حمدي رزق يكتب: اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بـ«مورجان فريمان»!
يحمل العنوان أعلاه دعوة رجل صالح حضر افتتاح كأس العالم في الدوحة، ورأى الممثل الأمريكى الشهير رأى العين دون توقع، فطفق يدعو في خشوع والدموع في عينيه «اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بـ(مورجان فريمان) أو (جونى ديب)»!.
تمثيلية اعتناق «مورجان فريمان» الإسلام في (الدقيقة ٩٣ من الوقت الإضافى في مباراة قطر والإكوادور) محض عبث، كما وصفها الكاتب السعودى «تركى الحمد» في تغريدة على «تويتر».
عجيب أمرهم، زعم زاعمٌ أن «مورجان فريمان» اعتنق الإسلام، ولقى الخبر انتشارًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعى، وتعالت التكبيرات في الدوحة القطرية: الله أكبر ولله الحمد.. نفس تكبيرات أفلام «فجر الإسلام» الشهيرة.
وبلغ العبث مبلغه أن يصبح اسم فريمان بين عشية وضحاها الأكثر شيوعًا على محركات البحث الإلكترونية مقرونًا بالإسلام، ما فاجأ فريمان نفسه، لم يصدق نفسه، ولايزال محيرا ويتساءل في بلاهة: ما هذا الذي يدعوننى إليه في بلاد العرب؟!.
نفس العبث الذي شاع بين المتحلقين حول كأس العالم، وحديث إسلام نفر من المشجعين عندما سمعوا صوت الأذان من المساجد حول ملاعب الكرة، تراهم يخرّون ساجدين وعيونهم باكية وينطقون بالشهادتين قبل أن يهتفوا صائحين على كرة جاوزت خط المرمى، رغم أن ملايين العمالة غير المسلمة تعمل منذ سنوات في تجهيز ملاعب البطولة دون أن نسمع عن دخولهم الإسلام فرادى وجماعات.
أحب ما علينا وعلى تركى الحمد وعلى كل مسلم أن يدخل الناس في دين الله أفواجا، غاية المُنى.. حنانيكم.. ترفقوا بإسلامكم، ولو شاء ربكم لجعل الناس كلها جماعة واحدة على مِلة واحدة ودين واحد. بالمناسبة، فريمان لن يعز الإسلام في شىء، ولا شهادته تترجم لشىء.
عجبًا، لم يتشهّد فريمان في استاد البيت ولا في الغيط، وحسابات فريمان الإلكترونية على «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستجرام» لم يُعثر عليها على أي إعلان من جانب الممثل لاعتناقه الإسلام.
حقًا، كما قال تركى الحمد: محض عبث وزعم كاذب، هناك من يصطنع هذه العبثيات كل حين.. تقريبًا واحد من كل اثنين من المشاهير يسلم في الفضاء الإلكترونى، ويجتذب أنظار الطيبين، ويهللون ويكبّرون، ثم تروح السكرة، الدروشة، وتحضر الفكرة العدمية، فكرة مسيطرة على شذاذ الآفاق.
نزوع غريب وعجيب، أقرب للتهافت والتكالب من قبل بعض الوعاظ والمنظمات والجمعيات ونجوم الميديا الدينيين على استغلال كل حدث أو مناسبة دينية أو غير دينية، عالمية أو إقليمية أو محلية، للدعوة والتبشير بالإسلام، والزج به في كل صغيرة وكبيرة، وكأن الإسلام في حاجة إلى المزيد من البشر. (من تغريدة تركى الحمد.. بتصرف).
وعلى افتراض حسن النية من أنهم فعلًا يريدون نشر الدين لوجه الله تعالى وليس لغايات دنيوية مرتهنة بتوجهات أيديولوجية، هل هذا هو الطريق لنشر الإسلام بطرق ملتوية، وكذب على مخاليق ربنا، وفى كل مرة تعطى فرصة لأعداء الإسلام للطعن في دين الله وتكذيب ما صنعت الميديا العربية في واحدة من أسوأ أدوارها على المستوى العالمى.
ابتعدوا بكذبكم مسافة كافية عن الإسلام، كفاكم عبثًا وتربحًا رخيصًا باسم الإسلام، الإسلام أغلى وأعلى وأسمى وأعز منزلة مما تأفكون، اضربوا مثلا بصدقيتكم أولًا وقبل الكذب على مخاليق ربنا.. فعلًا محض عبث!.