة فى قناة السويس ما يكلفنا خسارة نصف إيراداتها إذ فجأة.. ناهيك عن تراجع السياحة إلى المقاصد السياحية فى سيناء، سيما القريبة من الحدود الشرقية، وكلها تترجم خسائر بأرقام مليونية.

لن نتحدث عن احتضان ما يربو على 9 ملايين لاجئ من مختلف البلدان المنكوبة بالصراعات والحروب فى الجوار، وكلفتهم على كاهل الاقتصاد المصرى العليل؛ أكل وشرب ومدارس ومستشفيات.. فى مصر يعاملون معاملة المصريين، لهم كل الحقوق المعيشية دون منٍّ ولا أذى، وفى الجوار دول تقبض معونات على عدد الرؤوس، وفى مصر ياما دقت على الرؤوس طبول.

الرئيس يخبركم بما قد نسيتموه تحت وطأة أزمة أقتصادية عاتية، ما يلزم الاعتدال عند الحديث عن أسباب ومسببات الأزمة الاقتصادية، صحيح هناك أسباب داخلية، ولكنها نتيجة أسباب خارجية، والاقتصاد الوطنى فى مرحلة قلقة يتأثر سلبا وإيجابا بالمتغيرات الدولية، سيما فى الجوار.

مصر لا تشكو، ولكنها صابرة على المحن، «تفوت عليكى المحن»، والرئيس يجتهد وحكومته تجتهد، والشعب العظيم متفهم وصابر، وهذا هو الرهان الرابح، التفاف الشعب وتماسكه، ونفرته إلى العمل والإنتاج، فات زمن القعود، اليوم عمل، وغدا أمل بإذن الله تعالى.. اشتدى أزمة تنفرجى..

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى