مقالات

حمدي رزق يكتب: في ميزان حسناته الثقافية

حمدي رزق يكتب: في ميزان حسناته الثقافية

حمدي رزق يكتب: في ميزان حسناته الثقافية
حمدي رزق

وتُحسَب لوزير الثقافة الدكتور «أحمد فؤاد هنو»، زيارة الفنان الكبير «محمد منير» فى منزله لتسليمه تكريم «يوم الثقافة المصري».

الشكر موصول على يوم الثقافة، الثقافة والمثقفون يستحقون أياما من الفخار الوطنى، والشكر الجزيل على الزيارة، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، ولا تنسوا الفضل بينكم، والكبير منير «الكنج» يستحق كل الخير، وزيارته محبة يستحقها من أحب الناس، وأسعدها، وغنى لها محبة، لم يغن عليها يوما.

«لو تدق الدنيا بابك بالمحبة أفتحلها.. وانسى كل اللى جرالك منها يوم وأضحكلها».. هكذا يحرضنا الكنج محمد منير على المحبة، طول عمره محبوب، ويغنى للمحبة.

ألف سلامة، شحيحة ظهورات «الكنج »، جد نفتقد منير ونقلق، منير حالة إنسانية خاصة جدا، يظهر عادة كالبدر فى تمامه، لا يفضل الظهور شاحبا، يرفض الظهور للظهور وتزجية الفراغ، وإن ظهر يظهر متألقا كعادته.

لم يصبر الوزير على غياب منير عن يوم تكريمه، فخف إليه يكرمه فى منزله، ونحن المحبين لا نصبر على غياب منير هكذا طويلا، ننتظر طلة تبدد الغيوم، وأغنية تهزم الحزن، ودندنة تهز الوجدان، وترنيمة حب، وأنشودة سلام.

زيارة السيد الوزير تترجم تكريما مصريا خالصا، أشاعت فى نفس منير بهجة، يقولها مفتخرا بوطنه: «اليوم أشعر أننى حصلت على كل الجوائز من بلدى، فقد كنت دائمًا صناعة مصرية.. أدام الله مصر».

«الكنج» صناعة مصرية خالصة، وصوت مصرى أصيل ليس هجينا، أغنية جيل تربى على التراتيل، صوت جيل مبحوح من الألم، عراف أسمر مضروب بالأمل، يبشر بمصر الجديدة، «على صوتك بالغنا لسه الأغانى ممكنه ممكنه».

طول عمره مفطور على الجمال، والجمال جمال الروح، يحارب القبح بالغناء، يواجه التطرف بالغناء، سلاحه الغناء، لا يحمل سوى أغان ملونة تطير كالفراشات، آمال خضراء يزرعها فى نفوس الطيبين.

منير صانع السعادة، يسكب تفاؤلا من روحه فى نفوس متعبة، يمنح السعادة للحزانى المكسورين، يطبطب بكلماته على الظهور المحنية، ويربت بها على الأكتاف، ويمسح بها الرؤوس، يغنيها هكذا «لو بطلنا نحلم نموت».

منير يحلم، ويحرض على الحلم، يحلم للشباب ينور على الشباب، يبحث عنهم فى كل مكان، ويدعوهم إلى الغناء، يجاورهم، لا يخشى منير إبداع الشباب، يستلهم منهم عشق الحياة، منير يحب الحياة، والغناء إكسير الحياة، ولن نكسب معركة الحياة إلا بالغناء، هكذا يعتقد منير ويجتهد فى تحقيق حلمه.

منير فى ترجمة شخصية ابن الأرض الطيبة، ويغنى من أرضية مصرية، صناعة مصرية، يغنى للسمراء، لبهية، للبنت أم مريلة كحلى، يغنى أغنية ياسين، عاشق منير للمصريين.

منير يغنى لمصر، لأغلى اسم فى الوجود، يغنى للسفينة تمخر العباب مارة بقناة حفرها الشباب، يغنى للمستقبل واعدا، والحقول خضراء، والمصانع تصطخب بالحياة، يغنى للميلاد، مصر تستيقظ من رقاد، منير يوقد شمعة يتحدى دياجير الظلام.

طول عمره كنج، لم يسع إلى جائزة ولا تكريم فى محفل متخم بالثراء، مصر تكرم منير، ووزيرها المؤتمن على الثقافة يخف إليه، مصر تناديه: انهض لسه الأغانى ممكنة.

أخشى وعكة منير، فحسب فى العثور على الكلمة والبراح، يحب البراح، يجيد منير فى الهواء الطلق، ينعشه، يصدح صوته سارحا فى الفضاء، لا يجيد غناء الصالونات والمسارح المغلقة، أعطِ منير براحًا يملأ الكون غناء.

 

 

 

 

 

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى