حمدي رزق يكتب: طور متحور من فيروس المكارثية الأمريكية!!
بالإنجليزية: McCarthyism، سلوك أمريكى شائِن سرى كالنار في الهشيم في الولايات المتحدة في النصف الأول من القرن الماضى، بتوجيه الاتهامات مطلقة السراح بالتآمر والخيانة، واستُخدم المصطلح بإفراط ترهيبًا، وتأذى منه كثير من المثقفين الأمريكيين.
طور متحور من الفيروس الأمريكى المعدى سجل ظهورًا في الكونجرس الذي (لَوّم) النائبة «رشيدة طليب» بتهمة مطاطية مؤداها التعاطف مع الفلسطينيين، يترجم «معاداة السامية»، وهى تهمة خطيرة تكاد تزهق روح مَن تصيبه، فيروس مميت.
وصوّت مجلس النواب الأمريكى لصالح توجيه «اللوم» بأغلبية ٢٣٤ صوتًا مقابل ١٨٨، ضد قرار اللوم الذي صدر في مواجهة النائبة الفلسطينية الأمريكية الوحيدة في الكونجرس.
«رشيدة» عوقبت باللوم، الذي هو أقرب إلى (التجريس)، بسبب دفاعها عن هتاف «من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر». وأدانها القرار رسميًّا بدعوى «تدمير دولة إسرائيل».. واللوم عقوبة ثقيلة فيما قبل الطرد، ولولا حمرة الخجل لطردوها من الجنة الأمريكية.
وُلدت رشيدة طليب في الرابع والعشرين من يوليو ١٩٧٦، من مواليد برج الأسد، السيدة الأسد، ويترجم بحسب علم الأبراج أنها امرأة عاطفية، ملهمة، محاربة، ولديها استعداد كبير للتضحية وتقديم المساعدة والعون للآخرين.
«رشيدة» مفطورة على التضحية، كانت الأكبر بين ١٤ طفلًا، لعائلة فلسطينية مهاجرة من الطبقة العاملة في ديترويت، لعبت دورًا في تربية إخوتها، كونها أكبرهم.
السيدة الشجاعة من أصول فلسطينية، وُلدت أمها في (بيت عور الفوقا) في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وُلد أبوها في (بيت حنينا) في القدس الشرقية، انتقل والدها أولًا إلى نيكاراجوا وبعدها إلى ديترويت.
تحصلت «رشيدة» على بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية من جامعة ولاية (وين) عام ١٩٩٨، ونالت درجة الدكتوراه في القانون من كلية (كولى) للقانون في جامعة ويسترن ميتشيجان عام ٢٠٠٤.
عبر موقعها الإلكترونى، تُعرف «رشيدة» نفسها بأنها (محاربة)، وهى أم تعمل من أجل العدالة للجميع، لماذا رشيدة طليب تسكن هذه السطور، في التعريف المرأة (عظيمة) لأنها الجزء العصبى من المجموع الإنسانى والرجل هو الجزء العضلى منه.. ورشيدة (عظيمة) لأنها صدحت بما صمت عنه الرجال بوجل دون خجل.
وفى فيديو لها عبر موقع (إكس)، طالبت الرئيس بايدن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، نصًّا: «سيدى الرئيس، الشعب الأمريكى ليس معك.. سوف نتذكر في عام ٢٠٢٤».
وردًّا على قرار اللوم، قالت متحدية: «لن أسكت.. لا توجد حكومة فوق النقد.. فكرة انتقاد حكومة إسرائيل تُعتبر معاداة للسامية تشكل سابقة خطيرة للغاية، وقد تم استخدامها لإسكات الأصوات التي تدافع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء أمتنا».
اختنق صوت رشيدة طليب بالبكاء وهى تواجه المكارثية في صورتها القبيحة، وحملت إلى العالم من تحت سقف الكونجرس صورة جدتها العجوز، التي تقاسى تحت نير القصف الإسرائيلى البربرى، وكانت «رشيدة» عظيمة وهى ترتدى الكوفية الفلسطينية رمزًا لفلسطين الأَبِيّة.