حمدي رزق يكتب: رجال الأعمال على مائدة مدبولي!
فرصة وسنحت لمجموعة معتبرة من كبار رجال الأعمال الوطنيين للقاء رئيس الحكومة الدكتور «مصطفى مدبولى»، كان لقاءً مجديًا جديًا، عبروا فيه عن شواغلهم كافة، وما يعوقهم عن الأداء المرتجى، ويقلل مردود أعمالهم على المستوى الوطنى.
من حسن تصريف الأعمال الحكومية مثل هذه الحوارات المباشرة، بلا حواجز مصطنعة ولا بروتوكولات مصنوعة، حوارات عميقة كاشفة عما يعتمل فى أعماق قطاع المال والأعمال.
حسنًا، يسمع رئيس الحكومة منهم، لا يسمع عنهم، وكانت فرصة، لم يدخروا مشاكلهم لجولة مقبلة. كامل التقدير لهذه البادرة الحسنة من رئيس الحكومة، وليتها تتكرر مرة كل شهر، مع مجموعات أخرى من رجال الصناعة والزراعة والتصدير والبترول.. سيكون مردودها إيجابيًا على الاقتصاد الوطنى.
يقينًا، الدكتور «مدبولى» كان أكثر الحضور غبطة، واستمع إليهم بأريحية وسعة صدر، ولم يتعجلهم، ولم يمتعض من نقدهم، كان يعقب ما استطاع إليه سبيلًا، مما يطمئنهم على مستقبل أعمالهم فى سياق الشراكة الوطنية المأمولة بين الحكومة ورجال الأعمال.
اللقاء لم يكن عفويًا ولم تفرضه ظروف طارئة، بل استمرارًا لسلسلة الحوارات التى قررها رئيس الوزراء وفق توجيهات رئاسية، مع المفكرين والمثقفين والسياسيين، وجاء الدور على رجال الأعمال. الشراكة الوطنية بين الحكومة ورجال الأعمال كانت قبل هذه الجولة الحوارية مثل «الفريضة الحكومية الغائبة».
لم يصمت رجال المال والأعمال عن شواغلهم، وطرحوها بلا تزويق ولا تجميل على مائدة رئيس الحكومة. وهذا لم يعجب بعض «الدولجية» الذين يخشون على سلام الوطن من الهواء الطائر، خشية منهم من استغلال منابر ومنصات معادية لما صرح به رجال الأعمال فى مواجهة رئيس الحكومة، قد يستخدمونها لرمى كعب الحكومة العارى بسهام مسمومة.
عكسًا، مثل هذه الحوارات الجدية تعبد الطريق نحو الإنجاز المنشود، وتزيد منسوب الثقة المطلوبة بشدة لجودة مناخ الاستثمار.
رجل الأعمال الوطنى الذى يستثمر بثقة فى وطنه يعكس هذه الثقة لدى المستثمر العربى والأجنبى. رجال الأعمال يجتذبون بعضهم بعضًا، وعلاقاتهم المالية والاستثمارية عابرة للحدود، وعنوانها ثقة المستثمر الوطنى فى مناخ الاستثمار فى وطنه أولًا.
يسمونها كبارى الاستثمار التى تجتذب الاستثمارات من خارج الوطن إلى أرض الوطن، وكلما تعددت الكبارى وتمددت فى وطنها بثقة فى مناخ الاستثمار كان خيرًا.
بعد هذا اللقاء الذى أزعج البعض دون تبصر بالمآلات، سيفكر المستثمر الوطنى ألف مرة قبل أن يغادر وطنه بحثًا عن فرص استثمارية واعدة خارج الحدود. يقينًا، سيعيد ترتيب الأوراق والمحافظ المالية لديه لدفق الاستثمار فى عروق الاقتصاد الوطنى.
ولمَ لا، ورئيس الجمهورية ينادى عليه بشراكة مثمرة بين الحكومة ورجال الأعمال، ليست منافسة أو مغالبة، ورئيس الحكومة يسمع إلى رجال الأعمال ويدعوهم بشكل كريم إلى مائدته، ويتوفر على حلحلة المشاكل البيروقراطية والتمويلية والضريبية، مما يهيئ المناخ المواتى لجذب مزيد من الاستثمارات الوطنية، ويكبح ظاهرة هروب رؤوس الأموال التى جففت دماء الاستثمار الوطنى فى عروق الوطن فى عقد مضى صعبًا علينا وعلى كل المهمومين بمقاصد الوطن العليا.