حمدي رزق يكتب: القاهرة الإخبارية.. لسان حال «الجمهورية الجديدة»
حلم جيلنا يتحقق بجهد جيل جديد متسلح بمستحدثات التكنولوجيا الرقمية، حلمنا بقناة وطنية كبيرة تُعبّر عن وطن بحجم مصر، تحمل أحلام وتطلعات المصريين، تعبر عنهم، لسان حالهم.. وحدث.
أخبار مصر اختُطفت إلى فضائيات صديقة وأخرى تُضمر شرًا، استلاب الخبر المصرى وتشويهه وتلوينه والحط عليه، بتنا نتعرف على أخبارنا من الغير.
حلمنا بأن يكون الخبر المصرى بلسان مصرى، تحسّرنا كثيرًا على أن تَرسم صورةَ مصر فضائياتٌ عربيةٌ وأجنبية، وقنواتنا عاجزة حتى عن إيصالها إلى بيوت المصريين.
كنا نتسمع أخبارنا مشوهة من منصات بعيدة، زمنًا سادت فيه BBC ومونت كارلو الأجواء المصرية، وزمنًا سادت فيه الجزيرة، وزمنًا أسود من قرن الخروب سادت فيه فضائيات رابعة وإخوانها، وكلٌّ يبضعونها بضاعة فى الأسواق المحلية والعربية والدولية.. كانوا ولايزالون يرسمون صورة مصر بألوانهم، كانوا يرسمونها بألوان فاقع لونها لا تسرّ الناظرين.
خبر انطلاق قناة «القاهرة الإخبارية» من القاهرة جد خبر س عيد، والبدايات مُبشرة، معلوم الصحافة كالنساء، الانطباعات الأولى تدوم، والانطباع الأول أنها قناة انطلقت لتستمر فى الإبداع، وهذا ما حلمنا به، ونحن لها داعمون.
الخبرات المهنية الكبيرة التى توفرت للقناة، شبابًا وشيوخًا، تثير فى النفس تفاؤلًا، ما يجمع الأجيال فى هذه القناة، فضلًا عن الوطنية، المهنية، وهى ما نعول عليه مستقبلًا، ومستقبلها واعد.
القناة انطلقت ثرية بنجوم الإعلام المصرى، مذيعين ومحاورين ومحللين، وخلف الكاميرات رهط من كبار المخرجين والمنتجين والمعدين والفنيين.
القناة تزخر بالكفاءات، والمدد متوافر فى صفوف متراصة وأجيال متعاقبة، جميعًا على قلب رجل واحد فى وطن واحد، إزاء هذا المشروع الوطنى الواعد والطموح.. الكل فى واحد.
معلوم، لن تدخر الحكومة المصرية دعمًا لهذه القناة، والتوجيهات الرئاسية بقناة مهنية رشيدة تستبطن ثوابت الأمن القومى المصرى فى امتداداته العربية والإفريقية والشرق أوسطية، وعلى مسافة واحدة من الجميع.
قناة تنطق بالثوابت المصرية التى تُعنى بحماية الدولة الوطنية فى حدودها المستقرة، وتجمع ولا تفرق، بـ«مهنية»، تترجم «حيادية» بكل معانى الكلمة سياسيًا.
شباب القناة الطموح، وعلى رأسهم الصديق «أحمد الطاهرى»، وشيوخ القناة، وعلى رأسهم الكبير «عادل حمودة»، قادرون على صناعة محتوى جذاب، راقٍ، مفعم بالأفكار الرشيدة، ونعول عليهم فى تحقيق حلم طال انتظاره وبات بين أيدينا، قاب قوسين أو أدنى.
وخلف الفريق إدارة ذات عزم أكيد على توكيد حضور القناة عالميًا ومحليًا، وشبكة مراسلين قلما تتوفر لقناة من حضور ومهنية.
فقط، تستمر بنفس زخم البدايات المبشرة، وهذا يتطلب عملًا شاقًا أعانهم الله عليه، فى ظل منافسة شرسة فى الفضاء، فى مواجهة قنوات منافسة بلغت عقودًا، والفرصة متاحة فى براح الجمهورية الجديدة، ومناخ الحوار الوطنى المستدام.
القناة الجديدة «القاهرة» محظوظة بالدعم الرئاسى الذى يُمكّنها من انطلاقة معتبرة، والحريات مكفولة فى سياق المصالح القومية العالية، ولطالما حكمت المهنية محتوى هذه القناة ستكمل مسيرتها، لتصبح لسان مصر القوى بأخبارها التى تتمتع بالمصداقية والجرأة والتنوع، خلوًا من أمراض متوطنة ومزمنة أصابت مشروعات سبقت بالعجز عن ملاحقة التطور السريع فى البث التليفزيونى عبر الأقمار الصناعية، ومنصات التفاعل الرقمى.