حمدي رزق يكتب … صلاح.. لا تحزن
صورة «محمد صلاح»، قائد المنتخب الوطنى، وحبة كريز الكرة المصرية، خارج من استاد السنغال ممسكًا رأسه فى حالة حزن رهيبة، يكاد يسقط إغماء، وجعت قلبى، صورة لا يتمناها محب لصلاح، صلاح صانع السعادة جد حزين، يا ولدى لا تحزن، لسه الأحلام ممكنة.
أكثر مصرى حزن على خسارة الحلم الوطنى فى الوصول لكأس العالم، الكبير محمد صلاح كان حلمه الكبير النهائيات الكبيرة، ومكانه الطبيعى بين عظماء الكرة العالمية، ثالث أحسن لاعبى العالم جانَبَه التوفيق فى ضربة جزاء حاسمة، الكبار يضيعون أحيانًا.
لا تجلدوه، ولا تسلخوا وجهه، ولا تُحمّلوه وزر الخروج، أسباب الخروج كامنة فى عصب الكرة المصرية، مثله يستحق التكريم فى وطنه، فى لندن يصنعون له التماثيل فى المتاحف العالمية، ويتغنون باسمه فى المدرجات الإنجليزية.
صلاح فى مباراة نهائية قبل أربع سنوات فى مواجهة حاسمة مثل مباراة الثلاثاء حمل الحلم وسجل ووصل بالمنتخب إلى كأس العالم فى روسيا. نفسها ضربة الجزاء التى أفلتت منه رغمًا عنه لأسباب تحدثت عنها كبريات الصحف العالمية. نعم، غاب التوفيق عن صلاح فى لحظة مصيرية، ولكنها ليست نهاية المطاف، لسه الأحلام الكبيرة ممكنة.
مستوجب الترفق بصلاح، «المشنقة» المنصوبة لجلد رجال المنتخب تورثه حزنا على حزن، رجال المنتخب لم يقصروا، ولم يبخلوا، ولم يتوقفوا لحظة عن القتال على كل كرة، رغم فارق الإمكانات، والملعب، والجمهور المخيف فى تفاعلاته مع أحداث المباراة الرهيبة.
لماذا صلاح؟، لأنه منحنا لحظات من السعادة لا تُنسى، صانع السعادة، حمل أحلام المصريين كرويا عاليا، وكتب اسمه بين عظماء الكرة محليا ودوليا، وثقله يوزن بالذهب.
وفى كل مناسبة وطنية صاحب حضور إنسانى راقٍ، ولم يتأخر عن واجبه الوطنى مباراة، أو مبادرة، أو تبرع.
نسمع كثيرا عن لاعبين كبار يبخلون بمواهبهم على منتخباتهم، إلا صلاح الذى يلعب فى بعض الأحيان وهو ليس فى كامل أهليته الكروية، ويلبى النداء من فوره، تحت أمر المنتخب، وفخره الحقيقى ارتداء شارة كابتن المنتخب الوطنى.
صلاح موهبة مصرية نادرة، فلا تهزموه، ولا تلوموه، قفوا فى ظهره ليمر من هذه المحنة القاسية.
أخشى عليه من الحزن، ما يؤثر على تألقه العالمى فى توقيت صعب وهو فى مفاوضات ماراثونية لتجديد تعاقده مع ليفربول.
صلاح قوته فى ناسه، فى جمهوره، فى شعبيته الجارفة، فلا تتخلوا عنه فى أقسى ظرف يواجهه فى الملاعب وهو فى أوج تألقه متصدرًا قائمة الهدافين فى الدورى الإنجليزى، وبقى على حلمه فى تبوء قمة الكرة العالمية شوط قصير يقطعه بتشجيعكم وحماسكم.
صلاح بكم ولكم، وإحساسه الشخصى أن ١٠٠ مليون مصرى يدفعونه لأعلى قمة يصلها لاعب مصرى فى التاريخ الكروى منذ لعبت مصر كرة القدم.
صلاح مؤهل فى ذروة العطاء لتحطيم كل الأرقام القياسية، فقط يشعر أنكم فى ظهره، لو هزمه الحزن، لو هزمتموه نفسيا، أخشى عليه فى قادم الأيام.
خشيتى على حلم مصرى حقيقى، حلم نراه على الشاشات العالمية يبرق، وكما كان يركض ونحن وراءه فرحين، فليركض صلاح مجددا، ويسجل مجددا، ويحطم الأساطير الكروية مجددا.. صلاح لا تحزن، لسه الأحلام ممكنة.