حمدي رزق يكتب: غضب مسيحى على حرق القرآن!
لفتنى غضبة إخوتنا المسيحيين بين ظهرانينا على حرق المصحف الشريف فى السويد، عند حسن الظن دومًا. راجع بيانات وتويتات وتغريدات إخوتنا، فيها تعزية حقيقية، ونفرة تضامنية معتبرة فى مواجهة عنصرية غربية شاذة لا ترعوى لقدسية الأديان السماوية، ولا تحترم العقائد الدينية بزعم باطل «حرية التعبير»!.
المستشار «نجيب جبرائيل»، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، نموذج ومثال، لم يحتمل على دينه إهانة الدين الإسلامى، وحرق المصحف، خرج على الدنيا ببيان يدعو فيه الأمم المتحدة إلى وضع قانون يلزم جميع دول المنظمة بتضمين تشريعاتها جريمة إهانة الأديان وكراهية المعتقدات، على أن يتضمن قانون المحكمة الجنائية الدولية (مادة عقابية) تؤثم ازدراء الأديان أو الحض على كراهيتها بحرق الكتب المقدسة أو النيل من رموزها، وتلاحق المحكمة مرتكبيها، وأى حكومة تشجع على ممارسات الكراهية ضد الأديان لابد من محاسبة مسؤوليها.
ليس بغريب على المستشار نجيب جبرائيل، وإخوتنا جميعًا فى خندق واحد مع إخوتهم إزاء عنصرية بغيضة، لهم نفس هذا الموقف الكريم من جريمة حرق «المصحف» من قبل «شذاذ الآفاق» ومفرده «شاذّ الأفق» أو «شاذ الآفاق» وهو بالمناسبة مصطلح تحقيرى فى اللغة العربية.
رسالة إخوتنا (استنكارًا ورفضًا لحرق القرآن الكريم) رسالة بعلم الوصول، رسالة تقول إن فطرة الشعب المصرى سليمة، وإخوتنا مفطورون على المحبة، ويعبرون عن حبهم ومحبتهم بهذه الصورة الراقية.
تعجب، ما هذا الإبداع المصرى لحنًا راقيًا، لماذا إذن تتصدر صور الجفوة والرفض العناوين الحمراء على الشاشات المعادية، لماذا تهيمن طيور الظلام على المشهد الوطنى ازدراء وطائفية بغيضة كل حين، لماذا تتصدر وجوه البغضاء الصورة، لماذا يشوهون وجه مصر الطيب بسناج صدورهم وما ينفثون غِلًّا للذين آمنوا بالعيش المشترك؟!
كلنا غبطة وسرور بهذا المسلك الكريم، إخوتنا بين ظهرانينا يمارسون ما جُبِلوا عليه فى كنيسة الوطن من محبة، الله محبة، الخير محبة، النور محبة، غضبتهم فى الحق مقبولة، «ومشكورين عليها».
القصة ليست بيانات إدانة وشجب ورفض، ولكنها باليقين تعبر عن نفوس خيّرة تسعى بين الناس بالمحبة، وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة، والمسرة لكل الناس، هكذا يبشر المسيح، عليه السلام، المؤمنين.
ما يمكث فى الأرض، يذكر الله أن «ما ينفع الناس هو الذى يمكث فى الأرض»، تبرع وتطوع إخوتنا بهذا الموقف المعتبر صورة من الرقى والتسامح الذى يعبر تمامًا عن روح مصر الطيبة تعبيرًا شعبيًّا رائعًا.
إخوتنا يرسمون صورة يعجز عن وصفها القلم السيال، المسيحيون المصريون داخل وخارج مصر يبدعون إبداعًا راقيًا فى المحبة، ويرسمون لوحات ملونة بحبر القلب، المسيحيون يضربون أروع الأمثلة فى المحبة، ولا يمررون الأحداث دون لمحات طيبة، طوبى للساعين إلى الخير.
سيقول السفهاء من الناس إن المسيحيين يتجملون، فليكن، فليتجمّلوا أكثر، فيه أجمل من كده، ويتعجبون: إنهم يمالئون.. ويتوددون وليكن، فليتوددوا أكثر، ويصلوا إخوتهم، ويقفوا فى ظهورهم، ويفرحوا لفرحهم، ويتألموا لألمهم، ويستحثوا الخطى حبًّا فى السراء والضراء.
خلاصته، خليك مع الناس الطيبين، ودع الحمقى فى غيّهم وغلّهم يعمهون، قلوبهم قاسية ونفوسهم مظلمة، إخوتنا الأصلاء يردون بصنيعهم الطيب على غلاظ القلوب.