حمدي رزق يكتب: الفواعلية اشتكوا!
الفواعلى، من الفاعل، مهنة ولقب.. وسوق الرجالة مليانة بالفواعلية وعمالة اليومية والأجرة باليومية، ويوم فيه وأيام مفيش، ويوم بيوم، ويا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، والرزق من عند الله، وقاصد باب رب كريم، ومن النجمة صاحى، والليل بهيم، يهيم على وجهه أملًا فى لقمة عيش حلال.
الفواعلية، ومِثلهم عمال اليومية، هم ملح الأرض، هم من يحملون البنيان إلى العنان، هم من يقفون زنهار فى الحر الحرور والبرد والأمطار، هِدمة تستر البطن، ولا عمره فى يوم ما قال (لأه) ولا سألنا رايحين (فين)، سواح، بلاد تشيله وبلاد تحطه، ومطرح ما ترسى دُق لها، كالطير يغدو خماصا ويعود بطانا، ولو تتوكلون على الله حق توكله.
مفطور على الألم، ولكنه ممنوع من الشكوى، وصحته هى عنوانه، وإذا مرض سقط مثل متاع، شكواه أو نجواه لمن يسمع الشكوى والدعاء، سبحانه وتعالى مقسم الأرزاق، يرزق النملة فى بطن الجبل، ويرزق الفواعلى من فوق الجبل.
الفواعلى ليس شخصًا معلومًا، ولكنه ملايين، والملايين يسدوا عين الشمس، ملايين تترجى الله فى حق النشوق، ويُؤثِرون على أنفسهم، ويتعففون، أغنياء من التعفف، للفواعلية حكايات توجع القلب الحزين.
العطفة الرئاسية، الحزم الاجتماعية فى المنيا الجديدة خصت العاملين بالجهاز الإدارى، والمعاشات، وحياة كريمة، وهم بالملايين، باتوا مسرورين، وهذا ما يشكر عليه ويؤجر الرئيس السيسى، وحبذا لو سرت العطفة كالتيار فى مؤسسات وشركات القطاع الخاص والعاملين بالملايين أضعاف ما أكرمهم الرئيس، ويقينى أن رجال المال والأعمال والصناعة والتجارة لن يتأخروا عن أهلهم وناسهم، فى ظل ضيقة معيشية ألمّت بالجميع.
وهل من مزيد؟، وأقصد العاملين باليومية، (الفواعلية وإخوانهم) خارج القطاع الحكومى والخاص، على قارعة الطريق، يعانون بشدة من قسوة الغلاء ولا يتشكون.
تحسبهم أغنياء من التعفف، مثل الطيور تغدو خماصا وتعود بطانا، متوكلون على الله حق توكله، يتمنون عطفة رئاسية مماثلة، وحزمة اجتماعية تُعينهم على مؤنة الحياة فى ظرف صعيب. بالسوابق يُعرفون، وفى قلب الجائحة امتدت يد الحكومة بتوجيهات رئاسية بالعطف على هؤلاء بحزمة اجتماعية أعانتهم على الوباء، ونالت شكرًا وتقديرًا لافتًا، الخير يقابل بالشكر، وخير الحامدين الشاكرون.
نظرة رئاسية عطوفة إلى هؤلاء الطيبين.. وكما كان الرئيس عطوفا مع العاملين فى الجهاز الإدارى، والبسطاء فى تكافل وكرامة، والكرماء من أصحاب المعاشات، نظرة عطوفة إلى هؤلاء، وأحوالهم ليست طيبة، ينتظرون عطفة مماثلة ومقدرة.