مقالات

حمدي رزق يكتب: على الطريقة السلفية!

حمدي رزق يكتب: على الطريقة السلفية!

حمدي رزق يكتب: على الطريقة السلفية!
حمدي رزق

حدَّد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام 1444 هجريًّا، بـ 30 جنيهًا، كحد أدنى عن كل فرد.. إذا تم حسابها بالمال، ومقدار زكاة الفطر فى الأساس صاع يعادل (2.5) كيلوجرام من القمح عن كل فرد.

سرعان ما خرجت جموع السلفية تتداول منشورا رديئا بالعامية، فاحش الأخطاء الإملائية، مثل نكش الفراخ، يستهدف المفتى من طرف خفى باعتباره أخطأ فى حساب الزكاة.

المفتى علام على موعد مع السلفية كل عام فى العشر الأواخر من رمضان، إذا قال الزكاة يصح إخراجها مالا وليس شعيرا، قالوا بل تخرج أصنافا بينها الزبيب، وإذا قال 30 جنيها كحد أدنى ومن تطوع خيرا، قالوا أخطأ فى حساب الزكاة، خلاصته يستهدفون بلبلة الطيبين من حول الإجماع الوطنى الذى يمثله فضيلة المفتى.

 

المفتى علام لا يصدر فتواه هكذا، وشهادة لله وعن كثب، ومن خلال لقاءاتنا الأسبوعية الفضائية على «صدى البلد»، يرجع مولانا إلى أهل الذكر فى المسائل الاقتصادية، وهم خبراء فى الأسواق، الفتوى فى دار الإفتاء تؤسس علميا.

المفتى يستبطن قناعة مراعاة الحال والأحوال، وقدر الزكاة على قدر الطاقة (الاستطاعة)، سيما وأن زكاة الفطر تجب على الفقير والغنى، الميسور وصاحب الحاجة، ومن يتلقى الزكاة من المحتاجين مستوجب عليه إخراج الزكاة طهرة لصيامه.

المفتى حدد الزكاة بصاع قمح (2.5 كيلوجرام) وقررها 30 جنيها كحد أدنى، تخرج السلفية بمنشور تحدد سعر كيلو القمح بـ 20 جنيها، باعتبارهم خبراء فى الأسواق، وتجارة الحبوب، وبحسبة سلفية يكون مقدار الزكاة 50 جنيها، ومستوجب إخراجها قمحا فى ظل أزمة قمح تعانيها البلاد!.

احسبها على الطريقة السلفية: أسرة مصرية من 6 أفراد، تخرج زكاة 300 جنيه، هل هذا الرقم فى مكنة الفقير واستطاعته؟، مجرد سؤال، والإجابة: الأصل فى الزكاة أنها تجب على قدر صاحب المال على إخراجها، ولا يجوز تأخيرها إلا إذا كان ذلك لمصلحة الفقير، أو لترشيد استهلاكه.

السلفية تزايد على المفتى دوما، إذا قال يمينا قالوا شمالا، استهداف مؤسسة الفتوى المصرية هدف، بلبلة الطيبين من حول دار الإفتاء، تخيل حجم المطلوب إخراجه قمحا لتلبية فرض زكاة الفطر، بحسبة بسيطة مطلوب على وقته وخلال أقل من عشرة أيام 250.000.000 كيلو قمح تتداول بين الناس.

قس تأثير نزح هذه الكمية دفعة واحدة فى غضون أيام على المخزون الاستراتيجى من القمح فى ظل أزمة الأقماح العالمية بسبب الحرب الأوكرانية، وكم تتحمل موازنة الدولة من العملات الأجنبية، وتأثيره على تلبية طلبات المخابز لإنتاج رغيف العيش أبوشلن؟!.

وماذا يفعل متلقى الزكاة قمحًا بهذه الكميات، هل يطحنه مثلا، توقعا سيبيعه (حرقا) فى الأسواق بثمن بخس، ماذا استفاد، وما الحكمة فى إخراجها قمحا، إذا كان هناك اجتهاد فقهى رشيد يرجح إخراجها نقودا.. فقط افتعال أزمات فى الحبوب فى زمن الحروب.

يصدق على سلفية العصر القول الشائع: «شَابِتْ لِحَاهُمْ وِالْعَقْلْ لِسَّهْ مَا جَاهُمْ»، والمراد شابوا ولم يُرْزَقُوا العقل بَعْدُ، أى لم يرشدوا، ويرويه بعضهم على نحو «شابت لحانا والعقل ما جانا» وفى معناه عندهم «الكبر كبرنا والعقل ما كملنا».

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى