مقالات

حمدي رزق يكتب.. الإدمان على Facebook

حمدي رزق يكتب.. الإدمان على Facebook

حمدي رزق يكتب.. الإدمان على Facebook
حمدي رزق

الإدمان حالة تستعبد الشخص، وتجعله عبدا ذليلا خاضعا لها، معتمدا عليها نفسيا.

وهو بذرة المرض النفسى والجسدى، كما أنه انتحار بطىء، مع مضاعفة الاستعمال فى وقت قصير، ما ينتج عنه أكبر الأضرار التى من الممكن أن تؤدى إلى التهلكة، فيفقد المدمن عقله ويعجز عن القيام بواجباته اليومية، حتى إذا فكر فى التوقف عن الإدمان تظهر عليه أعراض انسحابية قاتلة.

أخطر من الإدمان على المخدرات إدمان «فيسبوك»، تقريبا نفس الأعراض، وربما بدرجة أشد، من يسقط فى بحر فيسبوك يلق بنفسه إلى التهلكة، سيما أن إنكار الإدمان على فيسبوك- وهذا حادث- يضاعف الخطورة، مع عدم توافر احترازات وقائية تمنع الإدمان.

ليس من قبيل الحكى فى الفضاء الإلكترونى، والقصة من ولاية «كولورادو» الأمريكية، أمٌّ أمريكية رفعت دعوى قضائية ضد فيسبوك، تزعم فيها أن فيسبوك تسبب لابنتها المراهقة فى مشكلات عقلية نتيجة إدمانها للتطبيق، واتهمت فيسبوك بأنه لا يستخدم حتى أدنى أساليب العناية والاهتمام، لمنع الآثار السلبية للاستخدام المفرط له.

الابنة المراهقة، والتى تبلغ من العمر (١٣ عاما)، أصيبت بعدد من الأمراض النفسية نتيجة إدمانها فيسبوك، اضطراب الأكل، والقلق الشديد، والاكتئاب، وانخفاض الدافع للقيام بالعمل المدرسى أو الاختلاط مع عائلتها وأقرانها.

وتتهم الأم فيسبوك بأنه يقوم باستخدام «خوارزميات» معينة للذكاء الاصطناعى لمنتجات أو محتوى يستغل ضعف قدرة المستخدمين المراهقين على اتخاذ القرار، والتحكم فى الانفعالات، والنضج العاطفى، والمرونة النفسية الناتجة عن نمو دماغ المستخدمين «غير المكتمل» بالأساس لأنهم مراهقون.

إدمان فيسبوك هو اعتياد الشخص على استخدام الفيس كوسيلة لإنشاء علاقات إنسانية افتراضية مع أشخاص افتراضيين، بمعدل استخدام يومى لا ينقطع ولعدد من الساعات يوميا، فيصبح جزءًا من نشاط الفرد اليومى- الذى لا يمكنه الاستغناء عنه- فتح حسابه على فيسبوك.

وأكثر الشخصيات إدمانا للفيسبوك هى الشخصية الانطوائية أو الشخصية التى تعانى من الفراغ أو التى تفتقد معايير الثقة بالنفس.

الإدمان على فيسبوك، يصيب المستخدم بحالة من عدم الإشباع، فيستمر عليه مدة طويلة فى اليوم، يستخدم كل ما يتيحه له الفيسبوك من (دردشة، متابعة أخبار، إنشاء صداقات، تعليقات، ألعاب)، فنجد هذا الشخص لا يترك الفيسبوك إلا بعد الشعور الفعلى بتعب جسمانى وذهنى من تلك المتابعة المَرَضية.

ومن أعراضه الشعور الدائم لدى مدمن الفيسبوك عند مغادرته له بالرغبة الملحة فى العودة مرة أخرى للدخول عليه، وللسخرية قد يحدث بالفعل ويعود المدمن للدخول مرة أخرى، وقضاء وقت ليس بالقليل عليه.

وبالضرورة يهمل الشخص المدمن للفيسبوك كافة واجباته الأسرية والاجتماعية لصالح تواجده وتفاعله الجنونى مع الفيسبوك، ويهمل الشخص كافة الهوايات التى كان يعشق ويعتاد ممارستها قبل تعرفه على الفيس، ويبقى الفيس هو معشوقه الأول والأخير.

لافتٌ الشعور بالضيق المبالغ فيه إذا ابتعد الشخص لفترة عن الفيسبوك، والحديث المتكرر للشخص عن الفيس وهو بعيد عنه فى جلساته، ومع أصدقائه.

المحاولة الفاشلة تلو الأخرى لتقليل ساعات استخدام الفيس، ذاك حال مدمن الفيسبوك، فلا يكاد يقلل ساعات استخدامه له إلا ويفشل ويعود إلى سيرته الأولى.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى