حمدي رزق يكتب: حِلم ولّا عِلم
«لو مش هتحلم معايا
مضطر أحلم بنفسى
لكنّى فى الحلم حتى
عمرى ما هاحلم لنفسى..» (الأبنودى).
قلنا، لا تستكثروا على الحالمين حلمهم، فإن حلموا كان لهم من حلمهم نصيب، وفاز مدرب منتخب المغرب «وليد الركراكى» بجل حلمه، ولسة الأحلام العظيمة ممكنة، ويطمح لفوق فوق فوق السحاب لتحقيق أحلامه، هو صحيح حلم ولا علم، الركراكى يحلم: «لماذا لا نحقق كأس العالم؟!».
هذا هو الحلم الذى يغير الواقع، بدون أحلام لن تتغير الأيام، وما كان منتخب المغرب «أسود الأطلس» يغير الخرائط الكروية العالمية، ويضع قدمًا ثقيلة بين الكبار.
تغيير الواقع بحلم كبير تسعى وتثابر وتجتهد لتحقيقه هو الطموح بعينه، ما نعانيه فى عالمنا العربى للأسف، موت الأحلام فى مهدها، تحلم إذًا أنت مجنون، كيف تجرؤ على الحلم؟!.
الركراكى كان يحلم، حلم جميل، يااااااه على الأحلام الكبيرة، لو قالها قبل وصوله إلى «دوحة العرب» لاستكثروا عليه الحلم، إنت بتحلم، ويحك كيف تحلم؟!.
الحلم عند البعض رفاهية لا يقدر عليها سوى الحالمين، ده فى الحلم، فى المشمش، يا عم فوق من سكرة أحلامك.. أدمنّا التحبيط، والتثبيط، وتضعيف الهمم، شحذ الهمم عكس كَسْر الهمم لبلوغ القمم.
حلم «وليد الركراكى» حلم يفوق الخيال، ولكن من حقه أن يحلم، يكفيه الحلم والسعى الحثيث فى تحقيق حلمه وحلم الملايين من شعبه، هو يحلم بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن شعبه، حتى الملك «محمد السادس»، نزل من قصره يلمس الحلم فى عيون شعبه الجميل.
حلم الركراكى، ترجمته، لا يكفى أن تكون حالمًا، كالعائش فى الحلم، مستوجب أن تملك مقومات تحقيق الأحلام، الحلم كالحب نعمة مش خطيّة، الحلم أكسير حياة، قوة خفيّة، شعور مُحفِّز، طاقة جبارة تنبثق من نفس وثّابة.
عشنا زمنًا نردد وراء طيب الذكر، الشاعر السودانى الرقيق، الهادى آدم: «يا خوف فؤادى من غد»، ولسان الحال كما تغنت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم: «آه كم أخشى غدى هذا وأرجوه اقترابًا، كنت أستدنيه، لكن هبته لما أهابا».
بعد وصول المغرب إلى ما قبل نهاية الحلم الكبير، الفوز بكأس العالم، حلم مدرب منتخب المغرب «وليد الركراكى» يخالف نظريات مستقرة. فى مدارس علم النفس، يعرفون الأحلام بطرق نفسانية، وكثير من النظريات التى تفسر حدوث الأحلام، فيقول «سيجموند فرويد» إن الأحلام هى وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة، خاصة التى يكون إشباعها صعبًا فى الواقع.
ولكن غالبًا ما تكون الرغبات فى الحلم مُموَّهة أو مخفية، بحيث لا يعِى الحالم نفسه معناها، ولذلك فإن كثيرًا من الأحلام تبدو خالية من المعنى والمنطق، شبيهة بتفكير المجانين.
عكس «أحلام اليقظة»، التى تكون منطقية جدًّا، حلم وليد الركراكى من النوعية المنطقية، من أحلام اليقظة المشروعة جدًّا، من حقه أن يحلم، ومن حقنا جميعًا أن نحلم، نحلم ببكرة، والحالمون قوم طامحون للأفضل، والمستقبل فى ركابهم.. فقط دعوهم يحلموا، الأحلام الكبيرة يحققها أولو العزم من الرجال، هنيئًا للركراكى بحلمه.. ولسة الأحلام ممكنة.